آهات وآلام هي أوجاع وقصص وروايات ووعد مشئوم "اعطاه من لا يملك لمن لا يستحق" تشرد على أثره من أصل 10.9 مليون فلسطيني في الداخل والخارج حسب تقديرات جهاز الإحصاء الفلسطيني المركزي هناك 7.5 مليون لاجئ أي ما نسبته 75% من إجمالي عدد السكان. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل عصابات صهيونية، وتنفيذ عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وتخريب أكثر من 500 قرية وتدمير مدن فلسطينية وتحويلها إلى مدن يهودية. وإخراج معظم البدو الذين كانوا يعيشون في النقب، ومحاولة طمس الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية، وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية. مرت على الشعب الفلسطيني بعد النكبة الأولى نكبات مختلفة فلم تتوقف المعاناة بأحداث النكبة في عام 1948م بل كانت فاتحة الألم والوجع الذي امتد لعقود وما زال مستمرا. فمن أكبر النكبات التي حلت على الشعب الفلسطيني هي تلك السلطة التي أدعت أنها تمثل الشعب الفلسطيني وانخرطت في مؤامرة المفاوضات العبثية والعقيمة ما ادى الى تمييع القضية واخراجها من دائرة الاهتمام الدولي إلى العربي ثم قزمتها لتصبح اهتماماً فلطسينياً ولتقول في نهاية المطاف إنها شأن منظمة التحرير. ولعلي هنا أتذكر مقولة شهيرة ل هتلر عندما سئل: من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟؟ فأجاب: أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم .. وتوالت النكبات على الشعب الفلسطيني ليجد في أرض الشتات نكبات تنتظره فهم في غربتهم يعيشون ظروفاً معيشية قاسية .. يسكنون الخيام ومخيمات ذات مساحة محدودة قد لا يتجاوز بعضها الكيلو متر المربع فتعاني هذه المخيمات من اكتظاظ سكاني نتيجة النمو المتزايد لساكنيها، حيث لا يسمح لهم بالتمدد خارج حدود هذه المخيمات ونتيجة لذلك ترى الأسرة الواحدة تسكن غرفة واحدة يمارسون فيها حياتهم المعيشية من طبخ ونوم وغيرها، أضف إلى ذلك ما تعانيه هذه المخيمات من تراص المباني حتى تجد في بعض المخيمات شوارع لا تتسع إلا للمارة نتيجة ضيق شوارعها، الأمر الذي يسبب صعوبة في تمديد شبكات المياه والصرف الصحي فيلجا ساكنوها إلى تمديدها في الهواء،كما تعاني هذه المخيمات من مباني متهالكة الجدران بفعل تأثير عوامل التعرية الطبيعية وعدم السماح بإدخال مواد البناء لترميمها، فترى كثيراً من المنازل تُسقف بصفيح من الزنك ناهيك عن عدم توفر أماكن واسعة لممارسة حياتهم الطبيعية، وهذا الوضع يلقي بظلاله على مستويات الحياة التعليمية والصحية والاجتماعية للاجئين. إضافة إلى ذلك الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه اللاجئ الذي ترك داره وماله ومصدر رزقه وأصبح بلا دار ولا مصدر رزق ينتظر ما تقدمه المنظمات الإنسانية. ورغم كل هذا الا ان هناك مبشرات بتحول تاريخي حاصل هذه الأيام في المنطقة ويبشر بقرب عودة اللاجئين وعودة الحق لأهله فأتوقع ان الشعب الفلسطيني الى العودة اقرب من أي وقت مضى.