"وافق يوم الجمعة موت نظام مرحلة ما بعد الربيع العربي المدعوم دوليًا في اليمن. لقد تم حل البرلمان والحكومة من قبل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، والذين استولوا على صنعاء في أواخر عام 2014." بهذه المقدمة استهلت مجلة بزنس إنسايدر تقريرها حول اليمن. وقالت المجلة الأمريكية في التقرير الصادر اليوم المنشور على موقعها الالكتروني: "كان الرئيس المخلوع، عبد ربه منصور هادي، شريكًا موثوقًا للغاية للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وكانت الأممالمتحدة قد أرسلت مبعوثًا خاصًا بها لرعاية العملية الانتقالية الهشة في البلاد. ولكن كل هذه الجهود فشلت في منع انهيار الدولة كاملًا، وهو الانهيار الذي أتمه المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يوم الجمعة." وأضاف التقرير إن الخاسر الأكبر ر من سقوط الحكومة اليمنية هو الجارة الثرية، والقوية، إلى الشمال: المملكة العربية السعودية. مشيراً أنه في السنوات الأخيرة، تم بناء السياسة السعودية تجاه اليمن على أساس الحاجة إلى استقرار الحكومة في صنعاء، وعلى إغلاق الحدود الطويلة بين الدولتين. وكانت المملكة العربية السعودية الداعم المالي الرئيس للحكومة الانتقالية. الحكم الملكي في البلاد يخشى من أن انهيار اليمن من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التهديدات التي يشكلها كل من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكذلك الحوثيين، وهم الميليشيات المتحالفة مع إيران التي لا تزال تعتبر الرياض أهم منافس جيوسياسي لها. –حسبما تقول المجلة. وتشير بزنس إنسايدر أنه: "ومع ذلك، من المرجح أن ينظر السعوديون إلى تغير النظام في اليمن على أنه انتصار مثير للقلق لخصومهم في طهران." وقال ديفيد واينبرغ، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "لقد رأى السعوديون لبنان وهي تقع بيد الجهات المدعومة من إيران. وقد رأوا بغداد تسقط أيضًا". وأضاف: "إنهم يخشون من أن يحدث هذا في المنامة. وهم يرون هذا يحدث في صنعاء الآن. وبعد أن كانوا يعتقدون أن لديهم فرصة لاستعادة عاصمة شرق أوسطية أخرى من المدار الإيراني بعد بدء الانتفاضة في سوريا، تعرضت آمالهم للخذلان هناك". ووفقًا لبرقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس، قال ولي العهد الحالي ورئيس وكالة الاستخبارات السعودية آنذاك، الأمير مقرن بن عبد العزيز، لمستشار الأمن الأمريكي حينها، جون برينان، إن "الهلال الشيعي أصبح بدرًا، وهو ما يعني أن السعوديين باتوا محاطين بالمؤامرات الإيرانية". واختتمت المجلة بالقول: "وقد يجعل توسع النفوذ الإيراني في شبه الجزيرة العربية أيضًا المملكة العربية السعودية أقل تعاونًا مع الولاياتالمتحدة، حيث إنها تخشى من استسلام واشنطنلطهران في المفاوضات النووية الحالية. إسقاط الحكومة اليمنية هو "دسيسة إيرانية" أخرى سيكون لها نتائج غير معروفة بالنسبة للولايات المتحدة والشرق الأوسط الكبير."