أعلنت الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك اليوم السبت رفضها محاولات هيئة رئاسة المجلس إدراج مشروع تعديل قانون الإنتخابات رقم 13 لسنة 2001م ضمن جدول أعمال المجلس للفترة الحالية. وهددت - خلال أول جلسة للبرلمان اليوم عقب إجازة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك – بالانسحاب من المجلس وعدم العودة إليه في حال التصويت على تلك إدراج التعديلات في جدول الأعمال، معتبرين إياها لغما في طريق الحوار. وشدد زيد الشامي نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح على ضرورة أن تلغى نقطة تعديل قانون الإنتخابات من جدول الأعمال. من جهته أكد سلطان العتواني رئيس الكتلة البرلمانية للتنظيم الوحدوي الناصري على ضرورة توفير الأجواء للحوار وأن لايكون المجلس زارعا للألغام وأن يكون نازعا لها. وقال: "العالم كله اليوم يدعو اليمنيين للحوار ونحن في مجلس النواب أمام هيئة رئاسة تعمل على عرقلة الحوار". متهما هيئة رئاسة مجلس النواب بمحاولة تفجير الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن. داعيا هيئة الرئاسة إلى إلغاء بند تعديل قانون الإنتخابات إذا كانت حريصة على مصلحة البلاد. وأضاف: "إذا أرادت هيئة الرئاسة المضي في التصويت، فسنقول أمضي أما نحن فلن نعود إلى هذا المجلس.. خذوا هذا المجلس مثلما أخذتم بقية المؤسسات". وقال: البلاد اليوم تعيش أوضاع "زنخة" بسبب العقلية "الزنخة". مضيفا: "إذا كنتم مصممون على تهجير الشعب اليمني فلا داعي أن تحركوا المدافع والطائرات وتقتلوا الناس لكن قولوا لنا بصراحة أخرجوا". وأكد العتواني "أن اليمن ليست ملكا لأحد وهي ملك للجميع, ونحن والشعب معنا سنكنسكم من طريقنا إذا فكرتم أنكم ستستأثرون بالبلاد، ولن نسمح للعابثين بأن يسوقوا البلاد إلى الهاوية". من جهته أكد النائب عبدالرزاق الهجري أن "البلد مشتعلة ولا داعي أن يزيد المجلس من اشتعالها". متهما أطرافا في السلطة بأنها لا تريد للحوار أن ينجح وهذه الأطراف تضع الأشواك في الطريق. وتساءل الهجري: "هل من المصلحة اليمن إدراج قانون اللجنة العليا للانتخابات في جدول الأعمال بعد اتفاق فبراير؟". مضيفا: "إدراج القانون هو محاولة لعرقلة الحوار فالجميع يعرف أن اللجنة العليا للانتخابات هي مؤسسة من مؤسسات السلطة وتتحرك بالريموت كنترول والشريف والجندي لايظهرون عبر وسائل الإعلام إلا بعد أن يأخذوا إذن من السلطة". وخاطب الهجري هيئة رئاسة مجلس النواب قائلا: "إذا أردتم أن تمضوا في الإنتخابات منفردين فامضوا لكن هذا عبث والبلد ما عاد يتحمل هذا العبث". ودعا الهجري المؤتمر والمشترك أن "يتعاملوا بمسئولية مع الحوار، وأن يتقوا الله في هذا البلد وأن يسيروا في الحوار بعيدا عن التصريحات التي ترمى هنا وهناك".
إجماع
كتلة اللقاء المشترك ليست وحدها التي رفضت إدراج تعديل قانون الإنتخابات ضمن جدول الأعمال فجميع المتحدثين من المؤتمر والمشترك والمستقلين أعلنوا رفضهم التام لإدراج التعديل رغم تبريرات رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وإصراره على إدراج التعديلات. وفي حين كان يصر النواب على طرح حذف تعديل قانون الإنتخابات من جدول الأعمال لم تجد هيئة الرئاسة بدا للهروب من ضغوط النواب إلا رفع الجلسة وتأجيل التصويت إلى يوم الغد. وشكر النائب المؤتمر علي محمد المعمري أعضاء كتلته على الموقف الذي وصفه بالمسئول تجاه الوطن ورفضهم تمرير التعديل. وكشف المعمري عن انسحاب مجموعة من نواب المؤتمر الشعبي من الجلسة حتى لا يقعوا في حرج التصويت على إدراج التعديل. واعتبر المعمري من العيب طرح تعديل قانون الانتخابات في جدول الأعمال، مؤكدا في ذات الصدد على أهمية الحوار. وأكد أن موقف المجلس المتحد اليوم إزاء هذه القضية أوصل رسالة قوية مفادها أن الحوار هو المخرج الوحيد للبلاد، وأنه لا قبول بأي توصيات بما يعيق الحوار. من جهته قال علي العمراني: "إن أهم نجاحات البلد لم تتحقق إلا بالحوار فالوحدة تحققت بالحوار وعندما انسدت آفاق الحوار انتهينا إلى حرب صيف 94 التي مازلنا نعاني تبعاتها إلى الآن". وأكد العمراني أن ما "تعانيه البلاد اليوم من حوثي في صعدة وحراك في الجنوب وقاعدة أيضا ماهو إلا نتاج لانسداد أفق الحوار". ودعا العمراني رئيس الجمهورية إلى توخي هذه المشكلة وأن يعمل على الحوار، داعيا النواب إلى أن يثبتوا اليوم أنهم أصحاب إرادة وأن ينزع مشروع تعديل قانون الإنتخابات من جدول الأعمال. من جهته قال النائب المستقل صخر الوجيه: إن قانون الإنتخابات المدرج في جدول الأعمال انتهى في 2008، متسائلا: من الذي بعث القانون من جديد؟.. من هذا الدب القطبي الذي صحا من نومه بعد عام ونصف وأعاد لنا هذا القانون من جديدة بهدف عرقلة الحوار؟. واتهم الوجيه النظام والمجلس بالاستمرار في إجراءاتهم غير الشرعية منذ توقيع اتفاق فبراير، مضيفا: إذا لم ينفذ اتفاق فبراير فشرعيتنا مطعون بها. من جهته نصح النائب المؤتمري عبدالعزيز جباري المعارضة المتمثلة في اللقاء المشترك بعدم اعتراض طريق المؤتمر إذا كان يريد أن يمضي في الانتخابات منفردا "فالشعب أدرك أنهم فاشلين والشعب يشتمهم في كل مكان". وعبر عن استغرابه أن تصبح الانتخابات وسيلة للتهديد لدى الحزب الحاكم، مخاطبا هيئة الرئاسة بالقول: "أنتم فاشلين وما عاد أحد سينتخبكم وإذا انتم ما تشوفوا الوضع فأنتم مجانين". من جهته أكد النائب عبده بشر أن لجنة الإنتخابات شأنها متعلق بما تتوصل إليه لجنة الحوار، داعيا إلى عدم مناقشة تعديل قانون الإنتخابات إلا بعد تقديم تقرير من لجنة الحوار.
كتلة حضرموت وقد استأنف مجلس النواب أعماله اليوم في ظل غياب الكتلة البرلمانية لمحافظة حضرموت التي أعلنت تعليق عضويتها في مجلس النواب احتجاجا على اعتداءات مسئولين على أراضي درة المكلا التابعة لمجموعة من كبار المستثمرين الحضارم في السعودية والخليج.