إذا لم ينتصر الشعب في هذه الحرب فلا معنى لأي واقع سيفرض بمنطق القوة او متفق عليه بين طرفا العصابة. يكمن الجزء الأكبر من مشكلة اليمن في نخبتها السياسية الحريصة على حماية مصالحها الخاصة وإمتيازاتها غير المشروعه على حساب تطلعات الشعب . ثمة أطراف عديدة في صف الشرعية يحاربوا من أجل مصالحهم الأنانية، وليس بدافع حرصهم على استعادة الدولة. وذات الأسباب دفعت باطراف سلطوية للتمترس خلف المليشيا لآستعادة ما سلبوا من «سلطة وإمتيازات» ربيع 2011 . وطرفا الحرب المعلنة وغير المعلنة كانا يشكلان عصابة سلطوية واحدة حكمت البلاد طيلة ثلاثة عقود بدعم سعودي . انشطرت السلطة/العصابة وكل طرف استعان بمخالب طائفية وقبلية لحماية مصالحهم ونفوذهم المبدد لوجود الدولة. تذرع تحالف الإنقلاب بكذبة اسقاط الجرعة قبل تصويب رصاصة الرحمة على رمزية الدولة باستباحة العاصمة صنعاء، وإشعال حرب قذرة ضد اليمنيين . لقد انتحر تحالف الإنقلاب بشر حماقة تقدير موقف الشعب، ومخاطر ابتلاع اليمن في توقيت حساس تمر فيه المنطقة العربية. في الضفة الأخرى تعد عمليات التحالف العربي منقذا لاطراف سلطوية منحازون بقصد انتهازي لمطلب استعادة شرعية الدولة . وبعيدا عن دوافع الطرفان تظل مصلحة الشعب في استعادة الدولة والسلطة والثروة من العصابة المنقسمة على الجبهتين. ومن مخاطر الحرب الراهنة تمكين ذات العصابة من تشكيل خريطة المستقبل وفقا لمحدداتهم غير الوطنية رغم وجود أطراف سياسية فاعلة غايتها استعادة الدولة وحماية النظام الجمهوري من خطر الإمامة. ولن تحقق القوى السياسية والمقاومة الشعبية دون تمسكهم بشرعية الدولة وحماية تضحيات الشعب من مشاريع عصابة اللادولة.