في 94 أتى صالح ومعه الاصلاح وحاربونا لنكن وحدويين بالقوة، ونحن قبلنا ذلك وتخلينا عن قياداتنا الجنوبية الانفصالية ... بينما اليوم وفي 2015 يأتي الحوثيون ويحاربوننا ونحن نعيش العقد الثاني تحت الوحدة ؛ فماذا يعني هذا؟ ؟؟؟؟ أليس هذ أمرا حوثيا لنا بأن : " خذوا السلاح يا جبناء وانزلوا احكموا دولتكم الجنوبية فهاقد حررتكم من شرعية الوحدة وخلقت لكم فراغ سياسي ، حتى أنني لحقت الرئيس الشرعي الى قصره في عدن وأجليته " ؟؟؟؟ !!!! نعم قد يحدثك بهذا مواطن جنوبي ، ويضعك أمام هذا التساؤل العصيب كأحد أبناء الشمال الوطنيين الوحدويين ... !!!! أنت: لو كنت متابع وتقرأ الأوضاع؛ فقد ترد بقولك له، أنتم ترفعون عندكم اعلام الانفصال وتطالبون به وتخرجون في مظاهرات سلمية ومسلحة للمطالبة بفك الارتباط، وأنتم قمتم بقتل الشماليين في صفوف الجيش وتعتدون على ابناء الشمال المدنيين عندكم و و و .. الخ وتلك أكبر الحجج لديك والتبريرات ، بغض النظر عن أن يكون مطلبهم مشروعا أم غير مشروعا ... لكن ؛ ماذا سترد عليه لو رد سائلا : " كم هي الأعلام الانفصالية المرفوعة؟ ؟ وكم هم الذين يتظاهرون للمطالبة بالانفصال؟ ؟؟ وكم هم الذين قتلوا من الشماليين وأين وكيف تم قتلهم ومن هم الذين قاموا بقتلهم ؟؟؟ ثم من متى ومن تسمونهم بالانفصاليين وهم يطالبون بالانفصال ويرفعون علم الانفصال؟ ؟؟ وهل اسقطوا مدينة أو مديرية واحدة جنوبية عن سلطة الشمال؟ ؟؟ ثم أين هو الحراك المسلح الآن ولماذا اختفى ؟؟؟؟؟ !!!! ان محاولتك اﻹجابة على تساؤلاته تلك ستقودك الى أن تجيب بالضرورة عليها وتضل في متوالية من الأسئلة وعلامات الاستفهام التي لا تنتهي .. أهمها : كيف لوحدات الجيش في الجنوب التي تمردت على رئيسها الشرعي وغلبته واعتقلت وزير دفاعه أن تعجز عن ردع ومنع عصابات تقتحمها وتقتل جنودا شماللين بداخلها؟ ؟؟ وهنا فمن الطبيعي أن تقول: ربما إن قوله الحق ، ثم تضع تساؤلا على نفسك ومن ثم تبحث عن اجابة لهذا السؤال : " هل هدف الحوثي تحقيق الانفصال فعلا؟ ؟ " المقالة التحليلة هذه ، أتت كمحاولة لتقديم اجابة على ذلك ، وتترك للقارئ والمتابع حرية الفهم والنقد والقبول .. تقول هذه المقالة، كبداية فإنه لكي نصل الى اجابة ، وتكون أقرب للمنطق؛ فلا بد من معرفة : ما النتائج التي لو حدثت فستخدم الجنوب في تحقيق الانفصال؟ ؟؟ ثم ما دور الحوثي وعلاقته بتحقق تلك النتائج؟ ؟؟ وما الذي سيستفيد منه الحوثي وراء ذلك؟ ؟؟ وهنا نجد أن أهم ما يخدم الانفصال، هو كلما سيصب في علاج العوائق التي تقف أمام الجنوبيون المطالبين به.. إن القراءة لتاريخ وجود وتطور الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال تقودنا الى أن أهم العوائق التي تقف امام مشروعهم الانفصالي الذي يقوده البيض، هي عوائق كثيرة ؛ بيد أن أهمها تتمثل في الاتي : 1) افتقار الحراك الانفصالي الى تأييد شعبي جنوبي واسع، وهذا سببه يعود لعوامل عديدة من بينها وجود حزبي الاصلاح والمؤتمر هناك وارتباطهما بالشمال.. 2) من العوائق أيضا هو ضعف مبررات المطالبة بالانفصال؛ ﻷنها كانت تأتي من باب حجج فساد النظام السابق وهذا غير منطقي ﻷن فساد النظام السابق كان على الشمال أكثر منه في الجنوب وقيادة النظام السابق ومفسديه شمالية وجنوبية ، بل وزاد هذا المبرر ضعفا بوجود ثورة 2011 المغدورة، ومن ثم احتوى مؤتمر الحوار للحراك وتضمين مطالبه في مخرجاته وتنفيذ بعضها قدما كأعادة المسرحين من الجيش .. 3) ومن العوائق أيضا وجود روابط شرعية بين الشمال والجنوب، يمثل الانقلاب عليها انقلابا غير شرعيا ويناقض المواثيق والقوانين الدولية والوطنية المبرمة، ومنها : الدستور ، ومجلس النواب ، والرئيس والحكومة ، وكلها شرعية تمثل ارادة شمالية وجنوبية موحدة ... وهذا العائق هو ما يمكننا تسميته بعائق شرعية الوحدة .. إن من يبحث عما هو دور الحوثي الفعلي في ازالة تلك العوائق، فسيجد جليا وواضحا أن الحوثي بحربه على الجنوب بشكل مليشاوي ، هو وحده الاستفزاز الذي خلق داخل كل فرد جنوبي ضرورة وحافزا ومبررا لنفسه بأن عليه اللحاق في ركب رافضي الوحدة، حتى الساسة منهم، ذلك ﻷنهم يجدون أنفسهم أمام مليشيات مسلحة وليس جيش ، وهي مليشيات شمالية ولا شرعية... حتى ما يقول الحوثي عنه أنه الجيش؛ فإن الحوثيون في توصيفتهم له ونظرتهم اليه ؛ يتحدثون عنه وكأنه جيش الشمال، فعلا سبيل المثال وجدنا الحوثي يروج وبكثرة على حادثة ذبح عددا من الجنود من قبل القاعدة بأنها حادثة استهدفت جنودا شماليين فقط، كما نجدهم أن الحوثيون يتوجهون في علاقتهم مع ذلك الجيش، توجها يرتكز على أسس شمالية ، كأن يتبنون قيادات الجيش الشمالية المعينة في الجنوب ويلمعونهم اعلاميا ويغطون تمردهم و و و ... الخ وذلك على العكس من نظرتهم الى القيادات الجنوبية هنا وهناك... وهذه الاعتبارات الجغرافية لعبت دورا خطيرا، وافقدت هيبة وشرعية الجيش لدى ابناء الجنوب ، فثقافة الحوثي تجاه الجيش أوجدت مفهوما انقساميا عن الجيش لدى ابناء الجنوب ، وعلى أسس شمال وجنوب، وأكدوا ذلك باعتقالهم لقادة عسكريين جنوبيين ومساندتهم لمتمردين شماليين،. وفيما يتعلق بعائق شرعية الوحدة ؛ فالحوثيين هم وحدهم من اسقط كل الروابط الشرعية بين الشمال والجنوب، فهم من قاموا بالانقلاب على الرئيس الشرعي وحكومته وفرض حصارا واقامة جبرية عليهم، وحينما حاولوا نقل شرعيتهم لمجلس النواب الذي قد يصعب على الحوثي ردعه واسقاطه، قام الحوثيون بمنع مجلس النواب من الاجتماع لقبول استقالة هادي وحكومته أو رفضهما ودعمهما شرعيا وشعبيا... ثم وبعد ذلك أيضا ، أعلن الحوثيين ما أسمي بالاعلان الدستوري، واعلنوا حل مجلس النواب والدستور ... حتى حينما استطاع هادي النفاذ من حصارهم، وكأنهم ارادوا له الهروب الى عدن، تحرك الحوثيون بعده واعلنوا الحرب عليه حتى انتهى ذلك بملاحقته وتشريده ، وكأنهم ارادوا قدما أن يخلقوا للجنوب شرعية حتى في مطالبتهم بالانفصال ... اما عن ما الذي سيستفيده الحوثي من ذلك؟ ؟؟، نجد ان الحوثي بتخلي الجنوب عن الشمال سيتمكن من بسط سيطرته على الشمال، نظرا لمحدودية قدراته التي هي أقل من أن يسيطر على اليمن موحدا، بالاضافة الى ذلك طبيعة الخلفية ا الاجتماعية والثقافية لجماعة الحوثي كحاكم وللشعب اليمني كمحكوم... وهذا بالاضافة الى اذا لم يكن طموح الحوثي وغايته في اليمن هي العمل كخنجرا ايرانيا في خاصرة المملكة السعودية وهو طموح ينتهي بسيطرة الحوثي على الشمال المحادد للمملكة والمحتوي على حدودا بحرية تعمل قناة مفتوحة امام ايران ... ولتأكيد ما سبق فما الذي تفهمه عندما تجد حاليا : أن الحوثيين نشطون في حروبهم على المدن المستعصية في الشمال ويستميتون في محاولة السيطرة عليها؛ بينما مليشياتهم في الجنوب خاملة وتسجل تراجعات وانسحابات يومية في ضل تراجع القيادة في الشمال عن ارسال المدد والدعم الى الجنوب .. . أعتقد أننا أغبياء إذا لم نؤمن بأن الانفصال جاري على قدما وساق ولا أحدا يغذيه سوى الحوثي ؟؟؟ وفي ضوء ذلك واستنادا الى بعض المؤشرات ؛ فإننا نتوقع أن يتم اختلاق مبررات سياسية للحوثي ليقوم علنا بتسليم الجنوب الى فئة من ابناء الجنوب ، ويمكن أن يكونوا من الفئة الانفصالية التي ستضمن ايران تبعيتهم وولائهم لإيران