أولاً: وبالرغم من أننا لسنا مطالبين كثيراً هنا بالتعريف بالطريق الثالث, ولكننا سنعرف مفهومه الوجودي الآني للاستذكار أو الإشارة لمن لم يفقه عن وجوده حتى " فالطريق الثالث هو بكل بساطة -وفقاً لفهمي الحالي عنه ككيان وجودي –كيان شبابي يمني ظهر إلى الواقع خلال الثلاثة الإيام الماضية تحديداً مساء 6/8/2014م عبر مجموعة فيسبوكية منشئة آنياً باسمه وهو الآن قيد التأسيس ويلاحظ عنه اندفاع كبير للانتساب إليه من فئة الشباب اليمني الذين لا أرى فيهم من ارتباط سابق إلا في أنهم يمنيووووووون ويمنيون فقط" . ثانياً: يتساءل الكثير , " ما الغاية من الطريق الثالث؟؟؟ أو ما الأهداف التي يريد أن يحققها الطريق الثالث؟؟" . وهو حتمياً مثار ذلك التساؤل. وهنا استوقفكم قليلاً عند هذا التساؤل, لأضع رأياً كم أتمنى لو يُقرأ حتى, فرب حرفاً أو كلمة قد تكون وضعت حتى بغير قصد, فيما قد تكون نافعة, ذلك على الأقل بقدر نية مخلصة في الاندفاع نحو هذا والكتابة حوله. 1 ) في البدء فثمة ملاحظة مهمة أرى قراءتها, وهي أن معرفة الغاية لأية تشكل وجودي مستحدث بالضرورة, تتلخص في هدف رئيس, وتلك هي ضرورة حتمية لتكوين ابستمولوجيا خاصة بذلك التكوّن الوجودي " التأطير التنظيري لماهية التكوّن"؛ ذلك لأن أية فعل بشرياً مستحدث عمداً؛ له بالضرورة علة وجودية, وهي ما نسميها بالغاية أو الهدف الرئيس, ولذا قنا سابقاً بأن مثار التساؤل حول "هدف الطريق الثالث " طبيعياً وحتمياً . 2 ) يقول لنا البحث العلمي في العلوم الإنسانية تحديداً" لكي يسهل تحقيق أية غاية أو ما نسميها بالهدف الرئيس؛ يفضل تجزئة ذلك الهدف الرئيس إلى أهدافاً فرعية؛ بحيث يتمثل تحقيقها بمجملها تحقيقاً أو وصولاً حقيقاً وفعلياً إلى الغاية التي هي الهدف الرئيس". و يثرينا البحث العلمي أيضاَ أن: عند كل هدف من تلك الأهداف الفرعية, يتم اختيار أدوات ووسائل خاصة ومناسبة, بحسب طبيعة الهدف وحجمه, وجدواه. وفي ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية الذي يعتبر تشكل كيان إنساني لغاية ما "الطريق الثالث مثلاً" ضمن ميدانها؛ فإن ثمة أهدافاً وسائلها وأدواتها إعلامية, وأخرى وسائلها وأدواتها سياسية, و وو ... سياسية, اقتصادية , ... إلخ. لكن لا يهمنا هنا فتلك هي خطوة ليس وقتها الآن, بيد أن التذكير مستحب. 3 ) يعرف كلنا بالعقل والمنطق, أن معرفة الشيء والإحاطة به, هي اشتراطاً حتمياً للتمكن في الخوض فيه والتفاعل معه وتوجيهه. ولهذا فمثلما يقال " فهم السؤال نصف الإجابة"؛ أريدنا أن نؤمن بأن: "معرفة الهدف أو الغاية نور الوصول إليها ", وهذه من الخطوات الأولى الحتمية للمضي قدماَ في تحقيق ذلك الهدف أو الغاية. 4 ) ومثلما فهم السؤال يتطلب أن يكون صياغته واضحة ومفهومة لا مبهمة وغامضة, فإن معرفة الهدف تتطلب أن يكون الهدف مصاغاً بوضوح غير فضفاضاً, ولا يثير تساؤلات عنه في الطريق نحو تحقيقه, وهذه من أسس ومبادئ وضع الأهداف بطرق علمية. 5 ) والآن فهنا وعن الأهداف التي هي علة وجود هذا الكيان, استوفتني إشارة مهمة وودت أن أضعها, وهي أن من دلائل التعرف على غاية كيان وجودي ما, يمكنها أن تستشف من دلالة المسمى الذي هو الترميز اللفظي لذلك الكيان, فعلا سبيل المثال عندما أقول " أنصار الشريعة فإن غاية وجودية له ككيان يمكننا أن نفهمها على أنها تعني أن الشريعة تلك تواجه خصوم تعيق إفعالها ؛ ولذا فإن غاية الأنصار أولئك هي مواجهة الخصوم لإفّعال الشريعة .. " (**). 6 ) وعن غاية أو هدف الطريق الثالث الرئيس , فإن ذلك المسمى لا يوحي لنا بأن ذلك يعني حدث وجودي جديد, وبالتالي لا بد من معرفة هدفه الرئيس؛ فالطريق الثالث يوحي لنا بأن هناك هدفاَ رئيس "غاية" وضع سابقاً لكيان أكبر؛ إذ نجد أن الذي كان قد حدث هو ان طريقاً أولاً كان قد شُق للعبور إلى لتحقيق ذلك الهدف الرئيس "الغاية", لكن حادثة عنه كانت هي أنه لم يدم وأثقل بكوابح وأشواك وانزلاقات ومنعطفات ضخمة تحيل دون الوصول إلى تلك الغاية. 6 ) ثم ولذات الهدف والغاية؛ شُق طريقاً ثان, ولكنه أضحى كما لو أنه الطريق العبوري الأول وأعتى .. . 7 ) ونتيجة لعزيمة كبيرة وأهمية بالغة حتمية ومصيرية لضرورة الوصول إلى تلك الغاية, بل ونتيجة لتولد قناعة تامة من أن الطرق التي شقت "الأول والثاني" لم تُعد مؤدية إلى ذلك الهدف, وإنما قد بات الارتهان على جنباتها لانتظار العبور بات مهانة, ومسألة تعمل لخور قوى وأدوات العبور وتبديد جهود قيادة السير. 8 ) إن كل ذلك وبالضرورة التي ساعدها وعياً شبابياً جمعياً متنوراً قادراً على التحرر من كل الارتهانان الإيديولوجية , إلا من أيديولوجيا خاصة به ضمنها مبدأ وحيد ومقدس هو " اليمن بيتنا.. شعبها أهلنا" . كل ذلك هو ما أدى إلى البدء بشق مسلكاً ثالثاً للعبور وهو " الطريق الثالث". بل ولا أعتقد, ووفقاَ لقناعاتي كأحد عناصر ذلك الكيان, إلا أنه وإن لم يكن ذلك الطريق هو الأخير, فإننا سنظل نشق طرقاً أخرى للعبور , حتى نبدد كل الكوابح والمنزلقات فنصل, أو يهلك آخرنا عند آخر طريق وتبقى الكوابح جامدة لا تعيق إلا نفسها والشوك التي ستعصرها منزلقات كانت عبّدتّها لنا على طريق العبور. 9 ) أعني وخلاصة لذلك – وهي ما لا زلتُ اعتبرها وجهة نظر- أن هدفاً رئيسياً "غاية" لتشكل كيان الطريق الثالث, هي في الواقع واضحة وسابقة لوجود الكيان, وما الكيان (الطريق الثالث), إلا سبيلاً جديداً للوصول إليها, بعد أن حالت دونها طريقان " أول , وثان" . 10 ) ولهذا فأنني لا أتردد في أن أقول أن الهدف الرئيس "الغاية" التي يسعى إلى تحقيقها الطريق الثالث, هي الغاية التي خسرنا من أجلها بعضنا بين شهيد وجريح ومخف, على جنبات طريقي العبور الأول والثان. وإلا فإننا بذلك سنكون قد خنا الشباب الذين تسابقونا إلى العبور, لأننا لو بدلنا غايتنا بالطريق الثالث, فإن ذلك يعني بأن من سقطوا مننا في الطريقين الأول والثاني, لم يسقطوا من أجل "اليمن بيتنا .. شعبها أهلنا" وإنما من أجل ما لا أعلم ..!!! وهنا فإنه وبكل بساطة ووضوح وثقة ومنطق, يتكلم الطريق الثالث نفسه بمسماه, أنا خلقت للعبور بنا نحو الوصول إلى غاية كانت وضعتها ثورة فبراير 2011م وآمنا جميعاً بها وناضلنا وضحينا من أجلها, وهي : " الوصول إلى دولة مدنية يمنية حديثة " _______________ هوامش: (*) قد يرى البعض أن هناك فرق بين الغاية والهدف, وهذا صحيح تنظيرياً, لكننا هنا لم نقارن الغاية بالهدف كأي هدف, إنما بالهدف الرئيس, الذي هو قابلاً لأن يصاغ في عدد من الأهداف الفرعية. (**) هنا تم الاستخدام كتمثيل, وليس بالضرورة أن يكون حكماً صادقاً, ذلك الذي قرأناه من مسمى ذلك الكيان, وهو أن تكون تلك هي الغاية الحقيقية والفعلية التي وجد من أجلها ذلك الكيان..