كثيرة هي المعاناة التي يعانيها اهالي أرخبيل سقطرة ففي كل يوم خبر جديد لكنه خبريتعلق عادة بمشكلة من المشاكل أو رزية من الرزايا إنه الجزر المنسية أو الملقية في المحيط ، لاشيئ هناك يسير كما أريد له ولاشيئ يراد له أن يكون مثلما يجب أن يكون في غيرها من بلاد الله ، إنها ظروف الجزيرة عبارة دأبت السلطة على ترديدها وأقنعت بها أهالي سقطرى أنفسهم ، فالمرضى يعانون في مستشفى حديبوا دون اهتمام ودون عناية ، ظروف الجزيرة والتعليم مشلول بنقص المعلمين والإمكانيات ظروف الجزيرة والمواد الغذائية والوقود منعدم في أكثر الأوقات وعلى ظروف الجزيرة وهكذ سلسلة من الأزمات تحمل المجهول ظروف الجزيرة ( كان من الأفضل أن نقول ظروف السلطة) اما أم الكوارث فهو ذلك المحيط الذي لم يكتف بابتلاع سقطرى نفسها بل ظل دائما يقتات من أرواح أبنائها وفي نهم وتشه شديدين . مكتوب على السقاطرة أن ينظروا إلى البحر بنظرتين مختلفتين الأولى نظرة امل ورغبة فعبر البحر يأتي الغذاء والدواء وعبره يرجع الأحباب بعد الإغتراب ومنه تستخرج الأرزاق على حد قول الصيادين ولكن .... هذا هو البحر الذي يبتلع الآخرين وهذا هو الذي تاه فيه العشرات واختفوا والبعض منهم إلى الأبد أب وابنه في حالة وخلال رحلة طالت هذه المرة وإلى الأبد في حين جفت دموع ثكلا هنامك على الساحل وفي انتضار لما يجود به الموج . ومثلهما آخرين وآخرين في هذ الأسبوع كانت سقطرى على موعد مع قصة حزينة من هذه القصص 15 طالبا قرروا كغيرهم السفر إلى حضرموت بحثا عن العلم الذي حرموا منه في سقطرى للإلتحاق بالجامعة استطاعوا إقناع آبائهم بتوفير تكاليف السفر وبقلوب ملؤها الأمل يذهبون إلى مكاتب شركات الطيران في سقطرى ، اليمنية موقفة والسعيدة ارتفعت أسعارها 30000 قيمة تذكرة إلى حضرموت هنا بدأ الدرب يضيق والآمال تتلاشى لكنت الإصرار أكبر كان لابد من حل وكان الحل كالعادة من البحر ينادي به الموج الهادر لكن البحر كالعادة . البحر ياولدي من دخله مفقود ومن خرج منه مولود تردد إحدى الأمهات . وفي الصباح كانوا على ظهر السفينة المتوجهة إلى المكلا والتي من المتوقع وصولها إلى الشاطئ الآخر خلال ثمانية وأربعين ساعة. لكن الرحلة طالت وطالت لتمتد تسعة أيام بلياليها ودوار البحر والخوف والقلق والتيهان. تلقى أهاليهم خبر الإختفاء كالصاعقة حصل المتوقع وهذ هو البحر مرة أخرى يلتهم فلذات الأكباد. وهذا هو إنجازات الدولة هنا لم يختلف شيئ عما كنا عليه قبل عشرات السنين يقول علي أحمد محمد احد المواطنين ويضيف آباؤنا كانوا يتيهون لصعوبة وسائل النقل وها نحن الآن مثلهم فما الفرق ؟ عارف علي قريب أحد الطلاب التائهين في السفينة يقول هذه السلطة لا تقيم للإنسان أي اعتبار ليس هناك أي اهتمام بالمواطن. السلطة هنا في سقطرى دأبت طيلة أسبوع اختفاء الطلاب على الإحتفال بأعياد الثورة وفي حين تعيش الجزيرة في حزن عميق على المفقودين تقام في الميدان الرئيسي ليلات حافلة بالغناء والرقص ابتهاجا بالثورة . وكان الأجدر أن توفر الدولة وسائل نقل آمنة لمواطنيها ترجمة لأهداف الثورة حتى يشعر المواطن بالكرامة والقيمة كمواطن يحيا في وطنه . لو ضاع حيوان في دولة ستحشد الجهود والأموال والوسائل للبحث عنه اما عشرات المواطنين في اليمن فلا أحد يسأل عنهم ولايكترث لمصابهم أجل ضياع 15 طالبا و7 بحارة معناه كارثة حلت ب 22 أسرة في سقطرى معناه هناك العشرات من المواطنين يعيشون لحظات مشحونة بالقلق والخوف ولمدة تسعة أيام فمن زار هؤلاء ومن طمأنهم ومن ساعدهم ومن سأل عنهم لاأحد وإذا كانت السلطة لاتعرف واجبها فهذه مصيبة وإذا كانت تعرف ولكن لاتقوم به فالمصيبة أعظم.