دشنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية اليوم بصنعاء "برنامج المساعدات الجديد الخاص بدعم الاستقرار وتقليص النزاع في اليمن " والذي يستمر لمدة ثلاثة أعوام. اتفاقية الدعم البالغة 121 مليون دولار لم ترق للحكومة اليمنية، التي قالت إن هذا الدعم لا يرقى لمستوى الشراكة بين اليمن وأمريكا وخصوصا في مجال مكافحة الإرهاب". وقال نعمان الصهيبي وزير المالية إن اليمن تعلق آمالا كبيرة على دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبارها شريك أساسي في التنمية والتخفيف من الفقر ومحاربة الإرهاب وأن هذه المبالغ لا تعبر عن الآمال الكبيرة التي كنا نطمح إليها. واعتبر الصهيبي "هذا السقف محدود مقارنة بإمكانات الولاياتالمتحدة". مضيفا " إن كل المانحين ينتظرون ماذا ستقدم الولاياتالمتحدةالأمريكية الشريك الأساسي والقوي لليمن ويبنون برامجهم وخططهم على ضوء ذلك ". وتمنى وزير المالية على شركائنا الأمريكان "زيادة وتطوير الدعم كي يتحفز بقية المانحين لدعم اليمن خصوصا وأننا أمام تحديات كبيرة تمر بها اليمن". وأيد عدد من الوزراء الحاضرين ما ذهب إليه الصهيبي، وقال وزير الداخلية اللواء مطهر المصري إن "هذا المبلغ بسيط جدا ولا يحقق حتى الغرض الأول لزيادة الاستقرار وهو معالجة البطالة التي أكد أنها سبب رئيسي في التحاق كثيرا من الشباب بالتنظيمات الإرهابية نتيجة الفراغ الذي يعيشوه". وقال المصري: لو أن شركائنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية تمكنوا معنا من تحقيق هدف مكافحة الإرهاب الذي هو هم كبير لدى كافة الشركاء فإن بمقدور الحكومة اليمنية لوحدها تمويل وتحقيق بقية الأهداف التنموية. القائمة بأعمال السفارة الأمريكية آنجي براين ذكرت الحاضرين ب"قلق المانحين فيما يتعلق بالفساد المالي والإداري، وكذا المسئولية المحاسبية والطاقة الاستيعابية لدى الحكومة اليمنية". وقالت إن هذه الجهود ستساعد على تحسين حياة الشعب اليمني من خلال الحصول على الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية وتعزيز الحكم. وأكدت أن الوكالة الأمريكية ستراقب فعالية استثماراتها بدقة، وتقيمها فيما يتعلق بتهدئة دوافع عدم الاستقرار في اليمن، وأنها ستعدل نهجها حسب الحاجة. وكان نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الأرحبي أكد في كلمته الافتتاحية أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية شريك تنموي هام بالنسبة للجمهورية اليمنية وقد قدمت دعما كبيرا عبر عقود من الزمن". وأضاف: "نحن مسرورون للغاية للتقدم الذي شهدته العلاقات اليمنية الأمريكية في مجال رفع الدعم التنموي بمعدلات عالية وهو ما كنا نطمح إليه منذ فترة طويلة ". واستطرد الأرحبي - مثمنا دعم الولاياتالمتحدة خلافا لزملائه في الحكومة- قائلا إن "الوضع الذي وصلت إليه العلاقات التنموية بين البلدين مرضية ونتطلع للمزيد". وأشار إلى ما لمسه من اهتمام كبير لدى المسئولين الأمريكيين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن واستعداد لمواصلة الدعم بوتيرة عالية لخدمة التنمية في اليمن. ولفت إلى اعتماد الولاياتالمتحدةالأمريكية دعم 3 برامج رئيسية بكلفة 183 مليون دولار ولمدة خمس سنوات تتمثل هذه البرامج في إحياء المجتمعات المحلية، الاستجابة للحكم الجيد، المراقبة والتقييم. ويشكل هذا اللقاء –بحسب بلاغ صحفي للسفارة الأمريكية- بداية سلسلة من الاجتماعات الربع سنوية المقررة بين الوكالة الأمريكية والحكومة اليمنية وذلك لتنسيق الأهداف المحددة في اتفاقية الدعم البالغة 121 مليون دولار الموقعة من قبل الوكالة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي في شهر سبتمبر 2009م. حضر اللقاء وزراء ونواب كلا من وزارة التخطيط والتعاون الدولي والمالية والإدارة المحلية والصحة والتعليم والعدل والزراعة والري والداخلية والعمل والشباب والرياضة والمياه والبيئة، وكذا ممثلو اللجنة الوطنية للمرأة وصندوق الرعاية الاجتماعية والصندوق الاجتماعي للتنمية. وقد قام مدير الوكالة الأمريكية جيفري آشلي بعرض خطط تنفيذ الإستراتيجية ورد على أسئلة وإستفسارات الحاضرين.