يمة بشكل عام محافظة جميلة ، تتوفرفيها كل مقومات المنطقه السياحة الداخلية والخارجية فيما لو وجدت الدولة . الخضره والجبال الشاهقة وتنوع التضاريس اهم مايميزها. على قمم هذه الجبال شيدت قراها ، لكن اغلبها تفتقر لطرق المواصلات ، بل وحتى الطرق السالكة لحيوانات الابقار والحمير ، مايدفع بالناس الى ايصالها على الظهور وهي صغيره بهدف تربيتها والاستفادة منها . توحي لك جغرافية المحافظة وصعوبتها بأن اهلها اقسى منها ، غير انهم في حقيقة الامر اكثر قبولا للظلم وتعايشا مع الهزيمة . الى ماقبل سنوات قليلة ، كانت تتبع محافظة صنعاء على الرغم من انها تقع على حدود محافظتي الحديدةوذمار والاقرب لهما . تبعيتها الادارية لصنعاء يرجع لهدفين: الاول كون المحافظة زراعية ، وبالتالي ضمان ذهاب خراجها للعاصمة امتدادا لثقافة الفيد الرسمي . اما ثانيا ، فللحصول على عائدات الرشاوى المبذولة في الشرائع الى جيوب الحكام والمسؤلين في صنعاء ايضا ، حيث عرف ابناء المحافظة ادمانهم الشريعة لاتفة الاسباب واستمرارها لسنوات طويلة ، وما يصاحبها من ضخ سخي للاموال في سبيل الانتصار على الخصم ، بحيث يمكن القول ان عدد السنين المرتبطة بخوض مثل هذه المعارك باتت مصدرا للفخر والتباهي فيما بينهم. " كل على من قدر وانا على حمار خالتي" مثل ينطبق تماما على ابناء ريمة ،الذين يحاولون جاهدين وبطرق متكلفة الانتماء لثقافة شمال الشمال من حيث اللبس والهيئة العامه للفرد وطريقة الحياة وحتى اللهجة في احيان كثيرة، مع ذلك ينظروا لهم ، للاسف اقولها، بطريقة دنيوية هم مصدرها ، مايدفع بهم نفسيا لوهم الا نتصار على هذه العقدة ،بالتمظهر والتعالي في المدن التهامية. في اعتقادي ان مشكلة ابناء ريمة تتلخص بشعورهم بالمواطنة الناقصة ، لدرجة –مثلا- قيام احدهم بالاستعانة بمسلحين من قبائل " بني ضبيان" مقابل 250الف ريال ، في خلاف مع احد اقربائي على مبلغ لايتعدى 500 الف ريال ،وهو ماعترف به بعد حل الخلاف. مثل هذا الشعور وما يترتب علية من محاولات للانتماء النفسي خارج الاطار الجغرافي ولو بأرتداء مفردات الخطاب السياسي والاعلامي والاجتماعي ، قد نلمسة بوضوح في عزلة " شرجب" بالحجرية ، و"الجنيد والرميمة" في صبر ، وكثير من مديريات محافظة اب، ولا اجد حقيقة سبب لمثل هكذا شعور ، وما هو العيب في الانتماء لقيم مدنية شكلت ومازالت اساس التطور العلمي والاجتماعي والسياسي الاقتصادي ، للدول التي نفذت الى اقطار السماوات والارض بسلطان العلم والمعرفي ، وليس بسلطان الزوامل و" المحدوش" . اما حمل البندق فلايحتاج لاي جهد حين تتوفر مبررات حملة، كما يحدث اليوم في المواجهات مع مليشيا " صالحوثي" في كل المحافظات المدنية،وقبلها الملاحم البطولية التي قادت لانتصار ثورة سبتمبر على مليشيات "داعي الموت". لايوجد اذا مايعيب ابناء ريمة ، مثلهم مثل غيرهم من المحافظات المدنية،فنسبة التعليم لديهم مرتفعة جدا ، وتزدهر المحافظة بالتجار والمثقفين والاعلاميين والقوى الوطنية ، وكل مايمنحها حق التباهي بنفسها. فهل استطاع نظام "المخلوع" تشوية الوعي العام الى هذه الدرجة ، وتأسيسة على النحو الذي يجعل من ثقافة ماقبل الدولة، التقطع و"المحدعش" وذبح الاثور نموذجا للغير ومصدرا للاقتداء؟؟ قبل ايام ، قرات مقالة لاحد ابناء المحافظة، لاأتذكر كل ماجاء فيها، لكنها وبشكل عام تطرقت لمرحلة تاريخية مضى عليها 300عام ، حاول الكاتب من خلالها استعراض بطولات اجدادة والمتمثله في بناء دولة بلغ نفوذها الى ذمارووصاب وعتمه ومناطق من اب . شخصيا قراءت ذلك السرد الذي اوردة الكاتب دون مناسبة، باءعتبارة محاولة نفسيةللتعويض عن حالة استسلام المحافظة للتواجد الحوثي ، وعلى عكس كل محافظات الرفض التي يستبسل ابطالها في مقاومتهم ،وهو ذات السبب الذي دفعني للكتابة حول هذا الموضوع .. مع العلم ان السلفية احدى المديريات الخمس المكونة للمحافظه ، كان لها دور بطولي في مقاومة نظام المخلوع من خلال الجبهة الوطنية ، واعتبرت حينها من اقوى واشرس الجبهات . اذ يحكى في هذا الصدد ، ان قائد القوات الحكومية ويدعى " الكبسي" وعند وصولة الى الجبهة في بداية تعيينة، توعد المقاومين بالاستئصال وما يسيء الى عروضهم من القول ، فما كان من المقاومة الا ان خاضت معة معركة شرسة قادت الى هزيمته واعتقالة ، و القيام بتجريدة من ملابسة و"تسمير" يدية على الخشب ،ومن ثم قتلة ورمي جثتة في مدينة ذماركعقاب على بذاءتة. فهل تستطيع السلفية ان تقود ريمه في مواجهة مليشيات" صالحوثي" كامتداد لتاريخها الوطني، ام سيقبل الجميع بالاقوى في المركز المدنس كما هي العادة، انطلاقا مما ذكرتة في بدية المقالة؟؟؟.