يصادف اليوم الأحد ذكرى مجزرة جمعة " محاكمة القتلة ",والتي راح ضحيتها 18 شهيدا بينهم أربع نساء وخمسة أطفال ونحو 50 جريحا برصاص قوات الرئيس المخلوع التي وجهتها نحو المتظاهرين بساحة الحرية بتعز. ووصف ناشطون ما حصل بذلك اليوم بالمجرة البشعة وسمّاه آخرون باليوم الأسود نظرا لاستخدام القوة المفرطة وطول عمر قصف المدنيين من المتظاهرين والذي طال أيضا مستشفيات ومبانٍ أخرى في المدينة. وينظم ناشطون اليوم مسيرة حاشدة بتعز للمطالبة بمحاكمة قتلة متظاهري جمعة " محاكمة القتلة ". ويصف السياسي والكاتب أحمد عثمان ساحة الحرية في ذلك اليوم بأنها " اشبه بمسرح تاريخي يسجل اغرب واعظم المشاهد التاريخية التي لن تمحى ",مشيرا الى تعز كانت بنسائها ورجالها في الساحة تهتف باسم الحرية بالدم وبدلاً من الاستجابة للشعب اتُخذ قرار بضرب الساحة بالنار الثقيلة والمتوسطة لمنع الصلاة . ويضيف :لم يفكر بأمر كهذا هتلر ولابوش ولا القذافي كانوا مقتنعين ان قذائف الدبابات عندما تسقط بين الجموع ستكون مرعبة؟..ومن هذا الاهبل الذي سيبقى في مكانه ...؟ دوت قذائف الدبابات .. كان الامر مرعباً حقاً استهدفت القذائف مصلى النساء فهن رحم الثورة وملهمات الثوار . وتقول الناشطة الحقوقية إشراق المقطري: 11نوفمبر وقبله 16 و18 و20 اكتوبر وكذلك 2 نوفمبر هي ذكريات قتل وألم, فتعز ومن بعد المحرقة ومن بعد استعادة الساحة تحولت إلى منطقة لاستعراض قوة الآلة العسكرية, فالقصف المستمر والمدمر لتعز استمر وبدون توقف منذ منتصف شهر يونيو 2011 وحتى نهاية ديسمبر 2011م، فلم تعرف الآلة العسكرية بجميع أطرافها ومختلف أنواعها شهر رمضان ولا العيد ولا الجمع ولا أوقات الفطور ولا المغرب بل كانت اصوات المعدلات والرصاص والقذائف تجلل في سماء مدينة الثورة . وتواصل: وربما يوم 11 نوفمبر هو الاشد قتلا وضراوة كون القصف بدأ في ساعات مبكرة من اليوم واستمر طيلة النهار والمساء ولكون منزلي في الساحة فقد توقعت انه لن يحضر احد الساحة و لكن عزيمة المناضلين كانت اقوى وصلوا بالساحة رغم القصف من الثكنة العسكرية المتمركزة في مستشفى الثورة وأدى لضرب المكان الذي تصلي فيه النساء وسقطت الشهيدات, تفاحة وياسمين وزينب. ولم تقتصر آلة النظام السابق في قصف منازل المواطنين وقتلهم، بل تعدى جرمه إلى قصف مكان إنساني يعمل لأجل الإنسانية، ينقذ الموتى ويبعث الحياة، بعد أن طال القصف مستشفى الروضة الذي باشرت الآليات المتمركزة آنذاك بالمعهد الصحي ومستشفى الثورة بقصفه ب13قذيفة بعد استقباله النساء اللاتي سقطن شهيدات وجرحى إثر قصف مصلى النساء في الساحة ما أدى إلى سقوط شهدين وتدمير طوابقه العلياء. ويصنف المحامي والناشط الحقوقي توفيق الشعبي أحداث جمعة " محاكمة القتلة " بأنها من الجرائم الجسيمة وإن المسئولية تقع على المسئول الأول بحسب القوانين والمواثيق الدولية. وأشار رئيس منظمة هود بتعز في تصريح ل " الجمهورية " إلى أن أحداث 11/11من العام الماضي تشكلت لجنة مستقلة للتحقيق فيها من قبل المجتمع الدولي..
ويتابع:بالنسبة للجرائم والانتهاكات التي تعرض له الثوار في ساحات الاعتصامات أو أثناء المظاهرات في اليمن خلال 2011 فهي وبالنظر للمعايير التي أقرتها الأممالمتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وما جرى من محاكمات فهي انتهاكات خطيرة وجسيمة لحقوق الإنسان وقد أضفى قرار مجلس حقوق الإنسان عليها هذا الطابع والتوصيف فيما أوصى به من ضرورة تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في هذه الانتهاكات . ويواصل :وغالبا ما تلجأ المنظمة الدولية لمثل هذا الإجراء عندما تقدر من خلال لجان التقصي أنه لا إمكانية ولا قدرة لأجهزة العدالة الوطنية القيام بمثل هذه التحقيقات؛ ولأن ضعف أجهزة العدالة وعدم إلمامها بقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وكيفية تطبيق ذلك محليا خلال التحقيق بمثل هذه الجرائم بالإضافة إلى عدم كفاءة هذه الأجهزة تعد كذلك من المبررات والمسوغات التي توجب إيكال مهمة التحقيق للجنة مستقلة تعتمد المعايير الدولية في التحقيقات وهذا بالفعل ما اتخذه المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات التي حصلت في اليمن واعتداءات 11/11/ 2011 التي تعرض لها المدنيون بتعز تندرج ضمن هذه الجرائم.