اعتبر الشيخ صلاح باتيس, رئيس المجلس الثوري بحضرموت, أن إقالة أقارب الرئيس المخلوع مطلب ثوري وشعبي ووطني قبل عقد مؤتمر الحوار ومن أجل ضمان استقرار البلاد. وشدد باتيس في حوار مع أسبوعية " الصحوة ", على ضرورة منع صالح من مزاولة العمل السياسي أو فرض عقوبات عليه، تطبيقاً للمبادرة, واتخاذ خطوات جادة وسريعة من قبل الرئيس تطمئن أبناء الجنوب وتقنعهم بالمشاركة في الحوار. ودعا القيادي الجنوبي قوى الحراك إلى المشاركة في الحوار ورفع شعار "تصحيح مسار الوحدة", وأطلق نداءً عاجلاَ للرئيس والحكومة بشأن الإفراج عن المعتقلين ومعالجة جرحى الثورة ورعاية أسر الشهداء. وفيما يلي تعيد " الصحوة نت " تنشر الحوار : حاوره / مأرب الورد
* مر عام على توقيع المبادرة الخليجية .. ما الذي تحقق منها حتى اليوم؟ - أولاً أشكر صحيفة "الصحوة" وأسال الله أن يجعلها منبراً للتغيير, والحقيقة رغم أن المبادرة مزمّنة إلا أن ما تم هو تنازل علي صالح عن السلطة فقط ولكنه بقي في اليمن وأعطي الحصانة الظالمة والجائرة ما جعله يتغطرس وغير ملتزم ببنود المبادرة ولم تفرض عليه عقوبات مقابل ذلك من قبل المجتمع الدولي وهذا تقييم من وجهة نظرنا كثوار. * منحت المبادرة صالح حصانة مقابل تخليه عن العمل السياسي لكنه لم يلتزم, ماهي تداعيات ذلك على المشهد الراهن؟ - الوضع يمر بحالة جمود وانسداد في التحول السلمي والسياسي بسبب وجود صالح في اليمن ووجود ابنه وابن أخيه على رأس أقوى وأهم جهازين عسكري وأمني هما الحرس الجمهوري والأمن المركزي ونظراً للنفوذ المالي الذي يتمتع به بجانب العلاقات مع شبكة النافذين. * ماذا بشأن استمرار قيادته لحزب المؤتمر الشعبي العام؟ - كلنا يعلم أن المؤتمر ينقسم إلى فصيلين الأول فيه كفاءات وشخصيات تستطيع أن تساهم في التحول السلمي والديمقراطي ولكن بقاء صالح في قيادة الحزب يجعل النفوذ في قرار المؤتمر في أيدي صالح وفصيله من المرتزقة الذين أعانوه على ظلمه واستبداده وعاثوا في الأرض فساداً منذ انفرد المؤتمر بحكم البلاد عام 97م. * لو انتقلنا لموضوع الحوار كيف تنظر إلى قرار اللجنة الفنية إعطاء الجنوب نسبة 50% لتمثيله في الحوار؟ - اعتبرت في تصريحات صحفية سابقة بأن هذا القرار بادرة حسن نية من قبل الأطراف السياسية وحكومة الوفاق والرئيس عبدربه منصور هادي تجاه حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ثم إنها تعتبر بمثابة إقامة حُجة على المزايدين على قضايا الوطن. وأتمنى صدور قرارات عاجلة شجاعة تقيل أبناء العائلة الذين يهددون التسوية السياسية وهذه إذا تمت تعتبر خطوة أخرى ممهدة ومشجعة للمشاركة في الحوار الوطني والخروج بنتائج طيبة لأننا نعتبر الحوار الأمل الذي نرجو أن تكون مخرجاته ناجحة ومثمرة. * حدّد لنا أبرز الخطوات الممهدة للحوار؟ - أبرز الإجراءات والقرارات التي يمكن اتخاذها في سبيل تهيئة الأجواء للحوار وستكون بمثابة الرسالة الأقوى لكل الأطراف بإقامة الحجة عليهم بأن البلد ينتقل انتقالاً حقيقياً نحو التغيير هي إقالة بقايا العائلة وأتباعهم في الوزارات والمحافظات والمديريات وتوحيد الجيش والأمن، وأتوقع أن هذه الإجراءات إن حصلت ستعطي الحوار قوة إضافية. * كيف تقيم مواقف بعض الأطراف الجنوبية خاصة التي تشترط للمشاركة في الحوار؟ - هناك أطراف لاتريد لمؤتمر الحوار أن ينعقد ولليمن أن تستقر ولا للثورة أن تنجح يأتي في مقدمتها أتباع المخلوع الذين ينتقمون من اليمن لأنهم يعتبرون أنفسهم هم من وقّعوا على الوحدة، ولكن إذا أقمنا الحجة وتم نزع فتيل الخطر الذي يهدد الأمن في البلد وأعطينا أبناء المحافظات الجنوبية فيما يتعلق بالشراكة الوطنية وتمكين الكفاءات منهم في المؤسسات العامة للدولة وإذا أنهينا الفوضى فلن يرفض الحوار إلا أتباع صالح والبيض!! * ما هي نصيحتك للحراك الجنوبي؟ - نصيحتي لمكونات الحراك السلمي أنهم بدأوا بداية جميلة ونضالاً مشرفاً لا أريدهم أن ينحرفوا عنه وإنما يسيرون بالجنوب ومعهم أبناء اليمن جميعاً بالوطن إلى بر الأمان بعيداً عن الصراعات والمناكفات والأحقاد والعصبيات القبلية والسياسية والنعرات المذهبية، وأتمنى منهم أن يكون لهم لقاء مع بعضهم البعض ومع الآخرين من أجل تدارس قضيتنا الكبرى (القضية الجنوبية) للخروج برؤية موحدة ترضي أبناء الجنوب ونطرحها على مائدة الحوار. * طالبت بضرورة تطمين الناس في الجنوب, ما شكل هذه الرسائل؟ - الناس يريدون تطمين ورسائل إيجابية تعيد لهم الثقة مرة أخرى بالدولة وأجهزتها في الرئاسة والحكومة والحقيقة أن الناس لم يلمسوا أي شيء حتى الآن، وهناك الفساد والفوضى وافتعال الأزمات والإختلالات الأمنية كل هذه القضايا يجب أن تحسم من قبل الرئيس هادي شخصياً حتى يشعر أبناء المحافظات الجنوبية أن هناك تغييراً قد حصل فعلاً يقابله تمكين للكفاءات وإيقاف نهب الثروات وبرأيي ستكون هذه رسائل مهمة بالنظر إلى الأثر الكبير الذي ستتركه في نفوس الناس. * يلاحظ تزايد حوادث الاختلالات الأمنية في عدد من المحافظات الجنوبية, كيف يمكن معالجة هذه الإشكالية؟ - أتمنى من الرئيس والحكومة أن يستدعوا الشخصيات الاجتماعية والعلماء والدعاة وأساتذة الجامعات والنخب المثقفة في أي محافظة تحصل فيها مشكلات وأزمات ويبحثون معهم هذه القضايا على أن يختاروا من يدير المحافظة على أساس إنجاح مشروع التغيير ويعطوهم كامل الدعم حتى يستطيعوا إخراج هذا المحافظة أو تلك إلى بر الأمان. * هناك من يطرح في الجنوب أن يكون الحوار بين دولتين, إلى أي مدى هذا الرأي قريب من حل القضية الجنوبية؟ - مثل هذا الخطاب أعتقد أنه لا يريد حلاً لأن الخطاب الذي يريد الحل لابد على صاحبه أو قائله أن يجيب على السؤال: هل الخلل في الوحدة أم في الذين توحدوا؟ ونحن نعرف أن الذين تولوا إدارة دولة الوحدة لم يعطوها حقها ومتطلباتها، والصحيح أن الشعار الذي نريد رفعه هو تصحيح مسار الوحدة وليس إلغاء الوحدة لأنك إن قلت إن الحوار يجب أن يكون بين دولتين فإن السؤال هو: من يمثل الجنوب؟ هل البيض أم علي ناصر أم العطاس وأين موقع الناخبي وباعوم. نحن نقول أنه ينبغي أن نأتي إلى مؤتمر الحوار الوطني من أجل تصحيح مسار الوحدة وليس على أساس الحوار بين دولتين لأننا دولة واحدة ولأن السبب هو فيمن أخطأوا في حق الوحدة. * من يمثل الجنوب هل الحراك أم الأحزاب أم قوى أخرى؟ - الحراك الجنوبي لا يمثل وحده الجنوب, فهناك مجالس أخرى مثل مجلس تنسيق قوى الثورة الجنوبية، والمجلس الثوري لقوى الثورة السلمية بحضرموت .. وغيرها من المجالس والمكونات، والأفضل أن نأتي جميعاً نمثل كل الناس، لكن أتمنى قبل ذلك أن نلتقي ونتحاور فيما يرضي أبناء الجنوب. * ماذا يريد أبناء المحافظات الجنوبية؟ - لابد أن يكون هناك تغيير لأن هذه العناصر التي أتى بها علي عبدالله صالح لا خير فيها ونريد اختيار محافظين من أبناء هذه المحافظات بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية لأن ما يهمنا هو مدى تمتعهم بالكفاءة والوطنية والنزاهة وهي المعايير التي نتمنى أن تكون معيار التعيين والاختيار في من يتولى الوظائف والمناصب. * رتبّ لنا أولويات الناس في الجنوب؟ - أولويات الناس هي التغيير وبعد التغيير سيأتي الأمن والخدمات الأساسية وستأتي فرص العمل وكذلك التوافق والهدوء ولذا فإن التغيير أولوية عاجلة. * التقيتم في المجلس الثوري بحضرموت برئيس الوزراء يوم الأحد, ماذا طلبتم منه وكيف رد عليكم؟ - طرحنا عليه مجموعة مطالب في مقدمتها سرعة إنجاز التغيير لأن المحافظة تعيش فوضى لاتطاق بسبب وجود عناصر علي صالح والأمن القومي الفاسدين الذين يعبثون بالمحافظة وقد أبدى رئيس الوزراء تفهمه لمطالبنا ووعدنا بأن ينقل تلك المطالب إلى رئيس الجمهورية ويحثه على سرعة تحقيقها، كما أننا أوصينا رئيس الوزراء بأن يولي أرخبيل سقطرى أهمية خاصة لأن الجزيرة تعيش أوضاعاً متدهورة، فمدير المديرية كبير في السن ومؤهلة العلمي لايتجاوز سادس ابتدائي، ومدير الأمن هو من يقف وراء الإختلالات الأمنية وذكرنا له في اللقاء أننا نريد أن ينجح الحوار وأن يجد الناس أن مطالبهم قد تحققت. * بعد عام على التسوية لا يزال هناك معتقلون من شباب الثورة وجرحى ينتظرون العلاج وأسر شهداء يأملون الإنصاف والتقدير, ما رأيك بدور الحكومة تجاه هذه القضية؟ - عيب كبير أن يكونوا من بدأوا الثورة وكانوا السبب في حصول التغيير الذي أطاح بعلي صالح وأتى بهذا الوفاق لايزالون إما معتقلين خلف القضبان أو جرحى يحتاجون للعلاج ومنهم من ترك وراءه أرملة أو أبناء ولا يجد التفاتة من الحكومة. وفي هذا المقام أطلق نداءاً عاجلاً وأتمنى أن يلقى استجابة من الرئيس والحكومة والمنظمات الحقوقية بحيث يتم إعطاء هذه القضية اهتماماً كبيراً بالإفراج عن الأبطال المعتقلين ومعالجة الجرحى ومحاسبة مسئولين عن الانتهاكات، وهذا لا يحتاج إلا لتوجيهات من الرئيس لأن هذا القضية مهمة وأدعو شباب الثورة إلى عدم نسيان إخوانهم في النضال وأن يجعلوهم في قائمة أولوياتهم. * جهاز الأمن القومي الذي تأسس لغرض حماية العائلة في الحكم وكان له دور سيء تجاه قضايا الحقوق والحريات, ما مطالبكم بشأنه؟ - نريد هيكلة جهازي الأمن القومي والسياسي ودمجهما في جهاز واحد يتبع قيادة وزارة الداخلية وإقالة الفاسدين، وتمكين الكفاءات لإدارة هذا الجهاز بعد هيكلته وأن يكون هدفه أو وظيفته حماية الوطن وليس حماية الحاكم، ولذلك هذا من القضايا العادلة إذا ما أردنا النجاح المثمر للحوار, ويعتبر مطمئناً رئيسياً وسبباً أساسياً بأن يجعل الناس يثقون في الدولة ويقتنعون أن التغيير ماض في طريقه. * رسائلك الأخيرة لمن تبعثها؟ - أوجهها إلى شباب الثورة والأحرار والحرائر أنه ينبغي أن يكون شعارنا "ثورتنا مستمرة حتى النصر" وأن نستمر في فعالياتنا الثورية حتى نحقق أهدافنا ونشكل جهاز رقابة شعبي على أداء الحكومة، ورسالتي للمجلس الوطني لقوى الثورة بأن يكون بحجم الثورة وعلى قدر المسئولية وأن يستوعب بقية المكونات وفي مقدمتها الشباب، وأن يتحمل المسئولية التي ألزم نفسه بها عندما وقّع على المبادرة الخليجية، وأن يحقق للناس تطلعاتهم على قدر الثقة التي منحوه إياها حين رفعوا اللافتات في الساحات تأييداً له عند تشكيله. ورسالتي الأخيرة للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي نقول له نحن أعطيناك ثقتنا بينما أجهزة صالح عملت على إفشال الانتخابات خاصة في المحافظات الجنوبية وعن طريق المسئولين الذين يديرون بعض شئونها ندعوه لاتخاذ قرار شجاع بإقالة بقايا العائلة وسينقل اليمن بذلك إلى بر الأمان، وتكون الرئيس الذي اخترناه بإرادتنا وتأتي بالأمناء والأكفاء وتعينهم في هذه المواقع.