من اهم التطورات في القطاع الحقوقي والعمل العام في اليمن في الفترة الاخيرة هو تكوين النقابات في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية , وهو الامر الذي كان يعتبر محرما وكان يعتقد خطأ بأنه غير ممكن قانونيا, الا انه ومنذ العام 2011 شهدت الوزارات والمؤسسات الحكومية حركة قوية ونشطة لتكوين النقابات جوبهت في البداية بالرفض و المقاومة ولكن سرعان ماتلاشت هذه المقاومة امام اصرار الموظفين وفتوى وزارة الشؤون القانونية التي ازالت اللبس القانوني حول الموضوع واجازت تكوين النقابات في الجهات الحكومية. وبتزايد هذه النقابات تكون في البداية منتدى نقابات الجهاز الاداري للدولة والذي تطور ليصبح انحاد نقابات الجهاز الاداري للدولة, والذي يضم عدد كبير في مختلف الوزارات والمؤسسات والمراكز الحكومية الحساسة والمؤثرة. ان وجود مثل هذا الكيان وبهذا الحجم وبهذه القدرة على التأثير يعدا امرا بالغ الاهمية , وذلك للاسبالب النالية:- - انه حهاز يقف خلفه ويضم ويؤثر في موظفي الدولة الذين يديرون اجهزتها ودوائرها ومؤسساتها ويشكلون العصب الرئيسي والعمود الفقري للحياة الحكومية في اليمن. - أنه جهاز, وبرغم ضخامة حجمه وتأثيره, يعتبر جديد وحديث التكوين ولا يمكن الصاق تهم مسبقة به, وليس لدى اي طرف من الاطراف انطباعات او تصورات مسبقه عنه. - انه يمثل شكلا جديدا وغير معهود لتواجد رسمي ضخم ومؤثر بدون صبغة سياسية , ولهذه النقطة اهمية كبيرة ولايمكن تسييسه نظرا للطيف الواسع للجهات التي يمثلها. - انه بامكانه لعب دور ضاغط هام للغاية لتسيير الامور ودفعها للامام وللحل. - والاهم انه بامكانه لعب دور في منتهى الاهمية لحل ازمة الثقة التي هي اساس الازمة الراهنة , فبامكانه لعب دور الضامن لاي اتفاق , من خلال قدرته على التصعيد والتأثير على العمل الحكومي وعبر ادوات التصعيد النقابية المعروفة والمشروعة والقانونية, وتفعيل هذا التصعيد في حال مخالفة اي طرف للاتفاقات , وهو ما يجعل من الاتحاد ضامنا وطنيا محايدا ومؤثرا. واستشعارا بأهمية هذا الدور وبرغم حداثة انشاء هذا الكيان وحداثة التجربة, فان اعضاء الاتحاد قاموا بالتحرك على الارض في الاسابيع الماضية وقاموا بتنفيذ زيارات لكل الاطراف السياسية ذات الصلة بدون اي استثناء والخروج بمبادرة وطنية هي نتاج النقاش وتبادل الافكار مع جميع المكونات السياسية , تستند فيها الى المصلحة الوطنية ويشكل الاتحاد نفسه عبر اعضائه الذين هم موظفي الدولة المنتشرين في جميع اصقاع الجمهورية اليمنية الدافع الرئيسي لتنفيذه والضامن الاساسي لالتزام الجميع به. أتمنى بصدق ان يستمر جهد هذا الاتحاد وأن يأخذ الخطوات العملية الكفيلة بنجاح مبادرته الوطنية, واتمنى ان تدرك المكونات السياسية اهمية هذا اللاعب الجديد والوطني على ساحة العمل العام وان يتجاوبوا ويستغلوا وجوده لمصلحة الجميع ولمصلحة اليمن.