يمرس : الحراك الجنوبي يفقد التعاطف المحلي والخارجي بعد ارتباط أكبر فصائله بإيران

شكرا على الإبلاغ!

سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.

الحراك الجنوبي يفقد التعاطف المحلي والخارجي بعد ارتباط أكبر فصائله بإيران
يجد صعوبة كبيرة في إقناع المعنيين بمطالبه بعد سنوات عاش خلالها حالة من الازدهار..

الصحوة نت نشر في الصحوة نت يوم 30 - 10 - 2012

فقد الحراك الجنوبي وبالتحديد الداعي لفك الإرتباط الذي يتزعمه الفصيل المرتبط بإيران الكثير من رصيده في الشارع وخسر كذلك مواقف تعاطف من قوى محلية وخارجية,أبدت مخاوفها من دخول طهران صفوف الحراك وتحريك قياداته أينما تريد.

وبعد سنوات من الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها الأولى في 2007,نتيجة انفجار غضب متراكم جراء ممارسات خاطئة ارتكبها النظام السابق بحق أبناء الجنوب وأدت إلى نهب أراضيهم وتسريح الآلاف منهم من وظائفهم في السلكين المدني والعسكري,عاش خلالها الحراك فترة إزدهار بالتزامن مع كسبه مع مرور الوقت تعاطفا محليا وخارجيا,سرعان ما تحول ذلك الزخم إلى مطالب غير واقعية تتناقض مع التاريخ الوحدوي لليمنيين شمالا وجنوبا ومعه تحول الحراك إلى كيانات متصارعة بين زعاماتها.

ويعزو تقرير تشرته جريدة " الحياة " الصادرة في لندن,أسباب فقدان حالة التعاطف مع الحراك,إلى غياب الهدف الجامع لكل قياداته، وتعدد المرجعيات الدافعة لهذا التحول، وبروز النزعة الذاتية الطامحة إلى الزعامة، أدى إلى نشوء العديد من التكتلات الاحتجاجية المتصارعة.

ويضيف التقرير الذي كتبه خالد الهروجي,إلى ذلك سببا جديدا يعتبره الأخطر والذي كان له النصيب الأكبر من تراجع المؤيدين للحراك,الذي افتقد التعاطف الشعبي في المحافظات الجنوبية معقله الرئيسي,والمتمثل في تكشف الدور الإيراني في صفوف أجنحته وظهور عدد من قياداته تعلن صراحة طاعتها لطهران طالما أيدت الأخيرة من وجهة نظرهم مطالبهم.

وفي حين كان التعاطف الشعبي للحراك وخاصة المؤيد للانفصال والنزعات المناطقية في المحافظات الجنوبية يتراجع تدريجيا,كان الحال ذاته يتكرر في الشمال الذي كان مزاج أبنائه غاضبا ومستاءً مما يقوم به بعض المحسوبين على الحراك من أعمال تتنافى ومطالبهم بالكرامه والمساواه,ولاسيما بعد تجاوز تلك الانتهاكات مسألة التضييق وتهديد أصحاب المحال التجارية والباعة المنتشرين في الجنوب,إلى قتل مواطنين عاديين ومسافرين على قارعة الطريق لمجرد أنهم ينتمون إلى الشمال,وهي الحوادث التي لم تتبرأ منها أو تدينها قيادات الحراك في حينها.

وبدلاً من العمل على كسب التعاطف الإقليمي والدولي، لتحركات «الحراك الجنوبي» ومطالبه، أثار هذا التحول مخاوف الكثير من الأطراف الداخلية والخارجية، التي تناصب الداعمين لهذا التحول والمحركين له العداء،خاصة بعد دخول إيران على الخط وترى في أهدافهم ودعمهم لبعض أطراف الحراك ونشاطهم في الساحة اليمنية خطراً كبيراً على أمن اليمن ومحيطه الإقليمي والمصالح الغربية في المنطقة، الأمر الذي أفقد الحراك أهم عوامل نجاحه، وهو الدعم الدولي.

وتقول مصادر سياسية يمنية ل «الحياة»، إن ارتباط أكبر فصائل «الحراك الجنوبي» بإيران أخاف الداخل والخارج من تحركاته وأهدافه، كون إيران التي كانت تمد المجلس الوطني للحراك بالمال، إلى ما قبل انقسامه في أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة في اليمن، وهي الأجندة التي لا تعمل أي حساب لوحدة اليمن وأمنه واستقراره، بل وتسعى لجعل اليمن ساحة مواجهة مع المحيطين الإقليمي والدولي، وفي المقدمة الولايات المتحدة الأميركية.

وتعتقد المصادر إن الدعم الإيراني الذي كان السبب في انشقاق المجلس الوطني للحراك، ما تزال تمد بالمال الجناح المنشق عن المجلس، ومعه عدد من الفصائل الأخرى. وتؤكد المصادر ذاتها إن إيران تستخدم بعض أجنحة الحراك في جنوب اليمن والحوثيين في شماله لتنفيذ أهدافها، ما يجعل هذه القوى غير مأمونة الجانب، بالنسبة للسلطات اليمنية ودول الجزيرة العربية وأميركا.

وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، اتهم إيران بالتدخل في شأن اليمن، وقال أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، إن التدخلات والأنشطة التجسسية الإيرانية الموجهة ضد اليمن، تأتي في إطار المحاولات لفرض نفسها بقوة.

وفي المحصلة يجد «الحراك الجنوبي» بكل فصائله، صعوبة كبيرة في إقناع المحيطَيْن الإقليمي والدولي بمطالبه، فضلاً عن الحصول على الدعم اللازم لتحقيق تلك المطالب.

الصورة من الإرشيف

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.