مبادئ محترمة تحدث عنها الرئيس هادي في الكلية الحربية، الجيش لحماية سيادة الأوطان وبسط الأمان لا حامي لحاكم فرد أو حكام. جيش لوطن لا لأسرة أو قبيلة أو عشيرة أو جماعة أو حزب. كل ضابط وجندي يحصل على حقوقه استناداً إلى معايير متعارف عليها في دول العالم المحترمة ،ولّى زمن هذا ابن فلان أو من قبيلة علان ،غربت تلك الأسس القذرة التي أخرجت الجيش اليمني من جيش وطني كما نصت أهداف ثورة 26 سبتمبر إلى جيش عائلي مناطقي فردي ، انحصر قراره بيد فرد وأسرته وقريته. معاني محترمة أكد عليها الرئيس وصفّق لها طلاب الكلية الحربية بحرارة. نعم المساواة الوطنية والوحدة الوطنية إذا انعدمت في المؤسسة العسكرية فهي في الوطن مستحيلة التحقيق. المعايير العلمية في العالم المحترم هي التي تسود في المؤسسات العسكرية والمدنية وبها تنهض وتحيا الأوطان ويسعد بها الإنسان. نعم الأخ الرئيس حقائق وبديهيات ومسلمات صارت واقع تعيشه غالبية البشرية المحترمة. نعم انتبه الأخ الرئيس كان ثوار 26 سبتمبر يدركون خطورة الجيش عندما يكون عبداً بيد حاكم فرد كان أو أسرة أو حزباً أو جماعة أو ملكاً لمنطقة أو عشيرة أو قبيلة أو قرية، ولهذا كان الهدف واضحاً، جيش وطني. فما الذي جعل الجيش اليمني يتحول من جيش للوطن إلى جيش لحاكم أو جيش لسلطة حاكمة ثم جيش لقرية وقبيلة ومنطقة محصورة ذات أهداف ومصالح ضيقة بل دنيئة. كيف سرقت آمال الثوار في بناء جيش وطني؟ الأخ الرئيس إن الأماني لاتصنع الحقائق على الأرض ،كلنا يتمنى أن يرى جيشاً وطنياً لكن هذا لن يكون مادامت الأفعال على الأرض بطيئة غير واضحة. إذا أردنا لأحلام اليمنيين أن تتحقق في بناء دولة لابد من أفعال جريئة، شجاعة، نزيهة. إن القيادات التاريخية هي التي لاتتردد في عمل ما هو صح أو حق صريح للشعب اليمني، من حق الشعب اليمني أن يكون له جيش وطني . لقد قلتم وكنتم صريحين إن الجيش الحالي ليس جيشاً للوطن بل كان جيشاً للحاكم. فماذا ننتظر؟ هل ننتظر تكرار مأساة ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر عندما تحولت القوات المسلحة أداة في يد الاستبداد ، أداة في تكريس مفاهيم متخلفة من المناطقية والجهوية. لقد ذاق الشعب اليمني مرارة فشل خمسين سنة عندما فشلنا أن نصنع جيشاً للوطن . إن أصحاب المصالح غير المشروعة عبر التاريخ لا يمكن أن يقبلوا بجيش للدولة ولن يقبلوا بقيام دولة يمنية ،لهذا وفي هذه اللحظة التاريخية تتحملون الأخ الرئيس مسئولية جسيمة في تحقيق حلم اليمنيين في توحيد الجيش، توحيد الجيش بداية أو لبنة أساسية في بناء الدولية اليمنية المدنية الحديثة. إن الزعماء التاريخيين هم من يتخذون القرارات الحاسمة في اللحظة التاريخية الخطرة . إن الزعماء الحقيقيين هم من يصنعون أعظم لحظات التاريخ في أيام قلائل والحكام المستبدين يصنعون العراقيل خلال عقود من الزمن، يترددون دوماً في أي عمل نبيل. عظماء التاريخ يختصرون الزمن ، حكم بنو أمية قرابة مائة سنة (41-132ه) ولا نذكر سوى عامين ونصف من العظمة والإجلال لعمر بن عبدالعزيز. صحيح أن التاريخ الحديث أثبت بما لايدع مجالاً للشك أن الحكام العسكريين في القارات الخمس لم يستطع أحد منهم إخراج بلاده إلى بر الأمان بل كانوا كوارث على الأوطان، ولهذا ثارت عليهم الشعوب وكان الربيع العربي خير مثال، ومع ذلك هناك استثناء لهذه القاعدة، ديجول العسكري الذي أنقذ بلاده من بين رماد الاحتلال النازي. الفترة الانتقالية قصيرة فهل يفعلها هادي ويدخل من أوسع أبواب التاريخ اليمني في أقصر فترة. ...إن غداً لناظره قريب.