شهداء وجرحى جامعي " بدر والحشوش "في العاصمة صنعاء ذهبوا للصلاة ومناجاة ربهم والاتصال به وكلنا يعرف أن المساجد في اليمن للناس كلهم من مختلف مذاهبهم وطوائفهم وأساليب تدينهم ولم يصل إلينا في اليمن بعد داء تقسيم المساجد بين البشر ونحن في اليمن كلنا مسلمون ولا توجد لدينا طائفية أو مذهبية مقيتة فأي يمني من أي مذهب ومن أي طائفة ومن أي منطقة يؤمنا في المساجد وكلنا نصلي بعد أول إمام يقف في الصف. نسأل الله الرحمة لشهداء جامعي " الحشوش وبدر "بصنعاء والشفاء للجرحى وعصم الله قلوب اسر الجميع ، فمن نفذ جريمة التفجيرات في الجامعين وحاول تفجير جامع الهادي في صعدة فكان الفشل مصيره ومن غتال الناشط والصحفي الشجاع صاحب الآراء الجريئة والمواقف المشهودة الشهيد عبدالكريم الخيواني ومن قبله المفكر الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ومن قبله الدكتور عبد الكريم جدبان من نفذ كل تلك الجرائم أشخاص متوحشون لا علاقة لهم بدين ولا بمذهب أو تدين.. أنهم بغاة وشذاذ آفاق نشاهدهم في القنوات يفجرون مساجد ومراقد زعماء ورجال دين في العراقوسوريا ونراهم يذبحون المسلمين والمسيحيين ويدمرون المساجد والآثار ويهجرون الأقليات ويسبون النساء ويؤسسون أسواقاً لبيعهن ويفتون فتاوى بجهاد النكاح ما انزل الله بها من سلطان. نعم إنهم صنائع مخططات قذرة من داخل وخارج الدول بعضهم من أبناء جلدتنا وبعضهم مستوردون من الخارج ينفذون أجندات تخدم أسيادهم ويتبعون أجهزة استخبارات وممولين ويعملون مع الشيطان بعد إخضاعهم لعمليات غسيل دماغ لتنفيذ عمليات إجرامية تهدف إلى صناعة فتن مذهبية وطائفية في البلدان. فها هم اليوم يريدون تأسيس وخلق صراعات جديدة تأخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً من خلال تنفيذ جرائم بشعة تستهدف مساجد معينة مثل ( بدر والحشوش) في صنعاء و"الهادي" في صعدة اعتقاداً منهم أن هذه المساجد لطائفة أو مذهب محدد ويتغافلون أن المناطق التي تقع فيها هذه المساجد يسكنها يمنيون من مختلف المناطق والمذاهب والطوائف وكلهم يصلون في هذه المساجد. والجميع يعرف أن صناعة الإرهاب والإرهابيين أصبحت موضة العصر للقضاء على الخصوم وتصفيتهم أو إضعافهم فتكونت لذلك معسكرات القاعدة تحت الطلب ووقت الحاجة وها نحن اليوم امام تسمية جديدة " داعش " يستخدمها فرقاء الصراعات على مستوى الدول فيتم تحريكها ضد هذا الخصم أو ذاك من مراكز صناعة القرار الدولي والإقليمي وقصور الحكام والقادة العسكريين وأجهزة الإستخبارات وقادة مراكز القوى ولا أحد يستطيع أن ينكر أن القاعدة بالأمس وداعش اليوم أصبحت تصنع لوقت الطلب والحاجة لتحقيق أهداف محددة وقد اعترف بذلك سياسيون وزعماء في العالم في مقدمتهم رؤساء أجهزة مخابرات ووزراء خارجية دول ورجال مخابرات. و" داعش " اليوم سواء في سوريا أو العراق يتمدد في المنطقة بحسب الطلب ودوره يتلخص في تفخيخ الشعوب وإدارة وتنفيذ حروب طائفية ومذهبية بهدف تقسيم المقسم وتجزئة المجزّأ وبالتالي فاليمن ليست بمعزل عن مخططات التقسيم والتجزئة وحروب بالوكالة وما تفجيرات جامعي " بدر والحشوش" بصنعاء إلا بهدف إشعال فتن طائفية ومذهبية في هذا البلد الذي يعلم القاصي والداني أن صراعه سياسي من اجل الحكم والسلطة والثروة وليس طائفياً ولا مذهبياً. لقد حذرنا وحذر غيرنا كثيرون من وصول داء المنطقة البغيض إلينا في اليمن لكن أذان النخب والساسة والأحزاب والجماعات ومن بيدهم أدوات القوة والمال كأنها من طين وأخرى من عجين كما يقال ولا حياة لمن تنادي أو تصرخ أو تكتب قلنا ونكرر بالفم المليان انه لا توجد لدينا في اليمن صراعات طائفية ومذهبية فصراعنا سياسي من اجل السلطة والثروة ، لكن اعداء اليمن والتغيير استطاعوا النفاذ إلينا من خلال خلافاتنا. نعم هناك من يريد أن نعيد نحن اليمنيون إنتاج الصراع فيما بيننا بشكل جديد يكاد معه أن يتحول إلى صراع من نوع آخر تتداخل فيه الجغرافيا بالمذهبية والطائفية لتفرز مراكز قوى في طور التشكل وأخرى يجري تشكيلها ومثلما كانت حرب صيف 94 لشطب "وثيقة العهد والإتفاق" هناك من يخطط لتنفيذ حرب جديدة لشطب مخرجات الحوار والبدء برسم خرائط جديدة بدلاً من خريطة اليمن الواحدة. وأخيراً : لا للحرب تحت أي عناوين نفذت ونعم لجعل التوافق من أجل التغيير إلى الأفضل لا من أجل مكاسب حزبية أو شخصية أو جهوية أو مناطقية والقضايا العالقة الكبرى لن تحل حلولاً عادلة بالقوة أو بفرض الأمر الواقع أو بتنفيذ حرب للقفز وتخطي ما اتفق الناس عليه فاليمن يتسع للجميع وعلى القوى المتصارعة المتحاربة أن تراجع حساباتها فالجميع هذه المرة خاسرون ولا مفر من التعايش . قتلها مراراً وقالها غيري وستندمون إن تحاربتم لإنكم ستعودون إلى طاولة الحوار منهكين مدمرين وسُيفرض عليكم ما ترفضوه اليوم بل وأقل منه وستقبلون والدماء تسيل منكم وأنتم منكسو رؤوسكم أذلاء . "الثورة"