أشارت صحيفة "الراية" القطرية إلى أنه "من المؤسف أن تتدهور الأوضاع باليمن السعيد وتصل إلى حد أن يعلن الحوثيون تغيير قرار حكومي رسمي بشأن العطلة الأسبوعية من السبت إلى الخميس ويطبقونه في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات التي يسيطرون عليها"، معتبرة أن "في ذلك ليس تحد للحكومة اليمنية ولا الشعب اليمني فقط وإنما للمجتمع الدولي، ولذلك فليس هناك وصف لهذا القرار سوى أنه إلغاء للدولة اليمنية والهيمنة عليها من قبل فصيل واحد لا يعترف بشرعية مؤسسات الدولة". ولفتت الى أن "الحوثيين أدخلوا اليمن في أزمة حقيقية بعدما تمددوا وتغلغلوا في جميع مؤسسات الدولة وألغوا القرارات حتى وصلوا مرحلة إلغاء العطلة الأسبوعية في تحدٍّ واضح لقرار مجلس الوزراء اليمني الذي قضى بأن تكون العطلة الرسمية يومي الجمعة والسبت. ولذلك عليهم أن يدركوا أنهم مسؤولون مسؤولية مباشرة عن تداعيات هذا الوضع الخطير الذي وصل إليه اليمن والذي يهدد ليس بتفتيت وحدة الدولة فقط وإنما بإلغاء الدولة نفسها وتقويض وحدتها الوطنية"، مشددة على أن "الحفاظ على اليمن الموحد مسؤولية الجميع وأولهم الحوثيون الذين أصبحت لهم اليد الطولي في أمر البلاد بعد سيطرتهم على مفاصلها، وأن هذا لن يتحقق إلا بتخليهم عن طموحاتهم السياسية التي تهدف لإلغاء الآخر والاستماع إلى صوت العقل باعتبار أن ما يقومون به غير مقبول وسيغري الجميع للتحرك في مواجهتهم وأن هذا يعني اندلاع الحرب الأهلية وسيطرة القاعدة التي استغلت الأوضاع وبدأت في السيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن". ورأت الصحيفة أن "المسارات الثلاثة التي أعلنها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي للعمل بها خلال الفترة المقبلة تحت مزاعم مكافحة الفساد والإصلاح وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الشراكة تشكل تقويضاً واضحاً للدولة اليمنية ومؤسساتها وتؤكد أن طموحات الحوثيين أكبر من الشراكة في الحكم والتي لم يلتزموا بها وتؤكد بوضوح أنهم لم يعترفوا بسيادة الدولة اليمنية رئاسة وحكومة وجيشاً وأنه من المهم أن يدرك جميع اليمنيين أن ما يقوم به الحوثيون أمر غير مقبول وأن ممارساتهم تدل على عدم التزامهم باتفاقية السلم والشراكة الوطنية". وأكدت "ضرورة استعادة الدولة اليمنية دورها ووظيفتها"، مشيرة الى أن "هذا مرهون بالتزام الجميع وأولهم الحوثيون بالاتفاقيات التي تنظم عملية الانتقال السلمي للسلطة، بدءاً بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وانتهاءً باتفاق السلم والشراكة". وأوضحت أن "الجميع يدرك أن اليمن يواجه تحديات هائلة وأن حكومة الكفاءات تتصدى لمهمة ثقيلة متعددة الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية وأن تصرفات الحوثيين تعرقل ليس عمل الحكومة فقط وإنما تلغي مؤسسات الدولة وسيادتها عليها وأن عليهم الاعتراف بأن اليمن يعيش ظروفاً استثنائية خاصة وأنهم مسؤولون أكثر من غيرهم عن أسباب هذه الظروف بسبب سيطرتهم على مفاصل الدولة وتغلغلهم في العديد من المؤسسات الحكومية وإلغاء الدولة اليمنية نفسها".