الجزء الأول من المشهد الثاني مجلس عربي نصف قديم. على الجدار عند صدر المجلس صورة كبيرة لثور أسود..جلس قي وسط المجلس مودف، على يمينه عتيقة، على يساره انتصار، وأمامه ظافر ( 75 ) سنة..والتلفاز على سقف طاولة منصوبة سفال المجلس: ظافر : حيا الله من جاء. الثلاثة : الله يحييك. عتيقة : بارك الله فيك يا أخي. ظافر : ( يرمق عتيقة بعين حائرة.) حيا الله من جاء. مودف : ( وانتصار ) الله يحييك. عتيقة : ظافر. ظافر : عتيقة. عتيقة : ما لك بتنظر لي هكذا. ظافر : هكذا؟..هههه..كل خير يا عتيقه كل خير. عتيقة : ما بلا تشتي تقل أيش ذي يا جابكم. ظافر : الله المستعان..بيتكم في أي وقت، والدنيا ربيع والجو بديع في القرية. انتصار : الله الله يا خالي، بتسمع سعاد حسني. عتيقة : وكيل شريعه، وأكبر مني بخمستعشر سنه، وتبصر تياك ذي شاهدناها بالتلفزيون. ظافر : وكيل شريعه أصلي، أو من حق هذه الأيام مقفلين. عتيقة : عيني بعينك يا ظافر. ظافر : عينك بعيني يا عتيقه. عتيقة : أقلك لموه جينا. ظافر : لموه، لياه، ليش جيتوا؟ ما معكم إلا مناظر القريه ( يتنفس ) وجوها العليل. عتيقة : أبونا، ألله يرحمه، واحد..وذي خلفنا خلف. ظافر : وأمنا الله يحفظها..بعد عمر طويل يا عتيقه. عتيقة : هذا وأنت وكيل شريعه..كيف لو..؟! مودف : ( يلكز عتيقة ) أحنا جينا نشم هواء ونرتاح. عتيقة : أنت يا مودف لا تسمع، أسأله: أقلك ليش جينا؟ وهو يغالط، وأنا متأكده أنه يشتي. مودف : ( يقرصها بساعدها ) بس يا عتيقه. عتيقة : أوجعني المودف..ههههه. ظافر : طيب قولي..طابت نفسك. عتيقة : ههههه..ما نيش قايله. ظافر : الله المستعان، تضحكي على أخوكي الكبير. عتيقة : وأنت يا أخي جالس تنظر لي من يوم جينا، نظرة الخايف هههههه والمفجوع. ( ينتفض واقفا..يقبل رأسها.) ظافر : طابت نفسك. عتيقة : طابت نفسك أنت..ههههه ظافر : ورجعتي. مودف : ههههه..الاثنين مضحكين. عتيقة : ما مضحك إلا المودف. انتصار : هههه دمكم خفيف. عتيقة : ما بش مودف دمه خفيف، ووكيل الشريعه يتقارح مقارحه، والشاهد صورة الثور، ولو عادوه أبيض. انتصار : صحيح يا خال ليش معلق صورة الثور. ظافر : وكلام أمك ههههههههه ( تنتفض عتيقة واقفة..تقبل رأسه.) انتصار : ( تصفق انتصار.) أبيض يا خال. ظافر : أبيض دائما، أنتم ضيوفي. عتيقة : هههه..ضيوفه عادوه بيت أبي. ظافر : هههه أنا خربت وصلحت..رممت وبنيت. مودف : ضيوفه يا عتيقة، ببيته. عتيقة : ما بلا.. مودف : ( منفعلا ) بس يا أم فرج..فرجها يارب. عتيقة : ههه عندما ينفعل المودف يقرح جو..أحنا بنمزح نضحك..أيش قلت يا ظافر؟ ظافر : ههههه ..صح يا عتيقه. مودف : ههههه وطلعت أنا المودف بينكم. انتصار :( تصفق ) تعجبوني..وسؤالي يا خالي. ظافر : ليش علقت صورة الثور. انتصار : نعم يا خالي. ظافر : من يوم ضاعت العداله، حل الثور محلها. انتصار : عدالة الثور. ظافر : نعم. انتصار : كيف؟ ظافر : كم لش في الخارج مع زوجش؟ انتصار : خمس سنوات. ظافر : وعدالة الثور قد لها أكثر من ربع قرن. انتصار : المهم العدالة. ظافر : لا يا بنتي، الكبير يظلم الصغير ويذبح له ثور..والثور يضعف القانون، وإذا ضعف فلتت. انتصار : وهي فالته..هههه الفالته وبيت مودف. عتيقة : تقل لو ذبحنا للكتن ثور. مودف : ( بغيظ مكتوم ) من غير جنان يا عتيقه. ظافر : ههههههههههه عرفتها..جيتو هاربين من الكتن. عتيقة : ( تحك رقبتها ) جني، ما ذي أحكش ببيتي، الظاهر ان كنتك شكلها ثاني. ( ينتفض واقفا..يقف أمامها ) ظافر : هاتي رقبتك كيفهن..وأيشهن؟ عتيقة : ههههه وأنت صدقت. ظافر : طبعا، في بيوت القرية لا يوجد أسرار. مودف : وبيوت المدينة، الكتن ببيتي بس. ظافر : بيتك..بيت الأسرار؟! مودف : بيتي دون البيوت كلها..ليش؟ ظافر : ( يلمح الثور بطرف عينه.) بيت واحد لاغير. عتيقة : عندك حق يوم سميت نفسك مودف. انتصار : المبيد سيقتل الأسرار. ظافر : أي مبيد؟ انتصار : أحدث ما أنتجه العلم. ظافر : الكتن سببها الأسرار..والأسرار بحاجة إلى معالجة لا يقدر عليه المبيد الحشري. مودف : أسرار..أسرار؟ ظافر : عيني بعينك. مودف : عينك بعيني. ظافر : أنت تعرفها. مودف : أعرفها، لا أعرفها..؟! ظافر : لماذا لا تعالج الأسرار؟ مودف : لا أستطيع. ظافر : المبيد أذن لا يستطيع. انتصار : بأذن الله يستطيع. يتبع