رفضت الكتل البرلمانية لأحزاب اللقاء المشترك ونواب في كتلة المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إدراج مشروع تعديل قانون الانتخابات رقم 13 لسنة 2001م ضمن جدول أعمال المجلس للفترة الحالية التي بدأت اليوم في ظل جلسات تهيئة الحوار بين الطرفين التي طالبت السبت بمهلة إضافية للتواصل مع جميع أطراف الحوار في اليمن . وفيما ناقش فريق التواصل لتهيئة الحوار برئاسة "عبد الوهاب الانسي " أمني عام حزب الإصلاح مناقشته للأسماء التي سيتم استدعاؤها للحوار من عناصر الحراك السلمي ومكوناته، والمعارضة في الخارج، ومواصلة التواصل مع حزب الرابطة. وواصل مناقشة الترتيبات الخاصة باللقاءات المزمع أن يجريها الفريق مع المنتديات السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي تقرر استدعاؤها للحوار، وذلك ابتداء من يوم الاثنين القادم، حيث قرر أن يوجه الدعوة للمسئولين الأول والثاني والثالث من كل منظمة. إلى ذلك هددت كتلة المشترك المعارض بالانسحاب من المجلس وعدم العودة إليه في حال التصويت على تلك إدراج التعديلات في جدول الأعمال، معتبرين إياها لغما في طريق الحوار. وشكك نواب بشرعية أي إجراءات تتخذ خارج اتفاقات بين لجنة الحوار القائمة من القوى السياسية والمشكلة بناءً على اتفاق فبراير 2009م الذي تم بموجبه تعديلات دستورية تحدد عامين إضافيين للبرلمان الحالي ، لإعطاء الأحزاب فرصة للتوافق على إصلاحات سياسية وانتخابية وتعديل قانون الانتخابات النافذ وإعادة تشكيل لجنة الانتخابات. النائب المؤتمري علي محمد المعمري أشاد بأعضاء كتلته على الموقف الذي وصفه بالمسئول تجاه الوطن ورفضهم تمرير التعديل. وكشف المعمري عن انسحاب مجموعة من نواب المؤتمر الشعبي من الجلسة حتى لا يقعوا في حرج التصويت على إدراج التعديل. واعتبر المعمري من العيب طرح تعديل قانون الانتخابات في جدول الأعمال، مؤكدا في ذات الصدد على أهمية الحوار. وأكد أن موقف المجلس المتحد اليوم إزاء هذه القضية أوصل رسالة قوية مفادها أن الحوار هو المخرج الوحيد للبلاد، وأنه لا قبول بأي توصيات بما يعيق الحوار. من جهته قال علي العمراني: "إن أهم نجاحات البلد لم تتحقق إلا بالحوار فالوحدة تحققت بالحوار وعندما انسدت آفاق الحوار انتهينا إلى حرب صيف 94 التي مازلنا نعاني تبعاتها إلى الآن". وأكد العمراني أن ما "تعانيه البلاد اليوم من حوثي في صعدة وحراك في الجنوب وقاعدة أيضا ماهو إلا نتاج لانسداد أفق الحوار". ودعا العمراني رئيس الجمهورية إلى توخي هذه المشكلة وأن يعمل على الحوار، داعيا النواب إلى أن يثبتوا اليوم أنهم أصحاب إرادة وأن ينزع مشروع تعديل قانون الانتخابات من جدول الأعمال. من جهته قال النائب المستقل صخر الوجيه: إن قانون الانتخابات المدرج في جدول الأعمال انتهى في 2008، متسائلا: من الذي بعث القانون من جديد؟.. من هذا الدب القطبي الذي صحا من نومه بعد عام ونصف وأعاد لنا هذا القانون من جديدة بهدف عرقلة الحوار؟. واتهم الوجيه النظام والمجلس بالاستمرار في إجراءاتهم غير الشرعية منذ توقيع اتفاق فبراير، مضيفا: إذا لم ينفذ اتفاق فبراير فشرعيتنا مطعون بها. من جهته نصح النائب المؤتمري عبدالعزيز جباري المعارضة المتمثلة في اللقاء المشترك بعدم اعتراض طريق المؤتمر إذا كان يريد أن يمضي في الانتخابات منفردا "فالشعب أدرك أنهم فاشلين والشعب يشتمهم في كل مكان". وعبر عن استغرابه أن تصبح الانتخابات وسيلة للتهديد لدى الحزب الحاكم، مخاطبا هيئة الرئاسة بالقول: "أنتم فاشلين وما عاد أحد سينتخبكم وإذا انتم ما تشوفوا الوضع فأنتم مجانين". من جهته أكد النائب عبده بشر أن لجنة الإنتخابات شأنها متعلق بما تتوصل إليه لجنة الحوار، داعيا إلى عدم مناقشة تعديل قانون الإنتخابات إلا بعد تقديم تقرير من لجنة الحوار. وشدد زيد الشامي نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح على ضرورة أن تلغى نقطة تعديل قانون الإنتخابات من جدول الأعمال. من جهته أكد سلطان العتواني رئيس الكتلة البرلمانية للتنظيم الوحدوي الناصري على ضرورة توفير الأجواء للحوار وأن لايكون المجلس زارعا للألغام وأن يكون نازعا لها. وقال: "العالم كله اليوم يدعو اليمنيين للحوار ونحن في مجلس النواب أمام هيئة رئاسة تعمل على عرقلة الحوار". متهما هيئة رئاسة مجلس النواب بمحاولة تفجير الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن. داعيا هيئة الرئاسة إلى إلغاء بند تعديل قانون الإنتخابات إذا كانت حريصة على مصلحة البلاد. وأضاف: "إذا أرادت هيئة الرئاسة المضي في التصويت، فسنقول أمضي أما نحن فلن نعود إلى هذا المجلس.. خذوا هذا المجلس مثلما أخذتم بقية المؤسسات". وقال: البلاد اليوم تعيش أوضاع "زنخة" بسبب العقلية "الزنخة". مضيفا: "إذا كنتم مصممون على تهجير الشعب اليمني فلا داعي أن تحركوا المدافع والطائرات وتقتلوا الناس لكن قولوا لنا بصراحة أخرجوا". وأكد العتواني "أن اليمن ليست ملكا لأحد وهي ملك للجميع, ونحن والشعب معنا سنكنسكم من طريقنا إذا فكرتم أنكم ستستأثرون بالبلاد، ولن نسمح للعابثين بأن يسوقوا البلاد إلى الهاوية". من جهته أكد النائب عبدالرزاق الهجري أن "البلد مشتعلة ولا داعي أن يزيد المجلس من اشتعالها". متهما أطرافا في السلطة بأنها لا تريد للحوار أن ينجح وهذه الأطراف تضع الأشواك في الطريق. وتساءل الهجري: "هل من المصلحة اليمن إدراج قانون اللجنة العليا للانتخابات في جدول الأعمال بعد اتفاق فبراير؟". مضيفا: "إدراج القانون هو محاولة لعرقلة الحوار فالجميع يعرف أن اللجنة العليا للانتخابات هي مؤسسة من مؤسسات السلطة وتتحرك بالريموت كنترول والشريف والجندي لايظهرون عبر وسائل الإعلام إلا بعد أن يأخذوا إذن من السلطة". وخاطب الهجري هيئة رئاسة مجلس النواب قائلا: "إذا أردتم أن تمضوا في الإنتخابات منفردين فامضوا لكن هذا عبث والبلد ما عاد يتحمل هذا العبث". ودعا الهجري المؤتمر والمشترك أن "يتعاملوا بمسئولية مع الحوار، وأن يتقوا الله في هذا البلد وأن يسيروا في الحوار بعيدا عن التصريحات التي ترمى هنا وهناك". وكان الطرفين المؤتمر الحاكم وأحزاب المشترك المعارضة اتفقوا على التعديلات في 2008م قبل سقوطها في 18 أغسطس ذلك العام مع تخلف المعارضة تسليم أسماء ممثليها في اللجنة العليا للانتخابات التي كان مقرر إعادة تشكيلها في ضوء التعديلات. وحيال ذلك أكد رئيس البرلمان المؤتمري يحيى الراعي أن الشرعية للمؤسسات الدستورية والقانونية بما فيها مجلس النواب فيما الاتفاقات السياسية خارجه تكتسب مشروعيتها باستكمال الإجراءات في المجلس. ونوه الراعي إلى مداهمة الوقت للاستحقاق الانتخابي النيابي في 27 إبريل السنة المقبلة، مشيراً ذات الحين إلى إمكانية تجاوز العقبات الزمنية إذا صدقت النوايا لدى الأطراف المتحاورة ولم يرى مانعاً من المضي في التصويت على تعديلات قانون الانتخابات المتفق عليه والاستمرار في الحوار الجاري بين المؤتمر وحلفائه وأحزاب المشترك من خلال مابات يعرف بلجنة الثلاثين المنبثقة عن لجنة المائتين المشكلة من أحزاب سياسية ومنظمات مدنية وقوى اجتماعية. وتضمن مشروع تعديلات مواد القانون رقم « 13 « لسنة 2001م بشأن الانتخابات العامة والاستفتاء في اليمن الذي أحاله مجلس الوزراء إلى البرلمان أواخر يوليو 2008م . وتنص المادة الأولى من المشروع على تعديل المواد ( 2 / ز ر 4 / ه ر 12 ر 13 ر 14 ر 15 ر 16 ر 21 / ه / و ر 24 / ج ر 25 ر 28 ر 33 ر 37 ر 39 ر 40 ر 50 ر 51 ر 61 / أ ر 98 ر 100 / ب ر 103 ر 104 ر 105 ر 106 ر107 ر 121 ر 125 ر 127 خامسا ر 142 ر 144). ويأتي هذا التعديل لتلافي جوانب القصور التي ظهرت خلال الفترة الماضية من تطبيق القانون، وتعزيز الضمانات الانتخابية .واستفادة من توصيات الاتحاد الأوروبي الصادرة بعد الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى ما سبق واتفقت عليه الأحزاب السياسية في اتفاق المبادئ . ويتضمن مشروع التعديل بدرجة رئيسية القضايا المتعلقة بالتوسع في مجال الطعون وتقرير الحق في الطعون على المرشحين للانتخابات النيابية والمحلية أثناء فترة الترشيح إلى جانب تعزيز الضمانات لحيادية الوظيفة العامة والمال العام ووسائل الإعلام الرسمية أثناء الحملات الانتخابية . وكذلك إقرار الحق في تقديم الشكاوى الإدارية أثناء العمليات الانتخابية وتنظيم إجراءات تقديم الشكاوى إضافة إلى تعزيز النصوص الحالية التي تؤكد استقلالية وحيادية اللجنة العليا، وتنظيم أمن الانتخابات والتوسع في تنظيم حق الرقابة على العمليات الانتخابية سواء أكانت رقابية محلية أم أجنبية وتحديد حقوق والتزامات المراقبين .