واشنطن: استقلالية البنك المركزي اليمني ضرورة لإنقاذ الاقتصاد ومنع الانهيار    هبوط العملة.. والأسعار ترتفع بالريال السعودي!!    اليمنيون يؤكدون ..غزة خط دفاع الأمة لن نتخلى عنها    الفاو: أسعار الغذاء العالمية تسجل أعلى مستوى خلال يوليو منذ أكثر منذ عامين    إعلاميون ونشطاء يحيون أربعينية فقيد الوطن "الحميري" ويستعرضون مأثره    "الجهاد": قرار الكابينت باحتلال كامل غزة فصل جديد من فصول الإبادة    القبض على 5 متورطين في أعمال شغب بزنجبار    الأمم المتحدة تعلن وصول سوء التغذية الحاد بين الأطفال بغزة لأعلى مستوى    بعد الهلال.. شروق ترتدي قميص النصر    رباعية نصراوية تكتسح ريو آفي    200 كاتب بريطاني يطالبون بمقاطعة إسرائيل    الأرصاد يتوقع أمطار رعدية واضطراب في البحر خلال الساعات المقبلة    المكتب الاعلامي للفريق السامعي يوضح حول شائعات مغادرته صنعاء    أبين.. مقتل وإصابة 5 جنود بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بمودية    الشهيد علي حسن المعلم    الذهب يسجل مستويات قياسية مدعومًا بالرسوم الجمركية الأمريكية    الإدارة الأمريكية تُضاعف مكافأة القبض على الرئيس الفنزويلي وكراكاس تصف القرار ب"المثير للشفقة"    صحيفة روسية تكشف من هو الشيباني    اشتباكات مسلحة عنيفة بين فصائل المرتزقة في عدن    بايرن ميونخ يكتسح توتنهام الإنجليزي برباعية نظيفة    تفشي فيروس خطير في ألمانيا مسجلا 16 إصابة ووفاة ثلاثة    فياريال الإسباني يعلن ضم لاعب الوسط الغاني توماس بارتي    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    ما سر قرار ريال مدريد مقاطعة حفل الكرة الذهبية 2025؟    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    كنت هناك.. وكما كان اليوم، لبنان في عين العاصفة    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    صحيفة بريطانية : إجراءات حكومية جريئة وراء التعافي المفاجئ للعملة اليمنية    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    أربع مباريات مرتقبة في الأسبوع الثاني من بطولة بيسان    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الذي أعد كلمة بان كي مون؟؟
تساءل بعض الجنوبيين..في كون حل القضية الجنوبية مسؤولية مشتركة
نشر في الصحوة نت يوم 04 - 12 - 2012


من الذي أعد كلمة بان كي مون ؟؟
تساءل بعض الجنوبيين..في كون حل القضية الجنوبية مسؤولية مشتركة

لماذا أغفلت كلمة بان كي مون في الذكرى الأولى للتوقيع على المبادرة الخليجية ذكر القضية الجنوبية وهي الطرف غير الموقع على المبادرة الخليجية إلى جانب الحوثيين؟ لماذا تجاهلتهم كلمة الأمين العام للأمم المتحدة في صنعاء، رغم أن قياداتهم التاريخية في الخارج كانت قد توجهت إليه برسالة تضمنت مطالبهم عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن بن عمر في اجتماع القاهرة الذي عقد قبل حوالي عشرة أيام فقط من المناسبة والذي وعدهم بدوره بنقل مضمونها إلى الأمين العام . إذاً هل كان كاتب خطاب بان كي مون يريد أن يركز مضمون الكلمة فقط لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي الذي خذله مجلس الأمن في انتزاع قرار بإدانة أو معاقبة المعطلين لتنفيذ المبادرة الخليجية والذين يربكون و يشتتون أداءه ويضعفون مساحة نفوذه ومناوراته؟ ربما و لكن الفهم لدى البعض أن عدم ذكر القضية الجنوبية في خطاب الأمين العام كان مقصودا بغرض توجيه رسالة إلى حراكي الجنوب مفادها أولا: أن الأمم المتحدة غير راضية عن الأداء السياسي للجنوبيين /الحراكيين في الداخل والخارج الرافض المشاركة في الحوار الوطني الشامل إلا بشروط سقفه التحرير والاستقلال وهو ما يتعارض مع توجهات المجتمع الدولي والإقليمي و يتناقض أيضا مع بنود القرارات الأممية والمبادرة الخليجية والتي ذكرتها سفيرة الاتحاد عند لقائها بالقيادات الجنوبية في القاهرة و أكدها جمال بن عمر مع ذات القيادات.
ثانيا : عدم وجود اصطفاف جنوبي لمكونات الحراك والشخصيات الجنوبية الفاعلة في الداخل والخارج مما يضعف رؤيتهم وأدائهم .
ثالثا : ترى بعض الجهات الراعية للمبادرة أنة يجب إعطاء القضية الجنوبية حجمها الطبيعي دون زيادة أو نقصان .
رابعا: إن فرصة حوار كهذه لن تتكرر للجنوبيين في القريب العاجل ولذا عليهم اقتناصها والاستفادة القصوى منها لتصحيح مسار الوحدة والعمل مع الآخرين من أجل بناء وطن يتسع للجميع وعلى أسس مواطنة متساوية وتوزيع عادل للسلطة والثروة.
خامسا : إن الحراك كان من الممكن أن يستفيد من مشاركته الفعالة في اللجنة الفنية للحوار الوطني باقتراح مرجعيات وضوابط للحوار مع بقية القوى المدنية الممثلة تعزز من ضمانات حصولهم على مطالبهم المشروعة.
في المقابل، يرى الجنوبيون/الحراكيون أولا :أن الأمم المتحدة لم تهتم بقضيتهم بشكل كاف بدليل أن المبادرة الخليجية لم تشملهم عند توقيعها وأن ذات المبادرة اقتصرت في وجهة نظرهم على كونها مجرد تسوية لفض الاشتباك والمواجهات بين القوى التقليدية المتصارعة في الشمال ودليل ذلك أن الفريق الأممي لم ينشغل بالقضية الجنوبية منذ توقيع المبادرة ولم يقم بزيارة الجنوب إلا مرتين يتيمتين شديدتي القصر لا تكفيان لفهم خصوصية قضيتهم . بل اتهم البعض المبعوث الأممي بقضاء وقت أكبري في الاستماع إلى أراء بعض الجهات الشمالية فيما يتعلق بالجنوب وتلبية دعوات أحد القيادات القبلية ورجل الأعمال حميد الأحمر أكثر من استماعه لرأي الجنوبيين في قضيتهم أو لقاء الجنوبيين.
ثانيا: لا يستطيع معظم الحراك الجنوبي ومكوناته فهم لماذا لا يعترف المجتمع الدولي بقضيته المشروعة في استعادة دولته وكرامته التي استلبتها حرب 94م وما تلاها من قرارات التسريح من الجيش والوظائف العامة والاستيلاء على أراضيه وثرواته، فيساوي بينها وبين قضايا داخلية في الشمال مثل القضية الحوثية وقضية الجعاشن.
ثالثا : يجزم الحراكيون أن هذا الحوار الوطني الشامل محكوم عليه بالفشل مسبقا لعدم حدوث أي تغيير حتى الآن ولو بسيط على أرض الواقع يساهم في بناء الثقة وجبر الضرر والخواطر، مثال ذلك عدم تنفيذ العشرين نقطة التي تقدمت بها لجنة الحوار إلى الرئيس عبدربه هادي . بينما يري القياديون في الحراك أن مسار الحوار يجب أن يكون أولا على قاعدة حوار ندية بين الشمال و الجنوب مع ضمان تنفيذ مخرجات الحوار وتحديد مكان انعقاده والاتفاق على مرجعياته.
رابعا: يشكو الجنوبيون أن التكوينات الشمالية الحقوقية والمدنية طوال السنوات الماضية، لم تتفاعل مع المعاناة الجنوبية ومطالباتهم الحقوقية المشروعة.
إن عرض وتحديد هذين الموقفين ليس الغرض منهما سوى فهم أين يقف الطرفان؟ وكيف يمكن الاشتغال على نقاط الاختلاف والالتفات إلى تحسين الأداء تجاه بعضهما البعض وبالتالي فتح إمكانية للتفاهمات وبداية حوار محدود تمهيدي بين الإطراف المعنية حول القضية الجنوبية.

استخلاصات أولية:
بإيجاز قد يكون مخلا بانفعالي العال بأوجاع ومخاوف الكثير ممن التقيتهم من الحراك الجنوبي الشعبي والقيادي ولا عاكسا لتقديري واحترامي الكبيرين لشخوصهم الوطنية ومطالبهم العادلة ولتحملهم أسئلتي المستفزة والمباشرة والتي هدفت إلى إطلاق شرارة حوار داخلية جادة وعقلانية وإلى تبادل أفكار وإلى التعرف على التحديات التي تئد تطلعاتنا جميعا إلى حياة حرة كريمة وإلى مواطنة متساوية و دولة النظام والقانون والعدل. ومن ثم التوصل إلى رؤى و قرارات تدعمها أسس علمية وبحثية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
حل القضية الجنوبية مسؤولية مشتركة
-بوضوح لا يقبل الشك وبتكرار غير ممل يمكن التأكيد على أن سقف المطالبات الحراكية التي بدأت في 2007م ارتفعت من مطالب حقوقية إلى مطالب سياسية داعية إلى فك الارتباط بسبب الاستمرار في إهمال التعامل مع مطالبها واستمرار الممارسات والتعسفية والقمع والقتل والسجن لأبناء الجنوب في ظل دولة الوحدة هذا بالإضافة إلى إجراءات التسريح والاستغناء فيما يسمى بسخرية لبرامج (خليك بالبيت) وإلى نهب للأراضي والعقارات من قبل شركاء الغنائم والجيش المنتصر بعد حرب 94م. بل عندما طرح المقترح الفيدرالي كحل للقضية الجنوبية في المؤتمر الجنوبي الأول في نهاية عام 2011م لم تلتقطه الدولة حينذاك وارتفع السقف إلى فك ارتباط واستعادة دولة الجنوب لدي القيادات الجنوبية في الخارج بعد أن تحول إلى مزاج عام في الشارع الجنوبي.
وعليه وكما ساهمت معظم القوى السياسية التقليدية في رفع هذا المزاج، فإنها قطعا تتحمل مسؤولية تخفيضه وإعادة شوكة ميزانه للاعتدال دون تلاعب أو مزايدة وعملا لا قولا. فكيف يمكن ذلك ؟ وهي تتبنى حلولا للقضية الجنوبية تتراوح ما بين تجريب الدولة البسيطة التي لم تجرب بشكل صحيح في عهد الرئيس السابق وبين اللامركزية التدريجية. وهي الحلول التي تتباين في أهدافها مع الخيارات الجنوبية السابقة واللاحقة. إن التوصل إلى توافق في شأن القضية الجنوبية سيعكس دون شك جدية هذه الأحزاب في بناء الدولة وفي التغيير بينما عدم التوافق سيؤكد ما يذهب إليه الكثير من أن التغيير الوحيد الحادث بعد ثورة الشباب هو تبادل أدوار لاغير وأن انضمام قوى المعارضة للثورة تلخص في الوصول للسلطة وقد حدث.
إن التعامل العادل مع القضية الجنوبية هو الذي سيفرز أصحاب مشاريع التغيير عن دونهم. كما أن الانتصار لعدالة حل القضية الجنوبية من قبل المجتمع الدولي سيدخل في ميزان حسنات مكافحة التطرف والإرهاب.
وإن ضعف اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الجنوبية كما يطرحه الجنوبيون مردة دون شك إلى خلل في أداء كلا الطرفين. فعلى المستوى الجنوبي يتلخص ضعف الأداء في عدم الاصطفاف الذي ينبئ عن اختراق سهل له من قبل ذوي الأجندات الخاصة، وإلى تباين الرؤى والتوجهات وإلى غياب المرونة في اقتراح سيناريوهات مختلفة لمعالجة القضية الجنوبية هذا بالإضافة إلى عدم فهم المزاج الدولي الذي يتسم بقصر النفس في المداولات الطويلة الأجل. كما يتسم الأداء الجنوبي بالضعف بسبب عدم بناءة واستثماره الذكي للعلاقات الدولية مع عدم الدراسة الكافية للقرارات و الخيارات الجنوبية التي تفتقر أحيانا إلى سند قانونيا أو منطقي. أما على المستوى الدولي فيتلخص ضعف الأداء في قلة الانسجام والتعاون بين أغلب دول مجموعة العشر وبين المبعوث الأممي جمال بن عمر فيما يعتبره البعض محاولة استفراد بن عمر بملف التسوية اليمنية المتشعب القضايا ومن أهمها القضية الجنوبية. ويأتي هذا الاستئثار رغم ضعف إمكانية مكتبه في صنعاء من حيث قلة عدد العاملين والمتخصصين فيه لتلبية احتياجات الأطراف المعنية للتواصل وباستمرار. هذا بالإضافة إلى عدم تعيين موظف دولي رفيع المستوى مقيم في صنعاء يستطيع اتخاذ القرار في غياب المبعوث الأممي. مما لا شك فيه أن عدم تنسيق واستفادة جمال بن عمر تحت مظلة الأمم المتحدة من المعاهد والمؤسسات الأوروبية المعنية بالحوار المتواجدة في اليمن مثل مؤسستي برجهوف و فريدريش ايبرت الالمانيتين تحرم الأطراف المعنية في اليمن خاصة في الجنوب من فرصة تكثيف و تفصيل التواصل والإعداد لحوار محلي ومن ثم حوار أوسع. كما أن عدم الاستفادة القصوى من مخرجات زيارات سفراء ودبلوماسيي الدول العشر للجنوب ولقاءاتهم مع الجنوبيين في صنعاء وعدن أو في الخارج يستدعي إنشاء آلية تنسيقية بين الجهتين تحفظ لكل طرف مجهوده واجتهاداته في الشأن الجنوبي ولكنها في النهاية تصب في مصلحة السعي من أجل حلها.
-من الأمور الإيجابية التي يمكن الإشارة إليها والإشادة المعتدلة بها هي أن استدراك مبعوث الأمين العام ولو المتأخر لقصور تواصله مع القيادات الجنوبية في الخارج في القاهرة مع القيادات الجنوبية في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر قد أثمر بيانا صادرا عن القادة الجنوبيين المتواجدين في القاهرة (باعوم، العطاس،والجفري) في 17 نوفمبر 2012 مختلفا في مضمونة وإشاراته وكانوا أكثر مرونة برسائلهم السابقة للأمين العام و مبعوثة، مما يعني أن ضمانة الاعتراف بوجود القضية الجنوبية والتعرف عليها من قياداتها في الخارج مباشرة من قبل المبعوث الأممي لهو سبيل من السبل ربما الناجعة في تلطمين الجنوبيين وتهدئة مخاوفهم من المشاركة في الحوار الوطني . كما أن هناك إشارة إيجابية أخرى تمثلت في تمثيل 50% من الجنوبيين في أغلب مكونات الحوار الثمانية وفي لجنة التوفيق بالإضافة إلى تخصيص 85 مقعدا لهم على طاولة الحوار. أما كيف يمكن أن يستثمر الجنوبيون هذه الاستفتاحات للحصول على المزيد من المكاسب عائد لحنكة القيادات الشعبية للحراك والقيادات التاريخية الجنوبية ومدى تأثيرها على المشهد الحراكي العام.
-لاشك أن انسلاخ الحراكيين من الثورة الشبابية الشعبية التي انخرطوا فيها في أسابيعها الأولى قد باعد بين الإمكانية المثيرة لالتحامهم بالقوى المستقلة والمدنية للثورة في تعز وصنعاء التي انتفضت من أجل كرامتها التي أهدرت من قبل نفس القوى المتنفذة العصبوية المالكة للسلطة والثروة التي عاثت في ارض الجنوب والشمال فسادا. فماذا لو استمر الجنوبيون في التحامهم بالثورة ؟ هل كانت ستكون نتائجها مختلفة؟ هل كانوا سيقوون الاتجاه المدني ويقودون الحراك الثوري الشامل ليكون رقما من الصعب تجاهله على طاولة المفاوضات؟ احتمال ربما كان وارد ولكن المؤكد أن هذا الانسلاخ كان إيذانا بانسلاخ الأوجاع والمعاناة الجنوبية عن أوجاع وانتهاكات أبناء التهائم واليمن الأسفل بل معاناة بعض جهات وأبناء المحافظات الشمالية وصعدة.
هذا الفصل في المعاناة أرسل رسائل مربكة إلى بقية الأرجاء اليمنية مفادها أن أضرار وأوجاع الجنوب أكبر وأكثر تميزا من أضرار وانتهاكات مواطني بقية اليمن لذا سينصب تعاطف الجنوبيين مع أنفسهم لكنهم في المقابل يشكون من عدم تعاطف أبناء و بنات الشمال معهم . بينما المتداول انه حتى يشعر بك الآخرون لابد أن تشعر أنت بهم وهنا يحدث التعاطف المشترك والوقوف مع بعض في مواجهة الظلم والقهر.
-أن أي موقف أو قرار يستوجب أن يسبقه ويسانده فهم للمناخ الدولي الذي لن يستمر اهتمام باليمن لفترة طويلة مما يستدعي الجنوبيين إلى اقتناص هذه الفرصة التي لن تتكرر مرة أخرى في القريب العاجل أو المتوسط من أجل تحقيق مكاسب مرحلية لقضيتهم. كما أن اتخاذ قرارات إستراتيجية أو تكتيكية يجب أن تسبقها عملية جمع معلومات ودراسات وبحوث سريعة من أجل الوصول إلى رؤى و خطط و سيناريوهات تتناسب والمرحلة . ولابأس من رفع سقف المطالب كتكتيك للحصول على أفضل المكاسب لشعب الجنوب والذي ستنسحب فوائده على كافة الشعب اليمني ولكن من العبث رفع السقف دون دراسة لإمكانية حدوثه بعد تعبئة عاطفية للجمهور الجنوبي مما سيشعره بالإحباط وربما يدفعه إلى اللجوء للعنف حين ما لا يتحقق هذا السقف لذا يجب وضع كل الخيارات والاحتمالات أمام ناظري الحراك الشعبي.
وختام هذه الاستخلاصات التي يجب أن يتم التفكير فيها بشكل عقلاني و بصوت عال وجمعي ودون حساسية مفرطة، هي أن الحنين (نستولجيا) لاستعادة دولة الجنوب حرفيا كما كانت ستواجه بتحديات عدة منها أنها لا يمكن أن تعود كما كانت لعدة أسباب منها عدم إمكانية عودة القيادات الجنوبية السابقة للحكم بسبب إرثها الصراعي والمنعكس حاليا على الحراك هذا بالإضافة إلى رفض الحراكيين الشباب لعودتها مع احترامهم لهم كرموز وطنية.
أما التحدي الثاني فيبرز في عدم وجود حوامل جديدة من القيادات الجديدة والمتمكنة لإداراتها حتى الآن مع إدراكنا أن الأداء السياسي للنظام السابق والأحزاب السياسية قاوم صعود صفوف ثانية و ثالثة من القيادات السياسية المجيدة للعمل العام والإدارة لتصبح مشكلة تعاني اليمن كلها وليس فقط الجنوب. التحدي الثالث يتمثل في ظهور وتأصل متغيرات في البنية الفكرية والسياسية وبالتالي الثقافية في الجنوب تمثلت في انخراط أبنائه في الأحزاب السياسية الوافدة إلية مثل حزب الإصلاح والمؤتمر وتيارات أخرى هذا بالإضافة إلى ارتباط مصالح تجارية واستثمارية جنوبية و شمالية مما يضيف بعد جديدا لطبيعة المتغيرات في الجنوب والمتمثل في المصالح المشتركة و المشتبكة مع الشمال . لاشك أن أي دراسة موضوعية لاستعادة دولة الجنوب ستظهر هذه المتغيرات بالإضافة إلى ما تم ذكره في بداية هذه الورقة من أن المجتمع الدولي والإقليمي غير مؤيد لتوجه استعادة دولة الجنوب من خلال فك الارتباط. أخيرا إن الانفصال ربما لن يخلص الجنوب من عصبوية استغلال السلطة والثروة في الشمال مالم يشتبك ويلتحم مع القوى المدنية الأخرى في أنحاء اليمن لتفكيك هذا المركز المقدس وإلا سيستمر النزاع في هذه الحالة على مستوى الدولتين في الجنوب وفي الشمال.
أفكار أولية في محاولة حل القضية الجنوبية
-استثمار الإشارات الإيجابية المتبادلة السالفة الذكر بين المبعوث الأممي و الجنوبيين من أجل تطوير التواصل والتعامل الجاد مع القضية الجنوبية من قبل المبعوث الأممي وتحسين الأداء بالمزيد من الاصطفاف ودراسة القرارات والمواقف من قبل القيادات الجنوبية ويكون ذلك من خلال آلية محددة تتفق عليها الجهتان.

-سرعة البدء في تنفيذ النقاط العشرين الممهدة للحوار وخاصة ما هو متعلق بالجنوب لإثبات حسن نوايا الحكومة الانتقالية وعلى رأسها الرئيس هادي ومنعا لأي تفسيرات وتحليلات تؤدي إلى تكريس التمزق في النسيج الجنوبي . ولاباس أن يتم التنفيذ على مراحل ومن خلال وضع آليات قابلة للتنفيذ و تشكيل لجان جديدة على أن تستفيد من العمل التراكمي للجان السابقة.
تشكيل مجموعة عمل محترفة ومشهود لها بعدم الانتماءات المحدودة من أجل دراسة وإدارة مخاطر تنفيذ النقاط العشرين (خاصة تلك المتعلقة بالجنوب) المحتملة على رئيس الجمهورية من قبل بعض مراكز القوى المؤثرة والمعارضة لتنفيذ هذه النقاط المتمثلة في قوى متنفذة عسكرية وشركاء المغانم.و لابأس من البدء بتنفيذ النقاط المعنية بتعويض قتلى الجنوب ومشافاة جرحاهم وهي الأقل مواجهة واعتراضا. ومن المهم هنا الإشارة إلى ما يقترحه البعض (ولا أدري إذا كان من الممكن تنفيذه) من إمكانية استصدار قرارات أممية بشأن النقاط العشرين من اجل رفع الضغوط عن الرئيس هادي وتمكنه من تمهيد الأجواء من أجل مشاركة جنوبية حقيقية في الحوار.
-دعم ومساندة الحوارات الجنوبية الجنوبية وجهود الاصطفاف الجنوبي من قبل الأمم المتحدة أو من خلال برامج دعم الحوار الوطني التي تمولها دول أوروبية مثل الاتحاد الأوروبي وألمانيا.ويتمثل هذا الدعم في توفير الدراسات والخبرات والأدلة للمؤتمرين وفتح الخيارات أمامهم للاختيار الواقعي الأصوب في ما له علاقة ببناء الدولة من حيث الشكل والنظام. ومن خلال مراجعة نتائج المؤتمرات الجنوبية السابقة كمؤتمر الجنوبي في القاهرة أواخر عام 2011م ودعم و متابعة وتقييم نتائج مؤتمرين قادمين للحوار الوطني سيقاما في عدن ، أحدهما ينسق له القيادي الجنوبي البارز محمد علي أحمد لينعقد ربما في 9-11 من شهر ديسمبر ومازال طور التحضير الأولى. هذه الحوارات يجب أن تسبقها القرارات الجمهورية منفذة وممهدة لهذا المستوى من الحوار.
-تعريف الحراك الجنوبي الشعبي بكل مجموعاتة و تكتلاتة باليات الحوار وانظمتة ولوائحة التي انجزتها اللجنة الفنية للحوار مع الاشارة الى مكامن ونقاط القوة والضعف فية بالنسبة لهم كقوة عددية (85 حراك )(50% تمثيل جنوبي في اغلب المكونات) حتى يتمكنوا من التفكير خارج القفص وفي تخطيط تحالفاتهم المستقبلية واعداد سيناريوهات خاصة بهم.
-سرعة إيجاد آلية تنسيق عالية المستوى بين مكتب الأمم المتحدة والمعني بتنفيذ المبادرة الخليجية الذي يرأسه جمال بن عمر ومجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة بين المكتب الأممي في صنعاء وبين البرامج الداعمة للحوار التي يمولها الاتحاد الأوروبي وألمانيا في ما يتعلق بالقضية الجنوبية.
إجراء تفاهمات سريعة بصدد:
-تحديد مكان الحوار عن طريق تفاهمات تتم بين الجنوبيين ومؤسسة الرئاسة بالنظر إلى الوضع الأمني غير المستقر في العاصمة صنعاء و ترك الخيارات مفتوحة لاختيار أنسب الأماكن الآمنة.
-وقف التحريض من قبل المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية العامة والخاصة مع ضرورة الدعوة لتحري الدقة والمهنية في نقل الأخبار عن طريق تفاهمات أو مواثيق شرف تساعد في إعدادها نقابة الصحفيين اليمنيين ووزارة الإعلام مع إحدى الجهات الداعمة.
في الختام على كل القوى الشبابية والمدنية الصاعدة أن تتفاعل مع القضايا المصيرية وأن تقف إلى صف مشروع التغيير في بناء الدولة من خلال الدراسة الجادة للأطروحات السياسية المتباينة بصدد القضية الجنوبية والانتصار للأطروحة التي تحمي تطلعاتهم وتبني وطنهم.
جميلة علي رجاء
2/12/2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.