شنت طائرات حربية صهيونية، سلسلة غارات استهدفت أراض فلسطينية خالية جنوبي قطاع غزة، فيما أعلنت إسرائيل عن سقوط حوالي خمسين صاروخا من غزة على مدن جنوبية. وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أدرعي، بدء عملية «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة. وكتب «أدرعي»، في صفحته على «فيس بوك»، صباح الثلاثاء: «عاجل: جيش الدفاع يطلق عملية (الجرف الصامد) في قطاع غزة ضد قدرات ومصالح حركة حماس الإرهابية ردًا على استمرار إطلاق الصواريخ نحو جنوب إسرائيل». وقال شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول إن طائرات حربية إسرائيلية شنت سلسلة غارات على أراض فلسطينية خالية جنوبيغزة، ولا أنباء عن إصابات بشرية. وأضافوا أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضا أرض خالية شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، دون وقوع إصابات. كما قصفت أراض خالية في منطقة السودانية شمالي مدينة غزة، دون وقوع إصابات، وألحقت أضرارا مادية بعدد من المنازل. وفي وقت سابق اليوم، قصفت مقاتلات إسرائيلية بعشرين صاروخا أراض فلسطينية قريبة من الحدود الشرقية لجنوبي مدينة رفح أقصى جنوبيغزة. وأفاد مصادر طبية فلسطينية بأن القصف الإسرائيلي للحدود الشرقية لمدينة رفح لم يسفر عن إصابات بشرية. بينما ألحقت الغارات الإسرائيلية أضرارا بالغة في عشرات المنازل والأراضي الزراعية الفلسطينية القريبة من موقع القصف. فيما أصيب طفل فلسطيني جراء غارة إسرائيلية على شمالي القطاع، الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب أشرف القدرة إن "طفلا يبلغ من العمر 4 أعوام أصيب بجروح متوسطة في غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية على شرقي بلدة جباليا شمالي غزة". وأوضح القدرة في تصريح لمراسل الأناضول، أن طواقم الإسعاف نقلت الطفل المصاب إلى مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع لتلقي العلاج. على الجانب الآخر، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية (تابعة للجيش) طلبت من المجالس المحلية في التجمعات السكانية الإسرائيلية الجنوبية إعداد وفتح المخابئ أمام المدنيين. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، في تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "طلبت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من المجالس المحلية في التجمعات السكانية الإسرائيلية الجنوبية وعسقلان وأسدود وبئر السبع، فتح وإعداد الملاجئ" للمدنيين. وجاء ذلك بعد أن قال الجيش الإسرائيلي في حسابه على "تويتر"، مساء اليوم، إن حوالي خمسين صاروخا أطلقت على إسرائيل من غزة. وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن قيادة الجبهة الداخلية حظرت مساء اليوم عقد اجتماعات أو إجراء حفلات يشارك فيها أكثر من 500 إسرائيلي في التجمعات السكنية التي تبعد حتى 40 كم عن الحدود مع غزة بما فيها بئر السبع وأسدود وعسقلان (جنوب) على خلفية إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، إسقاط منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ خمسة صواريخ فوق مستوطنة نتيفوت جنوبي إسرائيل وثلاثة فوق أسدود. وذكرت الإذاعة أن صفارات الإنذار دوت في جنوبي إسرائيل، في إشارة إلى احتمال تواصل إطلاق الصواريخ من غزة. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان مساء اليوم، عن قصف مواقع وبلدات إسرائيلية محاذية لغزة بعشرات الصواريخ. وقالت الكتائب إنها قصفت "مواقع في نتيفوت وأوفكيم وأسدود وعسقلان (جنوبي إسرائيل) بعشرات الصواريخ رداً على العدوان الصهيوني". وفي تصريح لمراسل "الأناضول" للأنباء مساء الاثنين، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة "حماس" أن "إسرائيل هي من بدأت العدوان على شعبنا وعليها أن تتحمل كل تبعات تفجير الأوضاع مع شعبنا". وتابع "ما تقوم به المقاومة وهو في إطار واجبها الوطني، والعدو الإسرائيلي هو الذي خطط وبدأ العدوان في غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948"، موضحا أن "كل الخيارات مفتوحة أمامها للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني". وأكد برهوم أن الشعب الفلسطيني ومقاومته أطلقوا انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال "تحت اسم انتفاضة القدس". وشدد على أن "انتفاضة القدس" ستشتعل في كل مكان من أرض فلسطين من أجل الدفاع عن الكرامة والحرية وعن حقوق الشعب الفلسطيني. وقال برهوم إن "حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام منخرطة بالكامل في هذه الانتفاضة بكل أدوات المقاومة"، داعيا الشعب الفلسطيني للانخراط في الانتفاضة ضد إسرائيل بكل قوة. وقال المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، لوكالة الأناضول، إن "شعبنا لن يستسلم لجرائم الاحتلال، والمقاومة لن تسمح له بفرض شروطه، وسيدفع الثمن والأيام بيننا". فيما ذكرت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي أن عدد الصواريخ التي أطلقت من غزة على مناطق مختلفة بإسرائيل مساء اليوم بلغت نحو 70 صاروخا، وتجاوزت حاجز 40 كم. وأضافت القناة أن القصف أدى إلى وقوع حالة إصابة واحدة. وشهد مساء اليوم إطلاق صفارات الإنذار في مدن رحوفوت ويافنيه ونيس تسيونا، وسط إسرائيل، بحسب المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد. وقال روزنفيلد في تغريدة على "تويتر" اليوم إن "صفارات الإنذار دوت في مدني رحوفوت ويافنيه ونيس تسيونا". ولم يؤكد روزنفيلد سقوط صواريخ على تلك المدن، لكنه أكد سقوط صواريخ على جنوبي إسرائيل. وعادة ما تصل الصواريخ الفلسطينية إلى البلدات والمدن جنوبي إسرائيل. وتطلق صافرت الإنذار في حال اقتراب صاروخ من السقوط على المنطقة. من جانبها، أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية مساء اليوم إطلاق عشرات الصواريخ على جنوبي إسرائيل . ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين بساكي قولها إن "الولاياتالمتحدة تدين بشدة إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الإراضي الإسرائيلية". وأعربت بساكي عن تأييد واشنطن ل"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". وسبق الإدانة قيام وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري بالاتصال هاتفيا اليوم برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث تفاقم الأوضاع الأمنية. وحث الوزير الأمريكي، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، على التحلي بضبط النفس. وفي تغريدة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي، على "تويتر"، إن "مسلحين من غزة فتحوا النار على دورية للجيش الإسرائيلي عند السياج الأمني الحدودي مع القطاع". ولم توضح التغريدة مكان الحادث أو ما إذا كان إطلاق النار أدى إلى إصابات أو أضرار. كما قال الجيش الإسرائيلي، في بيان له، بأن "طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أغارت على نفق جنوبيغزة". ومضى قائلا إنه "تم شق هذه النفق من قبل حماس لتنفيذ هجمات إرهابية معقدة ضد المدنيين الإسرائيليين والجنود الإسرائيليين في الأراضي الإسرائيلية". ولم يعط الجيش الإسرائيلي مزيدا من التفاصيل عن هذا النفق المزعوم. ويأتي هذا التصعيد ضمن رد الفعل الإسرائيلي على اختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، يوم 12 من الشهر الماضي، والعثور عليهم قتلى يوم الإثنين الماضي. وتحمل تل أبيب "حماس"، التي تعتبرها "منظمة إرهابية"، المسؤولية عن اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة، وهو اتهام ترفضه الحركة. ومنذ اختفاء المستوطنين الثلاثة، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية تشملغارات جوية وقصف بري وبحري على غزة سقط فيه قتلى وجرحى، واعتقالات طالت أكثر من 500 فلسطيني في الضفة الغربية، معظمهم من قادة ونشطاء "حماس". وخلال ال24 ساعة الماضية، قتل ثمانية فلسطينيين، بينهم ستة من كتائب القسام، وأصيب آخرون في سلسلة غارات جوية شنها سلاح الجو الإسرائيلي، مستهدفاً مناطق متفرقة في غزة، بحسب مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان.