يوم الأحد 12 أبريل 2015م لم يكن يوما عاديا في إب ، بل كان يوما استثنائيا واستثنائيا جدا ! استيقظت إب ذلك اليوم على أخبار عاصفة الحزم التي طالت طائراتها محافظات أخرى كصنعاء وتعز وصعده وغيرها … إب بدأت يومها بشكل عادي ، السماء تلبدت بقليل من الغيوم الداكنة بما ينبي بنهار ممطر ، ولم يكن أحد يعلم أنه سيكون ممطرا بمطر من نوع آخر ! مرت ساعات الصباح هادئة حتى الظهر ، واستمر الهدوء حتى الرابعة عصرا، عندها بدأت سماء إب تمطر مطرا من نوع آخر ؛ فقد بدأت طائرات التحالف قصفها لإب بأول صاروخ أصاب الملعب ، صاروخ اهتزت له المدينة التي لم ترَ يوما مثيلا لذلك اليوم .. سماء إب التي تمطر خيرا وبركة يملأ المزارع والشوارع ، أصبحت تمطر قذائفا ونيرانا ! تعالت صراخات الأطفال والنساء وهم يبكون مع دوي أول انفجار الذي تطايرت بسببه زجاج نوافذ البيوت المحيطة بالملعب حتى مسافة بعيدة .. هرع العشرات من الناس إلى الملعب لإسعاف الجرحى والمصابين ، وهم هناك فاجأتهم ضربة ثانية طالت أجزاء أخرى من الملعب ، فتفرق الناس هاربين يولون الأدبار ، أما البعيدون عن مكان الانفجار ، فقد أحسوا أثر الضربة في اهتزاز البيوت وصراخ الاطفال والنساء ، وصدى صفارات سيارات الاسعاف التي حملت الجرحى إلى مستشفيات المدينة التي أعلنت استنفارا وطلبا ملحا في فصائل الدم المختلفة لإنقاذ ما يمكن انقاذه .. بعد تلك الضربتين هدأ الموقف ، لكن الفزع الذي طال الناس لم يهدأ وهم يتوقعون ضربات أخرى خلال الساعات القادمة.. جاء المغرب ، وتعالت أصوات المآذن معلنة الصلاة فصلى الناس وهم متوجسون ، وعم الظلام المدينة مع دخول الليل وانقطاع الكهرباء ، لكن هذا الظلام لم يدم فقد بدده انفجار ثالث ملأ السماء لهبا ونيرانا واهتزت الأرض للمرة الثالثة ، وتعالت الصراخات الممتزجة مع هدير الطائرات المغيرة وهي تنتهك سماء إب .. بعد فترة عادت الكهرباء وتوالت ضربات طيران التحالف على مناطق مختلفة من المدينة ، والناس في قلقهم فهم لم يعيشوا مثل هذا الوضع الذي لم تعرفه مدينتهم المسالمة في يوم من الأيام … مرت الساعات بطيئة - كما هو ديدن ساعات القلق دائما - والضربات تنهال بين ساعة وأخرى حتى الحادية عشرة ليلا .. " هل انتهت الضربات أم لا ؟" تساؤل عم الكل ، لكن لا أحد يعرف إجابة حاسمة وكل ما يقال مجرد تكهنات من هنا وهناك .. الكهرباء مستمرة - على غير العادة - والناس متكومون في بيوتهم ، وكثير منهم نزح في ساعات النهار المتبقية نحو القرى القريبة .. أصبحت المدينة مدينة أشباح بخلو الشوارع من المارة طيلة المساء ،، النوم جفا الكل حتى الأطفال ، ومرتادو الفيسبوك يوالون رفع الأخبار والصور على الفيسبوك الذي امتلأ بالجدال و(المهترات) حول الضربات التي طالت إب في ذلك اليوم الاستثنائي جدا.. وأخيرا: صلواتُ النفطِ سفيانيةٌ… والمصلى لحمُ «عمّار بن ياسر».. إنها نفسُ الضحايا والمُدى… آخرُ التجديدِ، في شكلِ الوتائر الشاعر/عبدالله البردوني