بيان للمبعوث الأممي ''غروندبرغ'' قبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن    لا وفروا خدمات ولا حرروا صنعاء:    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    عدن تشهد اضراب شامل وقطع للطرقات احتجاجًا على تردي خدمة الكهرباء    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    دموع ''صنعاء القديمة''    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    مارب.. الخدمة المدنية تدعو الراغبين في التوظيف للحضور إلى مكتبها .. وهذه الوثائق المطلوبة    أرتيتا لتوتنهام: الدوري الإنجليزي يتسم بالنزاهة    صحيفة لندنية تكشف عن حيلة حوثية للسطو على أموال المودعين وتصيب البنوك اليمنية في مقتل .. والحوثيون يوافقون على نقل البنوك إلى عدن بشرط واحد    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    صورة حزينة .. شاهد الناجية الوحيدة من بنات الغرباني تودع أخواتها الأربع اللواتي غرقن بأحد السدود في إب    النفط يواصل التراجع وسط مؤشرات على ضعف الطلب    الحوثيون يبدؤون بمحاكمة العراسي بعد فتحه لملف إدخال المبيدات الإسرائيلية لليمن (وثيقة)    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    شاهد.. الملاكمة السعودية "هتان السيف" تزور منافستها المصرية ندى فهيم وتهديها باقة ورد    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    باريس يسقط في وداعية مبابي    دموع "صنعاء القديمة"    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    منصات التواصل الاجتماعي تشتعل غضباً بعد اغتيال "باتيس"    هل تُصبح الحوالات الخارجية "مكسبًا" للحوثيين على حساب المواطنين؟ قرار جديد يُثير الجدل!    للتاريخ.. أسماء الدول التي امتنعت عن التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    الأمم المتحدة تعلن فرار مئات الآلاف من رفح بعد أوامر إسرائيل بالتهجير    "أطباء بلا حدود" تنقل خدماتها الطبية للأمهات والأطفال إلى مستشفى المخا العام بتعز مميز    بمشاركة «كاك بنك» انطلاق الملتقى الأول للموارد البشرية والتدريب في العاصمة عدن    عدن.. ارتفاع ساعات انطفاء الكهرباء جراء نفاد الوقود    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    مصرع وإصابة 20 مسلحا حوثيا بكمين مسلح شرقي تعز    لو كان معه رجال!    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين يُواجَه الحرف بالحرب..!
نشر في الصحوة نت يوم 10 - 06 - 2015


* أصدقائي الأعزاء، رفاق النضال والوجع :
ﻟﻘﺪ جئت ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ عقدين ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ عام، قضيت ﺛﻠﺜﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ في الدراسة، ﻭﻫﺎ أنا أقضي معكم عمري اللحظي وقلبي هائم بكم وبقربكم..
ﻛﺎﻥ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺣﺮﻑ ﻭﺑﻌﺾ ﺣﺒﺮ ﻗﻠﻢ ، ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺒﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻷﻳﺎﻡ ﺗﺪﻭﺭ ، ﻓﻴﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﺘﻞ !!
شيء من البرود الأفقي يصيب ذهنيتي المثخنة بأوجاع وطن مذبوح، وحالة من الوجل تسيطر على مفرداتي القلقة..
لقد خضنا معارك عديدة يا رفاقي، ولكن لم يكن يخطر ببالنا يوما أو لوهلة أن الكلمة ستواجه بالتفخيخ وأن حملة الأقلام سيدونون في قوائم الموت وحوائط التصفية العرقية والجهوية والمذهبية والطائفية..
صرنا جميعا قيد التهديد يا اصدقاء ولم نعد نشعر بالأمان والموت يحاصر وجودنا من كل ناحية ويوشك على هدر أرواحنا بسادية موحشة..
الموت يا أصدقائي وحده من يربح في سوق البغاء السياسي وهو وحده من يراهن عليه الفاشلين وقطاع الطرق وزعماء العصابات..
ﺍﻧﺎ ﺍﻧﻌﻲ كل يوم صديق، لدي اصدقاء قُتِلوا ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﺮﺓ ﻭﻣﺮﺓ !!
ﻗﺘﻼ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ، ثم ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻊ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﺛﻢ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ
ﺍﻟﻘﺬﺭ ، ﺛﻢ ﻧﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ، ﺛﻢ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺣﻴﻦ يحتضن كل صديق صديقه ليودعا ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺛﻢ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ التي قد تمتد لأيام وربما لأسابيع !
ﻟﻦ ﻳﻀﺞ ﺃﺣﺪ ﻳﺎ اصدقائي، ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ،
ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﻭﻧﻔﻄﻪ !
نعلم يقيناً كيف ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺍﻟﺠﻬﻞُ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝُ ﺍﻟﺴﻼﺡَ، ﻭﺍﺭﺗﺠﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺳﻂ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ..
ﺍﺳﺘﻠﺐ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺣﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﻼﻝ ﻗﻬﺮ، ﻭﺳﻴﺎﻁ ﺇﺫﻻﻝ، ﻭﺗﻮﺍﺑﻴﺖ ﻣﻮﺕ .
ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ يا أصدقاء، ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺰﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻻ ﺃﻥ ﻧﺪﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﻬﺐ ﻟﻨﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻬﻴﻨﺔ
لقد ﺃﻧﻀﺠﺘﻜﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺃﻱّ ﺟﻴﻞٍ ﺳﺎﺑﻖ..
لذا ﺩﻋُﻮﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔٍ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ..
ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ...
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺃﺻﻮﺍﺗﻜﻢ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺗﺮﺳﻢ ﻛﻮّﺓ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀٍ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺩ
* الى أبطال المقاومة الشعبية :
ﺳﺘﺒﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺻﻨﻴﻌﺔ السعودية، وﻋﻤﻼﺀ، ودواعش، وتكفيريين، وخونة !
ﻭﺳﺘﺒﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﺃﺑﻄﺎﻻً، مقاومين، رافضي الذل، وقاهري الغزاة !
سيبقون هم ككل الغزاة..
تدفعهم المطامع و الأحقاد.. و يستقبلهم الخونة و التحوت.. و يكثر في أيديهم السلاح و العتاد..و يرتكبون الفضائع و الجرائم...
وستبقون أنتم ككل المقاومين..
تدفعكم الكرامة .. و تتبلغوا بالقليل.. و تقاوموا بما حصل... و تلزموا أنفسكم بسقف اخلاقي لا يؤمن به القتلة..
و ككل مرة..
يسميهم التاريخ غزاة.. و يسمي المتواطئين معهم خونة... و يسميكم مناضلين...
و في كل مرة..
لا يوزع التاريخ هذه الألقاب بناء على نتائج المعارك.. لذا ابقوا كما أنتم..!
وحدكم الحفاة، المجهولون، غير الآبهين بأن تستضيفكم الحدث، أو يذكركم حمدي البكاري، وحدكم من تصنعون المجد، فلا تتركوا السفلة، أوغاد المرحلة أن يقطفوا ذلك المجد.
وإياكم أن يسلبكم السماسرة مجداً تصنعوه كل يوم..
ولا يحبطنكم أبداً لغط الطاعنين بشرف هدفكم وسمو مقصدكم.. فنحن في زمنٍ مليئ بالأوغاد والسفلة.. وقاوموا أؤلئك الغزاة، فما ذلك الا أختياراً لطريقة موتكم، فغيركم خاض معهم طريق السلم والحوار فغدروه.. وَثِقَ بهم فخذلوه وقتلوه.. وأمين الرجوي خير دليل..
حتى أصحاب الأقلام، أضحى وجودهم غير آمن.. وأضحت البنادق في مواجهة الأقلام،
ولكن لتعلموا أن من يخاف من قلم وبضعة حروف فهو واهن وسرعان ماسنسمع دوي سقوطه..
وانا في طريقي إلى الله اقول لكم : قاوموهم قاوموهم قاوموهم
* إلى المتحوثين من المؤتمر :
لقد جعلتم المسوخ الكهفية كائنات الديناميت تغتصب حاضر اليمن وتدنس إرثها، ولكن لتعلموا أن ندوب ذلك الإغتصاب في أرواحكم لن تفارق مستقبلكم إن بقي لكم مستقبل، وسيأتي اليوم الذي لم يعد بحوزتكم ماتتفاخرون به أمام ابناءكم سوى انكم استطعتم إنجابهم رغم العهر والدعارة التي مارستموها مع مسوخ الكهوف الحوثية..
* الى البرابرة الحوثيين :
هروبي من بطشكم وتفاديي الموت على اياديكم ليس لأنني أخاف من الموت، فالموت لم يعد مرعباً لأن الحياة في وطن تحكموه ستكون أشد رعباً.. هروبي من الموت على اياديكم ليس الا لأني أخاف أن يأتي يوم الحساب عندما تجتمع الخصوم عند الله ويكون خصمي أحد مبردقيكم.. سأخجل من الله ان اشتكيه من أحد مسوخِكُم القذرين الذي لا يعرف من الله الا اسمه.. فأنا أريد حتى وإن كان خصماً اريد ان يكون خصماً شريفاً على الأقل..
* أمي الحبيبة :
ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺃﻥ ﻗﺴﻮﺕ عليكِ، هذه الفترة، ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻻﺧﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻲ ، ﺗﻄﺎﻭﻋﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ تعتادي ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ بدوني .
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺎ أمي، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﻴﺎﺏ !
أمي الحبيبة، ﺍﺭﺟﻮكِ ﻻ ﺗﺤﻘﺪي ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ، ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺗﻞ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺫﻝ، ﻭﻻ ﻣﺘﻮﺍﻃﺊ، ﻓﺎﻻﻳﺎﻡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻭﻛﻞ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ.
كنت كما علمتيني يا أمي وكما اوصيتيني.. فلم يكن حبري يوما ما ملوثا بالتبعية والخنوع، ولم يركع قلمي لأحد ولم تطأ قدمي منزل مسؤول أو شيخ أو أقف على الأبواب انتظر الفتات والبقايا، فلا زلت أتذكر كلماتكِ التي تتردد في ذهنيتي عندما قلتي بأنها في نهاية المطاف حياة قصيرة نعيشها بشرف أو نموت بكبرياء.. فأبنك لن يختار الا أن يعيش بشرف او يموت بكبرياء يا أمي..
وﺇﻥ ﻇﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ بأصحاب الأقلام بعض ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ، ﻓﻼ ﻳﺰعجكِ ﺫﻟﻚ يا أمي، ﻫﻲ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺻﻴﻒ ﻭﺳﺘﺰﻭﻝ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ كمن رحلوا من الأصدقاء، ﻭﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻛﻀﺤﻴﺔ ﻣﻔﺘﺮﺽ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﺎ أمي ﻭﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺛﻤﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪﺭﻧﺎ..
* وانتي ياحبيبه :
تمضي الأيام وامضي معها منتعلاً للخوف، ومتأبطاً للرعب، خائفاً من الموت، ومرعوباً من لعلعات الرصاص، كل هذا هروباً من أن أموت ولم التقيكِ او أحضى بساعة في حضرتِك، لأن الموت جبان ياحبيبه..
وإن كُتِب لي الموت فلا اريد الموت الا في عينيكِ تحت وطأة حبِك، لا أريد الموت في القبو تحت وطأة التعذيب، على يد المسوخ الحوثية التي وأدت أحلامنا، وصادرت حقوقنا، ودمرت بلادنا أرضاً وإنسان، ولأن الحياة والموت دون أن تكوني أنتِ القاسم المشترك بينهما لا تعني لي حياة، لذلك حاولت ياحبيبه أن اتوارى عن الموت الا أنه يلوح في الأفق ويقترب ويحملق فينا بنظرات شوقٍ هدامة ولعينه، إنه يلاحقنا ويعشقنا فقط لأننا نفكر..
فكلما اتجهنا للحب جرونا للحرب قسراً..لا ادري ماسر هذا التقارب بين الحب والحرب..
ولعلمك ياحبيبه بأن كل هؤلاء الغزاة مُسعِري الحرب هم من لم يستطيعوا إثبات نظرتهم في الحب لذلك أشعلوها حرباً..
هذه الفئة الباغية لا تعترف بالحب أصلاً..هي ترى الحب حراماً، بينما تعتبر القتل حلالاً وجهاداً في سبيل الله، والله بريء منها براءة الذئب من دم يوسف..
اﻋﺬﺭﻳﻨﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﺎحبيبه، ﻓﻘﻂ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ ﺣﺮﻭﻓﺎ، ﻛﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﻣﻨﻔﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ .
ﻫﻞ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻠﺤﺐ؟
ﺃﺣﺒﺒﺘﻚِ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﺇﺫﻥ، ﻭﺳﺄﺣﺒﻚِ ﺃﻛﺜﺮ .. ﻛﻲ ﻻ ﺃﺣﻘﻖ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺻﻨﺎﻉ الموت ﺑﺄﻥ ﺃﻛﺮﻫﻚ، ﻷﻧﻚِ ﻭﻃﻦ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﺣﻠﻰ ﻭﺃَﻣَﺮّ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺤﺐ..
لذلك إن عانقني الموت، وقبلتني أحدى رصاصاتهم الماجنة، فلا تغاري، وأبتسمي ولو على مضض، وأحتفظي بدموعك ياحبيبه، فسنلتقي هناك عند الله.. عندها سأطلب منه أن تكوني معي.. سأتوسل اليه بأن تكوني لي واكون لكِ.. ولأن الله كريم ورحيم فلن يخيب رجاءنا، سنلتقي حتماً وستكوني معي الى الأبد، حينها سنبكي فرحاً وستهتز أكفنا شكراً لله وتتراقص نبضات قلوبنا فرحاً من هيبة اللقاء وقدسيته..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.