عن ابي هريرة ان الرسول قال: اتدرون من المُفلس؟ قالو: المُفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: ان المفلس من امتي من يأتي يوم القيامه بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل ان يقضي ما عليه اُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طرح في النار. الثورة هي القيامة! *** في الأمثال: التاجر المُفلس يفتش دفاتره القديمة. حالة التاجر المُفلس تشبه حالتي: من لحظة اندلاع الثورة اليمنية وانا اقلب الدفاتر واكتب، لم يتبق سوى ان اكتب عن قبول الورد، بل لقد هممتُ بان افعل لكني قلت لنفسي: ارعوي يا ولد، هل تريد للناس ان تجتاح التاريخ بكل قواعده واساساته وانا اتخيّل (الرفاق) وقد هبوا عن بكرة ابيهم يقتلعون الزرع والضرع وهم يمارسون فعل الثورة كما لو انه ثأر أو ذود عن عرض! لكن، والحق اقول لكم، ولا احلى من مُمارسة التاجر الإفلاس!أوالتفتيش في الدفاتر القديمة. اتذكر ان دعوات انطلقت في فترة ما لتجديد بنية اليسار ترافقت، تكلم الدعوات، مع إقرارا الديمقراطية و(التعددية الحزبية) بعد الإعتراف بالأخيرة طبعا. أتذكر صرخة (اسميتها في حينه بربرية) لأنها صرخة ضد الحرية السياسية كما كتبت حينها هي صرخت: تفريخ الأحزاب. في حينه كتبتُ مادة لم اعد اتذكر شيئا منها سوى بانني قلت بأن الاجهزة لا تفرخ احزبا ولا يُمكنها، الاجهزة تفرخ مجازر، تُهم ، قضايا مُخلفة بالشرف تفبركها للمناضلين لكنها – الاجهزة – اعجز حتى عن ان تفكر تفكيرا من قبيل (حتى) تفريخ حزب بل من سابع المستحيلات ان تعمد الى فبركة حزب، كلمة حزب بالنسبة الى الاجهزة اشبه ما تكون ب (رقية شرعية) ضد كونها اجهزة، وقلت بان الحزب هو مجمل اعضائه، قلت بان الاجهزة في مرحلة التعددية الحزبية تكف عن كونها بمثل ما هي كائنة في زمن العمل السري، وقلتُ بأن كل ما تستطيعه الاجهزة هو انها سوف تحاول ان تسجل حضورا لرصد (الحزبي الجيد) لكنها مهمة صعبة جدا، ايضا، في زمن التعددية. لقد قلت بان تلك صرخة مشبوهة الهدف منها شل حركة كل من يسعى الى بناء اداته السياسية مجنحا بعيدا عن (المؤتمر والحزب والإصلاح) اي بعيدا عن السلطة. لم تنشر المقالة و صديقي نصحني ان لا اكرر المُحاولة لأنها اقتراب من وكر خطيرأُريد من خلاله، وعلى اساس، من احتلاله لمفاصل العمل السياسي في اليمن ان يوقف تطور العملية الحزبية (والسياسية) في اليمن عند تلك: (المؤتمر الحزب الاصلاح) وهو يتصدى لرياح الحرية، وقال لي انسي الموضوع، الان على الاقل، لن يفهمك احد وقد تتفنن الأوكار في التشنيع، سوف يقولون لل (عويلة) انك تغمز من قناة البابا و... يا عين ما تشوفي إلا النور... أولم اقل لكم بأنني انا التاجر المُفلس، وبأنني لا اكف عن الرجوع الى دفاتري القديمة.! - مُجرد التاجر المُفلس، لكنهم حطب الجحيم!