نشر موقع ( الصحوة نت) بتاريخ 13-11-2010م خبرا مفاده ان السلطات اليمنية رحلت أكثر من 300 ارتيري جوا إلى العاصمة الاريترية ، وأضافت مصادر مقربة من المنظمة الدولية للهجرة ان السلطات اليمنية رحلت الأربعاء 316 اريتري على دفعتين وعلى متن طائرة الى بلادهم ، وان معظم هؤلاء الارتريين ممن تسللوا إلى اليمن ودخلوا إليها بطرق غير شرعية خلال السنوات الماضية] انتهى كلام الصحوة نت، وهو موقع متميز ، نشكره على ايراد الخبر ومتابعة أخبار ارتريا . لا اعتقد أن الحكومة اليمينة ، والشعب اليمني يخفى عليهم ما يعانيه الشعب الأرتري في داخل بلده ، ولا بأس من الإشارة السريعة والمختصرة حتى اقيم الحجة على من لا يعلم . بقيادة الرئيس الأرتري الحالى – أسياس افورقي - دخلت ( الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا ) العاصمة اسمرا ، بعد ان تمكنت من كسر شوكة الإحتلال الإثيوبي وطرده من البلاد ،وهي بلا شك من اللحظات الجميلة النادرة في حياة الشعب الأرتري الذي عانى طويلا من الظلم والقمع والإستبداد ، فقد تعاقيت عليهم استعمارات مختلفة ، ظل يقاومها أجيالا وراء اجيال ، وها هو اليوم ينعتق وينال حريته ، ويأخذ موقعه في الخريطة الدولية ، وترفرف أعلامه في المحافل المختلفة .
القشة التي قصمت ظهر البعير :
عندما حررت الثورة الأرترية بلادها كانت منقسمة على نفسها ، وكان اقوي تنظيم آنذاك هي الجبهة الشعبية الحاكمة حاليا ، وكانت هناك تنظيمات مثل جبهة التحرير ، وحركة الجهاد الإسلامي وغيرهما ، ولم يكن لهذه التنظيمات تواجد قوي داخل الساحة ، ولكن كان من المفترض رجوعهم الى بلدهم مباشرة بعد زوال الأسباب ومجيئ الإستقلال كعادة كل مناضل وجندي وشعبي هجر بلده بسبب الإستعمار ، ولكن الفصيل الذي جاء الإستقلال على يده ، رفضت عودة تلك التنظيمات ، وأعلن أنه لا يقبل بتكوين أي كيان داخل البلد ، وزعم أن ذلك سوف ينظم عبر دستور سوف يقر لا حقا- ( لكن للأسف أصبح رئيس البلد هو الدستور والقانون )- وطلب من كل قيادات التنظيمات والكيانات المختلفة الذين يرغبون بالعودة أن تكون العودة فردية ، وحاولت تلك التنظيمات بكل السبل من ايصال صوتها لحكومة الأمر الواقع ، ولكن كان الرد التجاهل ، والتهميش ، بل السخرية والإستهزاء ، مع ان البعض غامر ورجع ، ولكنه وجد نفسه مرميا في شوارع اسمرا ، وحاول البعض البحث عن واسطة او حذوة يقدمها عند الرئيس ، ولكن كانت خيبة الأمل هي المصاحبة .
التعامل بالسياط :
1- اول شيئ قامت به الثورة المنتصرة زج العلماء والدعاة في السجون والتهمة غير معروفة، وكل من يسأل عن اسير له يلحق به .
2- عدم الإعتراف بالشهادات العربية حتى لو كانت شهادات عليا .
3- قفل المعاهد الإسلامية والتي استمرت طوال ايام المستعمرين تقدم رسالتها التعليمية .
4- محاربة اللغة العربية ( عمليا ) وابقائها مجرد شعارات ونشرة أخبار مقولبة .
5- احتقار العرب، والسخرية من الأفارقة ، والتوجه تجاه المعسكر الغربي وربيبتهم إسرائيل .
6- الدخول في حروب عبثية مفتعلة مع دول الجوار ، اليمن ، السودان ، جيبوتي ، اثيوبيا.
7- نسبة لحاجة الهر المشاغب للدفاع عن نفسه ابقى المناضلين الذين قاتلوا طوال السنين الماضية في معارك مستمرة ، ولما لم يكف عددهم بدءوا يأخذون الشباب من الجنسين الى هيئات التدريب ، والقتال ، وغالبيتهم طلاب ثانويات وجامعات ، ووجد الشباب الأرتري نفسه مضطرا لخوض حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، ووجدت الفتاة الأرترية العفيفة نفسها تجبر أن تشارك الرجل في التدريب والمعارك . هذه الأسباب وغيرها دفعت الشباب الى مغادرة بلده وكان طبعيا أن يلجأ المضطر الى جاره ، وما زال النزيف مستمر في كل دول الجوار ، حيث يعبر يوميا الحدود اليمينة، والأثيوبية ، والجيبوتية ، والسودانية أعدادا هائلةا من الشباب، ولو قبض على أي شاب منهم وهو هارب فمصيره: إما السجن لفترات طويلة ، وجعله سخرية يحفر الأرض ، ويكسر الحجارة ، وينقل المياه ،او قتله والتخلص منه ،وقد قامت المعارضة الأرترية ، والمنظمات المدنية ، وهيئات حقوق الإنسان بمخاطبة دول الجوار الا يرجعوا هؤلاء الشباب الى الموت المحقق، وأنا أطمح أن يصل ندائي هذا عبركم الى مسامع كل دول الجوار بإعتباري داعية مسلم يهمه أمر وطنه ، وخاصة يوجد في سجن بلدنا علماء دين من كل المسلمين والمسيحين ، وهم من خيرة أبناء البلد ، وقد ظلوا لسنوات يدفعون الشباب الى مناصرة قضيتهم ، ويسلحونهم لذلك بالإيمان والعلم ، فكيف يكون جزاؤهم السجن والحرمان والقتل . واي حكومة ترجع الشباب الهارب الى ارتريا تتحمل امام الله ثم التاريخ مسؤوليتهم .
* محمد جمعة ابو الرشيد. إمام مركز اسلامي. بريطانيا [email protected] * المقال تلقته الصحوة نت عبر الإيميل