يستأنف الناخبون المصريون اليوم الخميس توافدهم على مراكز الاقتراع في اليوم الثاني للتصويت من أجل انتخاب رئيس مصر من بين 13 مرشحا، وذلك بعدما أغلقت صناديق الاقتراع في اليوم الأول من الانتخابات بعد تمديد التصويت ساعة إضافية نظرا للإقبال الشديد على أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير كانون الثاني. وكان رئيس الوزراء كمال الجنزري قد قرر أمس الأربعاء منح اليوم إجازة رسمية للعاملين في الجهاز الإداري بالدولة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية. ومن المقرر أن تبدأ اعتبارا من مساء اليوم عمليات فرز أصوات الناخبين بعد انتهاء عمليات التصويت، وذلك بحضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحفيين. من جهتها أكدت مصادر بلجنة الانتخابات الرئاسية أن العملية الانتخابية التي تجري تحت إشراف قضائي كامل، تمر بصورة سلمية ومنتظمة، وأن بعض التجاوزات الإدارية المحدودة لا تؤثر مطلقا على سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها. وأشار رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان إلى أن معظم المخالفات من قبل معظم المرشحين تتعلق بالالتزام بالصمت الانتخابي، ومحاولات التأثير على الناخبين، مؤكدا إحالة عدة وقائع إلى النائب العام للتحقيق فيها. وقد شهد اليوم الأول إقبالا كثيفا من الناخبين -البالغ إجمالي عددهم أكثر من خمسين مليونا- في أغلب المحافظات، وسط حضور أمني وشعبي لافت. وامتدت صفوف الناخبين مئات الأمتار، وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الأمن والجيش، وانتشار واضح للمراقبين والمتابعين في الكثير من اللجان. ورغم وجود 13 مرشحا يمثلون تيارات فكرية مختلفة، فإن المرشحين الأوفر حظا وفقا للاستطلاعات هم القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح وآخر رئيس وزراء في عهد النظام السابق أحمد شفيق، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والناصري حمدين صباحي، ومرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي. وأدلى معظم المرشحين بأصواتهم في أول أيام الانتخاب. وتعرض المرشح أحمد شفيق لاعتداء من قبل مجموعة من المتظاهرين أثناء مغادرته مقر لجنته في الانتخابات الرئاسية، حيث رفع المتظاهرون الأحذية وألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة على المرشح قبل استقلاله سيارته -دون أن يصاب بأذى- مرددين العديد من الهتافات التي تطالب بسقوط رموز النظام السابق. ومن المقرر أن تعلن النتائج الرسمية للجولة الأولى الثلاثاء القادم. ويحتاج أي مرشح للحصول على 50%+1 من إجمالي عدد الناخبين لحسم هذه الجولة الأولى، وإذا لم يحقق ذلك أي من المرشحين فتجرى جولة ثانية يومي 16 و17 يونيو/حزيران المقبل بين أعلى المتنافسين من حيث عدد الأصوات. من جانبه أكد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أن الإدارة الأميركية ستتعاون مع الفائز في انتخابات الرئاسة المصرية أيّاً كان انتماؤه، طالما أن الانتخابات جرت في جو من النزاهة والحياد، معرباً عن أمله في مشاركة جميع المصريين ممن يحق لهم الانتخاب. وأشار كارتر الذي يرأس "مركز كارتر للسلام وحقوق الإنسان" ويزور مصر لمراقبة الانتخابات، إلى أن الاستعدادات وآليات العملية الانتخابية تؤكد أنها تسير في الاتجاه الصحيح. يشار إلى أن اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية أعلنت أن نحو 9534 ممثلاً لمنظمات حقوقية محلية وأجنبية، وخمسين بعثة دبلوماسية معتمدة في مصر -فضلاً عن جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي- يتابعون العملية الانتخابية، في حين يغطيها 2859 إعلامياً وصحفياً مصرياً وأجنبياً مقيماً ووافداً. وتابع العالم الحدث الأكبر في تاريخ مصر ما بعد الثورة، وعبرت بعض الدول عن ترقبها لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات. فقد اعتبرت الولاياتالمتحدة أن الانتخابات "خطوة مهمة للغاية" نحو انتقال مصر إلى الديمقراطية، وذكرت على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها فيكتوريا نولاند أن هذه الانتخابات حدث "تاريخي". بدورها أشادت السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون بسير عملية الانتخابات الرئاسية, وأبدت عقب زيارتها لبعض مراكز الاقتراع في محافظة الشرقية، إعجابها الشديد. وقالت إنها تحدثت مع العديد من الناخبين الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة للمشاركة في التصويت لاختيار رئيس مصر القادم. وفي برلين وصف وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الانتخابات الرئاسية المصرية بأنها "منعطف تاريخي وعلامة فارقة في غاية الأهمية، في طريق تسليم السلطة لأيدٍ شرعية ديمقراطية قريبا، مثلما أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة في موعد أقصاه 30 يونيو/حزيران المقبل".