روى رئيس الوزرار التركي، "رجب طيب أردوغان"، ذكرياته منذ مرحلة الطفولة مروراً بمرحلة الدراسة والحياة العائلية حتى عمله في معترك السياسية. جاء ذلك في برنامج وثائقي أعد عنه وعُرض في إحدى القنوات التلفزيونية تحت عنوان "قصة المعلم". وقال "أردوغان" إن أباه هو من اختار اسمه، لأنه وُلد في شهر رجب، واسمه الثاني "طيب" هو اسم جده، وإن أصدقاءه ومعلميه في المدرسة الابتدائية وفي مدرسة الأئمة والخطباء، كانوا ينادونه "طيب"، مشيرًا إلى أنه كان، خلال مرحلة الطفولة، يلعب الألعاب المنتشرة بين الأطفال في الأزقة، وأن عائلته لم تكن تمتلك القدرة على شراء دراجة له. وأفاد أنه كان يذهب، خلال سنين طفولته، إلى محافظة "ريزه" لجني البندق والشاي، موضحًا أن والده كان يُرسله هناك أيضًا إلى أحد الشيوخ من أجل تعلم قراءة القرآن الكريم واللغة العربية، مما كان له فائدة جمة على تطور شخصيته. ولفت إلى أن والده كان يمتلك شخصية قوية وجدية، كان لها أثرًا كبيرًا في تربية أبنائه، حيث كانت عقوبة شديدة تنتظر من يتلفظ بكلام بذيء، مضيفًا: "عندما تشتمون تدفعون الثمن غاليًا جدًّا، لهذا كان والدي يحاسبنا من حين لآخر". وعن حبه المعروف للأطفال والطفولة، أوضح رئيس الوزراء التركي أن حب الأطفال هو أحد أهم سنن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وقدم أمثلة عن تعامل النبي مع الأطفال، مضيفًا: "أشعر حقًّا بعاطفة فريدة تجاه الأطفال، أحبهم كثيرًا، وهذا ينطبق الآن على أحفادي". وعن سؤال حول كرة القدم وتشجيعه لنادي "فنر باهتشه"، أوضح "أردوغان" أن حكايته مع كرة القدم بدأت في مدرسة الأئمة والخطباء حيث كان يلعب الكرة مع أصدقائه في باحة المدرسة، فضلًا عن اللعب في فريق الحي، مشيرًا إلى أن رئيس نادي الحي كان يصطحبهم إلى مباريات نادي "فنر باهتشه"، وربما هذا السبب في تشجيعه النادي، كما أن أبناءه جميعًا يشجعون "فنر باهتشه" باستثناء زوجته "أمينة"، التي تشجع فريق "بشيكتاش". وعن قصة زواجه قال "أردوغان" إنه تعرف على زوجته خلال اجتماعات الحزب، حيث كانت تجلس دائمًا في الصفوف الأولى، موضحًا أنها لفتت نظره، وشعر بانجذاب تجاهها. وأضاف أنها وقفت إلى جانبه دائمًا بعد الزواج في جميع الاجتماعات والأنشطة، ولعبت دورًا في مساندته حيث لم تسأله يومًا عن سبب تأخره. وأشار إلى أن ابنته كتبت له ذات يوم "أبي، هلا خصصت ليلة من لياليك لنا"، وهذا ما جعله يتأثر كثيرًا، لأن من حق الأبناء أيضًا أن يقضوا وقتًا مع آبائهم، وهو ما لم يكن ممكنًا بسبب برنامج عمله الحافل، لافتًا إلى أن اتفاق وجهات نظر أبنائه معه وسيرهم في الاتجاه ذاته، فضلًا عن دعم زوجته لهم سهل على الجميع وطأة بعد الأب عن الأبناء. وكرر أردوغان دعوته لأولاده أولا، وللشعب التركي ثانيا لإنجاب 3 أطفال على الأقل، مشيرا أن علاقته طيبة جدا بأولاه، وأحفاده، الذين يخصص لهم وقتا ليجالسهم، ويلاعبهم، ويتابع معهم أفلام الرسوم المتحركة، بقدر ما تسمح به أمهاتهم، ولفت إلى أنه لا يمانع في خوضهم غمار العمل السياسي، إذا لمسوا في أنفسهم الرغبة والقدرة. وعن نشاطه خلال فترة الدراسة الجامعية قال "أردوغان" أنه كان عضوا فعالا في الاتحاد الوطني للطلبة الأتراك، الذي كان منظمة تمثل الاتجاه المحافظ، في الثمانينيات، وشغل مناصب عدة فيه، قبل هذه الفترة، مشيرا أنه في نفس الوقت كان يعمل في إدارة الترام وتشغيل الأنفاق في اسطنبول، المسؤولة عن النقل العام في المدينة، ويلعب كرة القدم، ولفت إلى أنه كان محظوظا في خدمته العسكرية التي أداها في اسطنبول، حيث أتاح له ذلك العودة مساء لمنزله. وأوضح "أردوغان" أنه اختار دخول المعترك السياسي لأنه رأى في ذلك خدمة للإنسان، والوطن، والعائلة، والمجتمع، لافتا أن التحول في مسيرته السياسية بدأت مع تسلمه لمنصب رئاسة فرع حزب الرفاه، ولاحقا مع ترأسه بلدية اسطنبول الكبرى عام 1994، بالرغم من الصعوبات الجمة التي كان يواجهها. وحول الاتهامات التي انطلقت بعد اختياره رئيسا لبلدية اسطنبول، ولاحقا خلال توليه رئاسة الحكومةن بالتدخل في أسلوب حياة المواطنين، أجاب "أردوغان" بأن الجملة فضفاضة، والاتهامات تكال جزافا دون دلائل، قائلا:"كيف يجري هذا التدخل؟ هل تدخل أحد في مأكلهم، ومشربهم، وملبسهم، أسال هذا السؤال دائما، ولا من مجيب، فقط يقولون: يتدخلون في أسلوب حياتنا."، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية، الذي يرأسه، كان حتى اليوم، ضامنا وكفيلا لهذه القيم، ولم يكن أي نوع من التدخل، لا من طرف رئيس للبلدية، من منتسبي الحزب، ولامن قيادات الصف الأول. وأضاف "أردوغان":"على عكس هذه الاتهامات، نحن الذين تعرضنا للتدخل، حيث منعت المحجبات من حق التعلم والتعليم، ولكننا لم نيأس، وخرجنا من رحم هذه الآلام، ولوكنا كما يقال لما استطعنا حصد 50% من أصوات الشعب، ونحن لم نكتفي كغيرنا يتمثيل طيف، أو منطقة، بل نتميز عنهم بأننا نمثل 81 ولاية في تركيا." وفيما إذا كان لدى حزب العدالة والتنمية خطة بديلة فيما لو كان أغلق، أجاب "أردوغان":" الخطة "ب" تكون بإنشاء حزب جديد، إلا أن الإغلاق ليس حلا، هذا قلناه منذ البداية، وفي حال ارتكاب الفرد لجرم ما، فليعاقب، أما الشخصية الاعتبارية لا يمكن أن تذنب، وعليه لا يمكن أن تعاقب."