الجزء الثاني من المشهد الثاني زيد : نعم يا أبي. محمد : كنت معجبا بزيد الموشكي، قطع الإمام أحمد رأسه بعد فشل ثورة 1948. نصر : وتسميها ثورة. محمد : إذا لم تكن ثورة، فمن قاموا بها ثوار حقيقين. نصر : ثوار مشعبين..قليلي العقل. محمد : أخطأت في حقهم يا نصر. نصر : كان أيش كان معاهم، لا جيش، ولا قاعدة شعبية تساندهم. محمد : يكفيهم أنهم كانوا نخبة اليمن، بذلوا دمائهم رخيصة من أجل أن ينيروا لنا الطريق. نصر : وهل أناروا لنا الطرق؟ محمد : فكانت حركة الثلايا. نصر : مثل سابقتها، عبثية..ومسرحية من ضرب الكوميديا السوداء. مجمد : عبثية..ربما، إلا أنه لابد أن نحترم، أولئك الرجال الأفذاذ. أمل : أبكي، أم أضحك يا جدوا؟ محمد : ................. نصر : أبكي..وقد قلت ليش أبي أخبل. عائشة : عيب..يا قليل الأدب. نصر : من يقول الصدق: قليل أدب..أبي درس وتخرج وتوظف، مثل عمي عمر، وساكن في بيت أبوه. أمل : أبي محترم..أحسن أب. نصر : محترم، ما هيش دولتهم..دولة حمران العيون. زيد : سامحني. نصر : والثاني عمي عمر، من مواليد 1962، في قصر منيف..لم تنجب إلا دولة حمران. محمد : وهل تسامحني يا زيد، وأنا لن أخلف لكم إلا هذا البيت المتواضع؟ زيد : أسامحك..وأحترمك. أمل : وأنت يا نصر، أعتذر لأبي. نصر : ( ساخرا ) أعتذر، يخلق من العود عودين: عود أخبل، وعود أحمر عين. أمل : الذنب ذنب النظام: لم، ولا يعاقب الأحمر، ولم، ولا يكافئ الأخبل المحترم. نصر : هههه دولتهم..هل تعرفون فترة المخاض حتى أنتجت دولة حمران العيون؟ أمل : ( مطرقة..لحظات )..ستة عشر عاما. نصر : ( مصفقا ) أمل أختي خطيرة.وصح. أمل : بلا بكش، ورد: إذا كنت غير راض عن أبي وأمثاله المحترمين، فلماذا خرجت؟ نصر : خرجت للثأر لأبي؟ أمل : وهل ثأرت ؟ نصر : لا أدري. محمد : إذا تحققت المخرجات على أرض الواقع، حينها قد فعل. أمل : ربما يثأر له أخي رجاء. نصر : طبعا المولود في عام 1980. محمد : أين رجاء؟ زيد : مشغول..الله يعينه. نصر : ويزوجه..أبي سيادة الأخبل حياكم الله. عائشة : قليل أدب. زيد : خليه يا عائشة يفضفض. نصر : ويعين أخي رجاء على التحقيق، والتحليق مع حمران العيون..الجدد. محمد : لا تظلمه، الخاتمة لم تتضح بعد. أمل : سألتك متى تتضح؟ محمد : وبعد فشل حركة الثلايا، قررت الالتحاق بالكلية الحربية، وكنت في طليعة من قاموا بالثورة السبتمبرية عام 1962. نصر : ولماذا سميت عمي المولود حينها بعمر ؟ محمد : باسم الفاروق عمر. نصر : وهل حققت العدالة؟ محمد : أنت لم تعش قبلها، وتكتوي بنار تلك الأيام. نصر : حدثني عن اليوم، وكيف كانوا، والجيران اليوم من حولنا؟ أمل : قال البردوني: إن الأباة الذين بالأمس ثاروا، أيقظوا حولنا الذئاب وناموا. نصر : هل كنت من الأباة يا جدي؟ زيد : طبعا من الأباة، حدثهم يا جدي عن تاريخك النضالي بعدها. قبول : لا تذكروني بتلك الأيام، ما كان يرجع إلا يا شاهدين أشهدوا..وعيني ما تذوق النوم. نصر : ( مصفقا ) جدتي تقول: جدي من الأباة. قبول : الأباة؟! نصر : الأبطال يا جدتي. قبول : وعلى عينك يا تيس. نصر : تيس، الله يا جدتي..عسل. أمل : ( تقبل جدتها ) جدتي أحلى من العسل..وعلى عينك يا نصر..صح يا جدتي. نصر : أمل الفتّانة. قبول : هههه..يا شباب النيدو. نصر : الله المستعان يا جدتي. قبول : ههه، عليك أنت يا نصر. نصر : ليش يا جدتي. قبول : قالوا تخرجت من الجامعة. نصر : قبل عام يا جدتي. قبول : وقد حصلت على عمل. نصر : بهذه السرعة، الآلاف لم يحصلوا على عمل بعد خمس، وعشر سنوات من تخرجهم. أمل : وعده عمي عمر بوظيفة يا جدتي. قبول : ( ترمق زيد بنظرة حنونة ) يخلق من العود عودين. نصر : ( مبهورا ) كيف يا جدتي؟ قبول : أبني عمر..دولتهم. نصر : ( بخبث ) دولتهم؟! قبول : حمران العيون. ( يرن الصمت..لحظات ) قبول : تذكر يا محمد يوم قلت لي: ما بش فائدة، القبيلي فلت. نصر : هل تعلمين يا جدتي؟ قبول : اسكت يا تيس..خابرت جدك. محمد : ههههه، أجب على سؤالك يا نصر. نصر : القبيلي فلت، له دلالة عميقة. محمد : وما هي؟ نصر : دولة حمران العيون: أفقروا البلاد، وأهانوا العباد. محمد : وأبني عمر؟ نصر : واحد منهم. أمل : ولكنه وعدك بوظيفة. نصر : ربما تتغير الظروف، ولا أحتاج وساطته. أمل : وإذا لم تتغير. نصر : ........... أمل : سكوتك يعني، يعني أنك ستستجير بعمك. نصر : الشباب الحائر بين حاجته إلى الوظيفة، وبين رغبته في التغيير إلى الأفضل. يتبع