رحلت السلطات الأميركية الثلاثاء معتقلا من غوانتانامو إلى اليمن بعد أن أمر قاض فدرالي بإطلاق سراحه معتبرا انه احتجز من دون دافع منذ أكثر من ثماني سنوات، كما ذكرت وزارة الدفاع في بيان. وأوضحت وزارة الدفاع أن ترحيل محمد العديني إلى اليمن يشكل استثناء وان "تجميد ترحيل اليمنيين المعتقلين في غوانتانامو سيبقى ساريا نظرا للوضع الأمني السائد في هذا البلد". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما علق في كانون الثاني/يناير عمليات ترحيل المعتقلين اليمنيين بعد أن أكد الشاب النيجيري الذي حاول في الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر الماضي اشعال متفجرات في رحلة بين امستردام وديترويت، انه تدرب في معسكر للقاعدة في اليمن. إلا أن حالة اليمني محمد العديني الذي كان في ال17 من العمر عند اعتقاله في باكستان أرغمت الإدارة على استثنائه من التجميد. وكان قاض فدرالي اعتبر في نهاية ايار/ مايو انه لا توجد أدلة على أن الشاب له أي علاقة بالقاعدة. علاوة على ذلك فان ترحيل العديني وفقا للقاضي حصل على موافقة مسئولين عسكريين وحكوميين في أعوام 2002 و2004 و2007 و2009. ويشكل اليمنيون نحو نصف 180 معتقلا مازالوا محتجزين في غوانتانامو. من جهة أخرى، وافق قاض فدرالي الثلاثاء على إجراء أول محاكمة داخل الأراضي الأميركية لمعتقل في قاعدة غوانتانامو متهم بارتكاب اعتداءات في أفريقيا، وفق ما أفاد مصدر قضائي.ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 27 ايلول/سبتمبر في نيويورك. والعام 2004، اعتقل التنزاني احمد غيلاني المتهم بالمشاركة في اعتداءين استهدفا سفارتين اميركيتين في شرق افريقيا العام 1998، واحتجز في سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) قبل ان ينقل الى غوانتانامو. وقال القاضي لويس كابلن في قراره "يحق للحكومة أن تحاكم غيلاني أمام محكمة لتواطئه في قتل 224 شخصا وإصابة ألف شخص آخرين بجروح". ويؤكد الدفاع أن السلطات الأميركية تجاوزت القانون عبر سجن احمد غيلاني لخمسة أعوام من دون محاكمة، وكان استعان اخيرا بشهادات متخصصين بعلم النفس لإثبات أن التنزاني كان يعاني توترا جراء سجنه.لكن القاضي كابلن كان اعتبر ان غيلاني يستطيع الخضوع لمحاكمة وانه لا يعاني اثار توتر عصبي. وأسفر الاعتداءان اللذان استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا) العام 1998 عن 224 قتيلا واكثر من خمسة آلاف جريح. وكان اوباما حدد، لدى توليه مهامه في كانون الثاني/يناير 2009، كانون الثاني/يناير 2010 موعدا اقصى لاغلاق معتقل غوانتانامو في جزيرة كوبا الا ان الادارة الاميركية لم تتمكن من الالتزام بهذا الموعد.