للكلمة فعل يفوق السحر وبلاغات القوة.. الكلمة الصادقة الجادة التي تخرج السهم من كنانة فستنطق الحجر وتشكل وجدان البشر. الكلمة المناسبة في المكان المناسب في الوقت المناسب. وتكون هذه الكلمة مزيجاً من الإرادة والوطنية والشرف عندما تصدر عن رجل انتدبته الأقدار لمفاصلات ركمتها أزمنة قحط واختارته الجماهير لإنقاذ وطن تداعت عليه السباع. كيف اصف مفعول هذه الكلمة في اشد مراحل تأثيرها على العقل والنخوة والضمير خاصة وهي تعيد تشكيل الوجدان الوطني المشتت وتحرس المجتمع من مشاعر الانكسار والضعف وتعيد للروح عافيتها وللوطن جسارته والمؤودة وهجها المؤتلق في مقارعة المتسلقين على ذمتها أو الحالمين بإمكانية الانقضاض عليها. لهؤلاء واولائك – وما بينهما من تمحكك وفخاخ وما خلفهما من مصادر تمويل وتوجيه وما قبلهما من شعارات مموهة – لهؤلاء جميعا وجه الرئيس عبد ربه منصور هادي كلمته (رسالته) الواضحة سوف أحافظ على اليمن وأبقى في العاصمة صنعاء أنا وأولادي ومستعد للموت دفاعاً عنها. اليمنيون كل اليمنيين وبالأخص منهم سكان العاصمة كانوا يتوقعون هذه الرسالة وينتظرون استلامها على وجه السرعة لاعتبارات رئيسة أهمها. • الاطمئنان إلى صلابة متخذ القرار وثبات موقفة المبدئي من قضايا الوطن المصيرية. • إنها حالة التشفي على سبيل النكاية بأخطاء وجرائم الإخوان وفصل الموقف منهم عن واجباتنا الملحة لإعادة صوغ المعادلة الراهنة فلو قدر لحماقات السلاح التمادي في التهديد فان وضعا آخر سيتبلور خلال لحظة خاطفة لا يلزمها أكثر من قرار جمهوري بالتعبئة العامة وحينها تتوارى ذرائع استعمال الحق لأغراض الباطل وتذهب جيوش الفئات الصامتة إلى الوجهة التي يحددها القائد الأعلى ويصبح الدفاع عن الثورة فرض عين مكتمل الأركان بعدما طفح الكيل واستنفذت الحكمة طاقتها. • إن مواجهة الخطر برئيس لم يخض حربا واحدة بالوكالة عن طرف ضد آخر لن يسمح بالتشكيك في عدالة ووطنية الخيارات الرئاسية وفي مثل هذه الحالة يصبح انخراط الشعب في فيالق القوات المسلحة النظامية جزءا من الولآء الوطني وسيحدث ذلك بدوافع ذاتية لا تحركها الحسابات الضيقة ولا سياسات وضع الدولة أمام حساسيات وضغوط الأمر الواقع وفوق ذلك وأهم منه أن العدوان على العاصمة لن تدفع فاتورته في صعده فحسب ولكنه سيعري القوى المتورطة بمؤازرة الحوثي ويحمّلها من التبعات ما لا يحتمل أو يطاق. ولئن جاءت قراءتنا رسالة الأخ رئيس الجمهورية مبسترة وغير كافية إلا أن ردنا عليها لن يتأخر لا بمجرد بيانات الالتفاف حول قيادته أو الاصطفاف السياسي المساند توجهات الدولة ولكن بأن نكون قبله على ذات الدرب. ابشر .. لست وحدك ولن تكون وحيداً وفي ضلوعنا قلب يخفق وفوق تراب الوطن فيالق من عشاق الحرية والعدالة والنماء. جيوشك خارج معسكرات القتال عشرات أضعاف القادة والجنود البواسل داخلها.. ولو كنت تقبل مصيرا منفردا ما أطلت المقام هنا ولا تجشمت عناء إنقاذ الوحدة في 1994م. اتخذ القرار النابع من يقظة الضمير ولا تخش أحدا إلا الله. لكنا نطلب منك شيئاً واحدا.. أن تتخذ من القرارات ما تراه مناسباً دون التعويل المرهق على توافقات قوى الصراع أو موافقتها. لا تواجه المخاطر بالضعفاء أو العاجزين والمتخاذلين ولا بمسعري الحروب. لا تراهن على الضعفاء وجماعة (كله تمام يا فندم) فلولاهم ما وصلت البلاد إلى الدرك الأسفل من التخلف. المتهافتون على متاع المشاركة والتوافق والتحاصص والقسمة والضرب يتصدرون الصفوف الأولى لكل سلطة ومع كل اضطراب أو حرب أما الاسويآء من الرجال والنساء فأنت الذي يبحث عنهم وليس العكس. فلاش • عدد من نواب المؤتمر الشعبي يلتحقون بساحات الحوثي ممثلين عن الجمهورية العربية اليمنية في مواجهة أمينهم العام وتلك حكمة الله إذا سلب أهل العقول عقولها.. حسنا الحوثي اختار شعاره (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) فهل سيكون شعار النواب المؤتمريين الأشاوس (الموت لليمن واليمنيين نكاية بالأمين العام .. ). المزاج المتهور بتكرار الخيبات وتوطينها يحمل ساحات الحوثي على ترديد الصرخة الصغرى (حيّا بهم.. حيّا بهم) حيّا على خير العمل ويا لشماتة التأريخ؟