لم يتبد ضعف الحوثيين، مثلما هو اليوم وهم في اوج غطرستهم العسكرية لان قوتهم (الاخلاقية) التي عززتها مظلومية الحروب الستة، في صعدة بين 2004و 2009 التي جعلت الجميع يتعاطف معهم وتالياً في رفعهم شعارات الدولة المدنية، في مؤتمر الحوار 2013 حين قدموا انفسهم في نقطة متقدمة، على اكثر القوى السياسية المشاركة في المؤتمر بما فيها القوى التي توصَف في خانة المدنية وصولاً الى رفع شعار اسقاط الجرعة، والحكومة ومحاسبة الفاسدين التي جعلت فئات من الشارع المستضعف تنظم الى مسيرتهم المسلحة، حتى تمكنوا من استباحة العاصمة ومؤسساتها ومعسكراتها في 21سبتمبر 2014،قبل ان يتمددوا الى اغلب المحافظات الشمالية . غير ان كل هذه الشعارات، لم تصمد امام شهيتهم التسلطية والاستحواذ ،الذي مورس بذات الكيفية المفرطة ،من قبل اسلافهم، الذي تحولوا بين ليلة وضحاها، الى مستضعفين امام قوة الحركة، وتجريفها المسلح . ضعف الحوثيين الان، يتمثل في تورطهم البائن في مشروع (علي صالح)، الذي ارادهم ان يكونوا هراوة غليظة، في وجه خصومه جميعاً، وهو ما صار فعلاً حين نكلوا ببيت الاحمر وعلي محسن، ويعملون بكل الوسائل على ارباك، واضعاف رئيس الدولة وحكومته . ويتمثل هذا الضعف ،في موجباتهم الانتقائية، في توصيف الفاسدين ،ومصادرة اموالهم وممتلكاتهم لصالح الجماعة وليس لصالح المجتمع تبعاً لمؤشرات الخصومة، والضغينة بين الجماعة، وبين المستهدفين في حملات التنكيل، والا ما معنى ان يكون علي عبدالله صالح، واركان نظامه المقربين (الذين عبثوا بالبلاد جنباً الى جنب مع محسن والاحمر)، خارج حسابات الجماعة حتى الان من حملة محاربة الفساد، مع معرفة الجميع ان صالح كمرموز، هو الاب الروحي للفاسدين، والمعلم الاول في مدرسته المعتقة. ويتمثل ضعفهم ايضاً، في محاولاتهم المستميتة، الحلول محل الدولة، في هيكلها الذي اُفرغ تماماً، ممن اُنتفض ضدهم ونعني مراكز النفوذ المستدامة والذي ظل الحوثيون، لسنوات يحملونها مسئولية مصادرة الدولة، وهاهم اليوم، يقومون بذات الادوار ،وبطرق اكثر صلافة وتعالٍ. ضعفهم يتمثل، في اولئك الاطفال المجندين، الذين يتوزعون على نقاط تفتيش مسلحة، في محافظات (صعدة وعمران وحجة والحديدة واب ورداع )، والذي من المفترض ان يكونوا في فصولهم المدرسية ،بدلاً من استغلال نزوعهم التعويضين للظهور كشبان مبندقين واصحاب سلطة نافذة، في تفتيش السيارات والافراد ،وحراسة المنشآت . ضعف الحوثيين ايضاً، في لجانهم الشعبية والثورية، التي صارت تتواجد في المرافق العامة للدولة، مانحة نفسها الحق في المراقبة والتوجيه للمعاملات ، بطرق تخوينيةٍ للجميع، و بغير ما مصوغات قانونية ولا دراية ادارية وفنية. ضعف الحوثيين في لجان الفضيلة ،التي بدأت تمارس رقابة على الحريات الشخصية على نحو اعتراضهم على طريقة لبس الفتيات، ومداهمة الفنادق (*). وفي لجان التقاضي التي تحولت كما قال احد التبشريين الكبار للجماعة وهو محمد المقالح الى لجان بلطجة، تقود الجماعة يوماً بعد يوم ،الى المهالك والحتوف. ضعفهم يكبر، مع كل اعتساف يقترفونه، ضد معيارية الوظيفة العامة، بدأبهم ادماج الالاف من ميليشياتهم ،في القوات المسلحة ،واجهزة الامن بدون تأهيل، وبذات الاساليب، التي انتهجها (اسلافهم وخصومهم) خلال السنوات الثلاث المنقضية، وكان مثل هذا الفعل مجرماً، و مداناً من الجميع، بما فيه اعلام الحركة ومنظريها . ضعف الحوثيين ،يجي من ممارساتهم الفعلية على الارض، التي تتعارض مع شعاراتهم المرفوعة، على نحو تشغيل مطاعم (كنتاكي) والتي كانت مملوكة لحميد الاحمر لصالح الجماعة ،ومعروف عن هذه العلامة التجارية انها امريكية، بل وجزء من الشخصية الثقافية الامريكية ،في الوقت الذي سوقت فيه الجماعة الى جانب شعارها المركزي الصرخة (الموت لأمريكا .....) شعار ( قاطعوا البضائع الامريكية والإسرائيلية) ورفعته على الواجهات والمباني، والصقته على الحيطان وبراميل نقاط التفتيش المسلحة. ضعف الحوثيين، يظهر في امساكهم للملف الامني بكل تفاصيله، بل ومحاولة تنفيذ خطط لحفظ الامن في العاصمة، وبقية المدن، بدون اشراك لأجهزة الامن ،وحين تحدث اختراقات يترتب عليها اعمال ارهابية وسقوط ضحايا من لجانهم الشعبية والمواطنين ،يلقون بالمسئولية على الاجهزة المستبعدة، والاخطر من هذا كله انهم يقدمون انفسهم كبديل للجميع الجيش والمجتمعات المحلية في عملية مكافحة الارهاب في (رداع) مثلاً ، وبالتشارك مع الامريكان الامر الذي ترتب عليه خلق حساسية مذهبية ،واجتماعية فارطة في المناطق القبلية، التي بدأت تصطف مع جماعات العنف الديني ، من منطلق (قبلي / مذهبي) . ضعف الحوثيين ،في حضورهم القوي داخل هوية جزئية مغلقة، تريد ان تحل مع الهوية الوطنية اليمنية الجامعة، وان تعيين قادة اللجان الشعبية والثورية باصطفائية الانتماء الهاشمي، او بالقرابة لزعيم الحركة على نحو تعيين (نائف ابو خرفشة) ابن خال عبد الملك الحوثي المشرف العام لمحافظة الحديدة تعبير جلي لذلك. واخيراً يتجلى ضعف الحوثيين في ذراعهم التنظيمي انصار الله الذي وجد ليكون جيب (ميليشاوي) للجماعة، ولمكتب السيد، وليس تنظيماً سياسياً ،يعمل على تقوية الممارسة السياسية للجماعة، بعيداً تجذيرها كجماعة عصبوية مسلحة . (*) قال مصدر في انصار, الله أن اللجان الشعبية ضبطت كمية من الخمور، وتم مصادرتها من فنادق وسط العاصمة ،يرتادها أجانب من حين لآخر الخميس 11/ديسمبر2014 ينظر موقع هنا عدن