سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجاوز 242 ريالاً .. الدولار يواصل ارتفاعه يومياً في الأسواق اليمنية كلما اقترب شهر رمضان الحكومة والبنك يتناقضان بشأن الأسباب، وخبراء الإقتصاد يعتبرون ذلك حصاد لحكومات عاجزة وسياسات فاشلة
يواصل الدولار الأمريكي يوميا ارتفاعه مقابل الريال اليمني الذي يواصل في المقابل رحلة تدهور كلما اقتربنا من شهر رمضان المبارك. وسجل الدولار اليوم الخميس 29/7/2010م رقما قياسيا في سوق الصرافة المحلية، حيث وصل سعره إلى 242 ريالاً بفارق 17ريال عن مستوى الصرف الأسبوع الماضي في الوقت الذي طالب البنك المركزي فروعه في محافظات الجمهورية بتصفية ما لديها من العملة الصعبة وتوريدها إلى البنك الرئيسي في أمانة العاصمة، في محاولة منه للسيطرة على سعر الصرف وإيقاف التدهور المريع الذي يشهده الريال اليمني. وحذر اقتصاديون من نتائج كارثية جراء التدهور المريع للعملة الوطنية أمام الدولار، معتبرين ذلك التدهور تدهور الريال حصاد لحكومات عاجزة وسياسات فاشلة ومتبلدة. وقالوا في تصريحات ل"الصحوة نت" إن تدهور العملة أمام الدولار يضع حكومة المؤتمر الشعبي العام أمام مساءلة إضافية لمراجعة اتفاقية بيع الغاز المسال التي نهبت ثروات الأجيال. وعزى أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء الدكتور حسن ثابت فرحان الانخفاض المستمر لقيمة العملة الوطنية إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها العامل السياسي. وقال في تصريح ل"الصحوة" إن وضع الدولار في بلادنا يرتبط بالاستقرار السياسي والأمني، فعدم توفر أجواء سياسية وأمنية مستقرة يؤدي إلى معوقات في الاقتصاد ويفضي في الخاتمة إلى بروز عدة اختلالات اقتصادية منها انخفاض القيمة الشرائية للريال. وتعليقاً على المبرر الذي أورده محافظ البنك المركزي محمد بن همام حول تدهور العملة الوطنية أمام الدولار والقول بأن الاستيراد في رمضان هو الذي تسبب في الارتفاعات الأخيرة للدولار، قال الدكتور حسن ثابت إن ذلك ليس مبرراً كافياً، مشيراً إلى أن زيادة الاستيراد تعد أحد العوامل المتسببة في ارتفاع الدولار لكنها ليست العامل الأساسي. ودعا أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء إلى مراجعة السياسة النقدية، والنظر في الأسباب والعوامل الرئيسية المؤدية لانخفاض عملتنا الوطنية، لما لذلك من تداعيات كبيرة على مجمل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وحول الأسباب برأي الحكومة فقد بدا التناقض واضحاً في تصريحين مختلفين لرئيس الحكومة ومحافظ البنك المركزي، ففيما أرجع رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور تدهور العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية إلى العجز في موازنة الدولة، أعاد محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام في أول تصريح له منذ تعيينه أسباب الموجة الجديدة لتراجع سعر صرف الريال- وصل إلى 242 ريالاً مقابل الدولار الواحد- إلى زيادة مدفوعات استيراد مستلزمات شهر رمضان المبارك وعيد الفطر من السلع والمنتجات المختلفة. وقال بن همام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ)" إن البنك المركزي ضخ مؤخرا 80 مليون دولار لتغطية احتياجات البنوك وشركات الصرافة لكن الطلب على الدولار ما يزال كبيرا لسداد اعتمادات مستوردات رمضان والعيد ". وكان البنك المركزي قد تدخل 9 مرات منذ بداية العام الجاري لرفد سوق الصرف المحلية بالعملات الأجنبية، كان آخرها اليوم الخميس 29/7/ 2010م عندما ضخ البنك المركزي 57 مليون دولار إلى سوق الصرافة لتغطية احتياجات البنوك ومحلات الصرافة من العملة الصعبة في ثاني عملية تدخل خلال الأسابيع الماضية، وتاسعة منذ مطلع العام. وقد بلغ إجمالي ما ضخه البنك منذ بداية العام لتغذية سوق الصرف من العملات الأجنبية إلى 984 مليون دولار.