اليمنيون نخب قبلية مدنية وعسكرية مثقفون وعمال وفلاحون وموظفون وبدون أعمال يتسكعون في الشوارع ومخيمات الحشد والحشد المضاد رجالاً ونساء نصف متعلمين وأميين يدركون أن الهوامير الكبار " القطط السمان" والهبارون لثروات الشعب وأصحاب مشاريع السيطرة على الحكم يتصارعون على كعكة الحكم وأغلبية ساحقة من أبناء الشعب في حالة من البؤس والفاقة يتمترسون هنا وهناك اعتقاداً منهم أن من يتحدث عنهم وباسمهم سينقذهم مما هم فيه ؟ قلنا وقال غيرنا وكتبنا وكتب غيرنا أن البلاد والعباد تساق إلى محارق التقسيم والتفكيك والحروب الطائفية وأنها ستتحول إلى معكل طائفي يضاف إلى المعامل الأخرى في المنطقة ( لبنان والعراق ) لكن كمن يسكب ماء في قربة مقطوعة ولا زال الحال اكتبوا صيحوا كما تشاءون ونحن نعمل ما نشاء. لقد خسرنا الكثير من الوقت والرجال والجهد والمال ونحن ندور في فلك العناد والتمترس والمراهقات والحشد والحشد الآخر كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها منذ الثورة الأولى 48 مروا بثورة 26 وفك حصار السبعين يوماً لصنعاء والوحدة وثورة فبراير 2011 وما نحن فيه اليوم كل ذلك نتاج ما مررنا فيه أو ما أشبه الليلة بالبارحة . من ثورة سبتمبر وأهدافها وحصار السبعين يوماً لصنعاء وما لحق ذلك من حرب وقصف ورعب ونعرات طائفية وحشد قبائل مسلحة واقتحام للعاصمة واصطفاف معسكرات مع وضد ونحن فكان أغسطس 68 المشئوم ونحن نعيش اليوم انقساماً مشابها مع تغيير الوجوه والنخب لكن القبائل المسلحة هي القبائل المسلحة لم تتغير فمرة تغيير على العاصمة صنعاء لحرب الحركيين القوميين أنصار عبد الناصر والماركسين حلفاء دولة الجنوب ومرة تغيير على العاصمة لإسقاط الحكومة والجرعة وانقاذ الشعب فالقبائل المسلحة لديها انقاذ الشعب لا يتم إلا بالسلاح والحشد والتهديد بالرعب هي تتصور أن ذلك هو إنقاذ للشعب. وها نحن اليوم منقسمون مرة أخرى مع وضد وهناك حشد وحشد مضاد بنادق وبنادق مضادة جيش منقسم قبائل منقسمة سلاح منقسم منقسمون بالحق والباطل نتفنن بالشعارات ونتحدث باسم الشعب كلنا مع الشعب والشعب معنا وكل طرف أو أطراف أو حلفاء يقولون هم الشعب والآخرون قلة وفي ذروة الفورة نقول لمن اختلف معنا " شرذمة " والأوصاف كثيرة نرددها منذ أكثر من نصف قرن (ملكيون – جمهوريون – حركيون قوميون - ماركسيون – قوى ثالثة – نصف ثورة – نصف جمهورية – نصف ملكية – رجعيون – تقدميون – أذناب الاستعمار – سلاطين - موالون وعملاء للرياض – موالون وعملاء للقاهرة وموسكو – موالون وعملاء للرياض – موالون وعملاء لطهران –زيود – شوافع – سنة – شيعة – دواعش – روافض) نتبادل الأدوار لقهر بعضنا البعض وقتل شبابنا ورجالنا بدم بارد والمبررات كثيرة والغطاء نصنعه لنرتكب جرائمنا تارة باسم الجمهورية وتارة باسم الملكية وتارة أخرى باسم تصحيح مسار الثورة وتارة باسم المصالحة وتارة أخرى باسم الوحدة وتارة باسم الشرعية وها نحن على وشك الدخول في حرب الجرعة. مسكين هذا الشعب كلهم يدعون أنهم يحكمون باسمه ويقتلون باسمه – بفتح الياء - ويقتلون باسمه – بضم الياء – في سبتمبر قال الثوار أنهم الشعب وتحارب اليمنيون ثمان سنوات باسم الشعب وكل طرف يدعي انه هو الشعب وفي حصار السبعين كان الشعب حاضراً لدى المتحاربين المدافعين عن صنعاء والمحاصرين لها ودارت معارك شرسة وبعد انتصار المدافعين عن صنعاء انفجرت ما نسميه " أحداث أغسطس الدامية " معارك طاحنة في العاصمة دبابات ومدفعية وبقرت بطون واغتيل يمنيون ابطال ومنهم من غدر وقتل وسحل " عبد الرقيب عبد الوهاب ورفاقه " إننا نثير الفوضى تحت مسميات عديدة بعضها متناقض وأعوج لقد خسرنا الكثير من الوقت والجهد في صراعات عقيمة لم تثمر شيئا والأولى بنا أن نتكاشف و نتصالح ونتحاور لقد عول الكثيرون على مؤتمر الحوار الوطني ونتائجه وها نحن اليوم نريد الانقلاب على مخرجات الحوار نحشد بعضنا البعض لنتحارب ثم سنعود بعد أن تسيل الدماء ننادي بتسوية جديدة تنتج نظاماً جديدا وأطرافا أخرى. غارقون أنتم أيها العدميون والمبندقون في تبادل التهم وتحميل المسؤولية ومستعدون للطلقة الأولى لكن كما قالوا لكم في كل الحروب منذ ثورة 48 إلى اليوم أن المنتصر مهزوم وان السلاح والحلول العسكرية لا تنتج سلاماً وتعايش وإنما تنتج احقاداً وجولات جديدة من الحروب والدم ولهذا تنازلوا لبعضكم البعض دون إقصاء وعنجهية وتخوين فنحن في مركب واحد متصدع سنغرق كلنا، صحيح نشوة المبندقين تخدعهم بوهم الانتصار لكنهم في الأخير مهزومون فلن يقضي البندق على الجوع ولن تتحول الرصاص إلى خبز فاعقلوا وعودوا إلى مخرجات الحوار ولا تتجاوزوها لأننا هذه المرة سينفرط عقدنا كالمسبحة وسمعتم الشيخ أمين العكيمي مهددا بجمهورية وحضرموت على وشك وعدن تنتظر قتال صنعاء لتعلن موقفاً وغيرها. وأخيراً : نحن مع التظاهر ومع الاعتصام ومع ممارسة الضغوط على حكومة لا تسمع ولا تتعض ولا تفهم ولكن على طريقة" المهاتما غاندي" مارسوا حقوقكم بدون تهديد ووعيد واستعراض عضلات وتبادل اتهامات وتجييش لن تنتصروا أيها المبندقون ولن تصلحوا – بضم التاء - البلاد بالحشد المسلح والحشد المضاد مطلقاً فاتعضوا ممن سبقكم والشعب لن يكون معكم ولا أنصاركم عندما تلعلع الرصاص فلن يبقى معكم إلا القليل والآخرون ليسوا غنماً ولا دجاجاً أنهم يمنيون وأشاوس وسيتحولون إلى مبندقين في لمح البصر وسوف تقطع- بضم التاء - اليمن إلى أوصال صغيرة وكل مبندق سيجمع حوله أنصاره مبندقين وسيقول هذه بلادي وهذه دويلتي. "الثورة"