مكونات حضرموت وشبوة تعلن تأييدها الكامل لقرارات الرئيس وتحمل الانتقالي المسؤولية عن أي تصعيد    الشورى يدعو لاجتماع طارئ لمواجهة تداعيات الاعتراف الصهيوني بأرض الصومال    الجامعة العربية تجدد إدانتها للتحركات العسكرية التي تهدف الى تثبيت واقع انفصالي يُهدد وحدة اليمن    اللقاء الأسبوعي السادس بين الحكومة والقطاع الخاص يؤكد الشراكة في دعم الاقتصاد الوطني    الإمارات ترد على البيان السعودي وتوضح ملابسات شحنة الأسلحة المستهدفة في ميناء المكلا    لجنة معالجة قضايا السجون تواصل جهودها للإفراج عن سجناء الحقوق الخاصة    وزارة الاقتصاد والصناعة تحيي ذكرى جمعة رجب بفعالية خطابية وثقافية    خلال 8 أشهر.. تسجيل أكثر من 7300 حالة إصابة بالكوليرا في القاعدة جنوب إب    الأرصاد يحذر من تشكّل الصقيع ويدعو المزارعين لحماية محاصيلهم    انقسام داخل مجلس القيادة: نصف المجلس يعتبر قرارات العليمي غير دستورية    توجه حكومي لحماية الصناعة المحلية: تسجيل 100 مشروع جديد وفريق فني لحل إشكالات الضرائب    المعادن النفيسة تسترد عافيتها: الذهب يصعد 1% والفضة تقفز 3%    اعلان حالة الطوارئ واغلاق مختلف المنافذ ومنح محافظي حضرموت والمهرة صلاحيات واسعة    مكون الحراك الجنوبي يعلن تأييده لبيان قائد الثورة بشأن الصومال    السيناريو الجديد في حضرموت.. عسكرة الموانئ وانفجار صراع الوكلاء    اتفاق الأسرى.. وخطورة المرحلة    أمريكا تزود الكيان بصفقة طائرات (اف 35)    تأهل 14 منتخبا إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا.. ووداع 6    الطيران السعودي ينفذ ضربة جوية في ميناء المكلا    نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    فلسطين الوطن البشارة    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حين يُواجَه الحرف بالحرب..!
نشر في الصحوة نت يوم 10 - 06 - 2015


* أصدقائي الأعزاء، رفاق النضال والوجع :
ﻟﻘﺪ جئت ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻗﺒﻞ عقدين ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ عام، قضيت ﺛﻠﺜﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ في الدراسة، ﻭﻫﺎ أنا أقضي معكم عمري اللحظي وقلبي هائم بكم وبقربكم..
ﻛﺎﻥ ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺣﺮﻑ ﻭﺑﻌﺾ ﺣﺒﺮ ﻗﻠﻢ ، ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺒﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻷﻳﺎﻡ ﺗﺪﻭﺭ ، ﻓﻴﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻬﻤﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻘﺘﻞ !!
شيء من البرود الأفقي يصيب ذهنيتي المثخنة بأوجاع وطن مذبوح، وحالة من الوجل تسيطر على مفرداتي القلقة..
لقد خضنا معارك عديدة يا رفاقي، ولكن لم يكن يخطر ببالنا يوما أو لوهلة أن الكلمة ستواجه بالتفخيخ وأن حملة الأقلام سيدونون في قوائم الموت وحوائط التصفية العرقية والجهوية والمذهبية والطائفية..
صرنا جميعا قيد التهديد يا اصدقاء ولم نعد نشعر بالأمان والموت يحاصر وجودنا من كل ناحية ويوشك على هدر أرواحنا بسادية موحشة..
الموت يا أصدقائي وحده من يربح في سوق البغاء السياسي وهو وحده من يراهن عليه الفاشلين وقطاع الطرق وزعماء العصابات..
ﺍﻧﺎ ﺍﻧﻌﻲ كل يوم صديق، لدي اصدقاء قُتِلوا ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﺮﺓ ﻭﻣﺮﺓ !!
ﻗﺘﻼ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺘﻄﺎﻑ ، ثم ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻊ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﺛﻢ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ
ﺍﻟﻘﺬﺭ ، ﺛﻢ ﻧﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ، ﺛﻢ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻕ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺣﻴﻦ يحتضن كل صديق صديقه ليودعا ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﺛﻢ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ التي قد تمتد لأيام وربما لأسابيع !
ﻟﻦ ﻳﻀﺞ ﺃﺣﺪ ﻳﺎ اصدقائي، ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ،
ﻭﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻹﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﻭﻧﻔﻄﻪ !
نعلم يقيناً كيف ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺍﻟﺠﻬﻞُ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝُ ﺍﻟﺴﻼﺡَ، ﻭﺍﺭﺗﺠﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺳﻂ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ..
ﺍﺳﺘﻠﺐ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺣﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﻼﻝ ﻗﻬﺮ، ﻭﺳﻴﺎﻁ ﺇﺫﻻﻝ، ﻭﺗﻮﺍﺑﻴﺖ ﻣﻮﺕ .
ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ يا أصدقاء، ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺘﺰﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻻ ﺃﻥ ﻧﺪﺍﺭﻱ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﻬﺐ ﻟﻨﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻬﻴﻨﺔ
لقد ﺃﻧﻀﺠﺘﻜﻢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺃﻱّ ﺟﻴﻞٍ ﺳﺎﺑﻖ..
لذا ﺩﻋُﻮﺍ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﻮﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺃﺣﻼﻡ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔٍ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ..
ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ...
ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺃﺻﻮﺍﺗﻜﻢ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺗﺮﺳﻢ ﻛﻮّﺓ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀٍ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﺩ
* الى أبطال المقاومة الشعبية :
ﺳﺘﺒﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺻﻨﻴﻌﺔ السعودية، وﻋﻤﻼﺀ، ودواعش، وتكفيريين، وخونة !
ﻭﺳﺘﺒﻘﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﺃﺑﻄﺎﻻً، مقاومين، رافضي الذل، وقاهري الغزاة !
سيبقون هم ككل الغزاة..
تدفعهم المطامع و الأحقاد.. و يستقبلهم الخونة و التحوت.. و يكثر في أيديهم السلاح و العتاد..و يرتكبون الفضائع و الجرائم...
وستبقون أنتم ككل المقاومين..
تدفعكم الكرامة .. و تتبلغوا بالقليل.. و تقاوموا بما حصل... و تلزموا أنفسكم بسقف اخلاقي لا يؤمن به القتلة..
و ككل مرة..
يسميهم التاريخ غزاة.. و يسمي المتواطئين معهم خونة... و يسميكم مناضلين...
و في كل مرة..
لا يوزع التاريخ هذه الألقاب بناء على نتائج المعارك.. لذا ابقوا كما أنتم..!
وحدكم الحفاة، المجهولون، غير الآبهين بأن تستضيفكم الحدث، أو يذكركم حمدي البكاري، وحدكم من تصنعون المجد، فلا تتركوا السفلة، أوغاد المرحلة أن يقطفوا ذلك المجد.
وإياكم أن يسلبكم السماسرة مجداً تصنعوه كل يوم..
ولا يحبطنكم أبداً لغط الطاعنين بشرف هدفكم وسمو مقصدكم.. فنحن في زمنٍ مليئ بالأوغاد والسفلة.. وقاوموا أؤلئك الغزاة، فما ذلك الا أختياراً لطريقة موتكم، فغيركم خاض معهم طريق السلم والحوار فغدروه.. وَثِقَ بهم فخذلوه وقتلوه.. وأمين الرجوي خير دليل..
حتى أصحاب الأقلام، أضحى وجودهم غير آمن.. وأضحت البنادق في مواجهة الأقلام،
ولكن لتعلموا أن من يخاف من قلم وبضعة حروف فهو واهن وسرعان ماسنسمع دوي سقوطه..
وانا في طريقي إلى الله اقول لكم : قاوموهم قاوموهم قاوموهم
* إلى المتحوثين من المؤتمر :
لقد جعلتم المسوخ الكهفية كائنات الديناميت تغتصب حاضر اليمن وتدنس إرثها، ولكن لتعلموا أن ندوب ذلك الإغتصاب في أرواحكم لن تفارق مستقبلكم إن بقي لكم مستقبل، وسيأتي اليوم الذي لم يعد بحوزتكم ماتتفاخرون به أمام ابناءكم سوى انكم استطعتم إنجابهم رغم العهر والدعارة التي مارستموها مع مسوخ الكهوف الحوثية..
* الى البرابرة الحوثيين :
هروبي من بطشكم وتفاديي الموت على اياديكم ليس لأنني أخاف من الموت، فالموت لم يعد مرعباً لأن الحياة في وطن تحكموه ستكون أشد رعباً.. هروبي من الموت على اياديكم ليس الا لأني أخاف أن يأتي يوم الحساب عندما تجتمع الخصوم عند الله ويكون خصمي أحد مبردقيكم.. سأخجل من الله ان اشتكيه من أحد مسوخِكُم القذرين الذي لا يعرف من الله الا اسمه.. فأنا أريد حتى وإن كان خصماً اريد ان يكون خصماً شريفاً على الأقل..
* أمي الحبيبة :
ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺃﻥ ﻗﺴﻮﺕ عليكِ، هذه الفترة، ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻻﺧﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻲ ، ﺗﻄﺎﻭﻋﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻥ تعتادي ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ بدوني .
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺎ أمي، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ،ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﻴﺎﺏ !
أمي الحبيبة، ﺍﺭﺟﻮكِ ﻻ ﺗﺤﻘﺪي ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ، ﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺗﻞ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺫﻝ، ﻭﻻ ﻣﺘﻮﺍﻃﺊ، ﻓﺎﻻﻳﺎﻡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻭﻛﻞ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ.
كنت كما علمتيني يا أمي وكما اوصيتيني.. فلم يكن حبري يوما ما ملوثا بالتبعية والخنوع، ولم يركع قلمي لأحد ولم تطأ قدمي منزل مسؤول أو شيخ أو أقف على الأبواب انتظر الفتات والبقايا، فلا زلت أتذكر كلماتكِ التي تتردد في ذهنيتي عندما قلتي بأنها في نهاية المطاف حياة قصيرة نعيشها بشرف أو نموت بكبرياء.. فأبنك لن يختار الا أن يعيش بشرف او يموت بكبرياء يا أمي..
وﺇﻥ ﻇﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ بأصحاب الأقلام بعض ﺍﻟﻈﻨﻮﻥ ، ﻓﻼ ﻳﺰعجكِ ﺫﻟﻚ يا أمي، ﻫﻲ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺻﻴﻒ ﻭﺳﺘﺰﻭﻝ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ كمن رحلوا من الأصدقاء، ﻭﻛﺎﺗﺐ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻛﻀﺤﻴﺔ ﻣﻔﺘﺮﺽ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻳﺎ أمي ﻭﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺛﻤﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﺪﺭﻧﺎ..
* وانتي ياحبيبه :
تمضي الأيام وامضي معها منتعلاً للخوف، ومتأبطاً للرعب، خائفاً من الموت، ومرعوباً من لعلعات الرصاص، كل هذا هروباً من أن أموت ولم التقيكِ او أحضى بساعة في حضرتِك، لأن الموت جبان ياحبيبه..
وإن كُتِب لي الموت فلا اريد الموت الا في عينيكِ تحت وطأة حبِك، لا أريد الموت في القبو تحت وطأة التعذيب، على يد المسوخ الحوثية التي وأدت أحلامنا، وصادرت حقوقنا، ودمرت بلادنا أرضاً وإنسان، ولأن الحياة والموت دون أن تكوني أنتِ القاسم المشترك بينهما لا تعني لي حياة، لذلك حاولت ياحبيبه أن اتوارى عن الموت الا أنه يلوح في الأفق ويقترب ويحملق فينا بنظرات شوقٍ هدامة ولعينه، إنه يلاحقنا ويعشقنا فقط لأننا نفكر..
فكلما اتجهنا للحب جرونا للحرب قسراً..لا ادري ماسر هذا التقارب بين الحب والحرب..
ولعلمك ياحبيبه بأن كل هؤلاء الغزاة مُسعِري الحرب هم من لم يستطيعوا إثبات نظرتهم في الحب لذلك أشعلوها حرباً..
هذه الفئة الباغية لا تعترف بالحب أصلاً..هي ترى الحب حراماً، بينما تعتبر القتل حلالاً وجهاداً في سبيل الله، والله بريء منها براءة الذئب من دم يوسف..
اﻋﺬﺭﻳﻨﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻳﺎحبيبه، ﻓﻘﻂ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺬﻳﺎﻥ ﺣﺮﻭﻓﺎ، ﻛﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﻣﻨﻔﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ .
ﻫﻞ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻠﺤﺐ؟
ﺃﺣﺒﺒﺘﻚِ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﺇﺫﻥ، ﻭﺳﺄﺣﺒﻚِ ﺃﻛﺜﺮ .. ﻛﻲ ﻻ ﺃﺣﻘﻖ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺻﻨﺎﻉ الموت ﺑﺄﻥ ﺃﻛﺮﻫﻚ، ﻷﻧﻚِ ﻭﻃﻦ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﺣﻠﻰ ﻭﺃَﻣَﺮّ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺤﺐ..
لذلك إن عانقني الموت، وقبلتني أحدى رصاصاتهم الماجنة، فلا تغاري، وأبتسمي ولو على مضض، وأحتفظي بدموعك ياحبيبه، فسنلتقي هناك عند الله.. عندها سأطلب منه أن تكوني معي.. سأتوسل اليه بأن تكوني لي واكون لكِ.. ولأن الله كريم ورحيم فلن يخيب رجاءنا، سنلتقي حتماً وستكوني معي الى الأبد، حينها سنبكي فرحاً وستهتز أكفنا شكراً لله وتتراقص نبضات قلوبنا فرحاً من هيبة اللقاء وقدسيته..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.