تتعرض سوريا منذ مايقارف الخمس السنوات الماضية لمؤامرة عربية تحت مسمي طوفان الربيع العبري وليس العربي، وتندرج تلك المؤامرة على مخطط تقودة أطراف خليجية هما السعودية وقطر ومساندة من تركيا بحسب تصريحات مسؤولون سوريون، وبرغم كل الدعم المادي واللوجستى للمعارضة السورية والمنظمات الإرهابية طوال تلك السنوات مع ترتيب وتنسيق صهيوني أمريكي مشترك لم تفلح في زعزعة النظام السوري. وما حققته تلك القوي المجتمعة ليس نصر في تهديد النظام ولكن تشريد السكان أكثر من ثلاثة مليون سوري تشرد ونزح بعد تهدم منازلهم والغريب بأن تلك الدول العربية التى هى السبب الرئيس في ما حل على سوريا وأهلها لم تفتح أبواب حدودها لهم، واتجهت تلك الحشود النازحة نحو أوربا في رحلة مخاطر تحمل معها الموت المحتوم. وظهر مؤخرا بصورة ظاهرة الدب الروسي مكشر عن أنيابه مدافع عن الأسد السوري الذي ظل يصارع ويقاوم من جميع الجهات، وتختلف الروايات في سبب التدخل ومنهم من ينتظرها على إنها اقتصادية في المقام الأول، وروسيا الحليفة للنظام السوري اقتصاديآ وتأتي المخاوف الروسية في انهيار النظام السوري وعملت لكل الوسائل لتثبيت قوة النظام أمام الدول المتحالفة على اسقاطة. نشير هنا بأن التدخل الروسي هو لحماية مصالحة الاقتصادية كون روسيا تمتلك أكبر مخزون غاز في العالم والمصدر الوحيد لأوروبا، كان لا بد الزامآ على روسيا التدخل بكل قوتها لتحافظ على مصدر دخلها حتى لو كلفتها حربآ مع من يعترضها أو يقف أمام مصالحها، وعلى مر العصور لن تجد فئة أو جماعة أو دولة تقف معك الا ولديها مصالح معك أو تريد تحقيق اهدافها. تدخل الدب الروسي بقوة بسوريا لا غرابة فية أو استغراب حتى لو كان دون إنذار مسبق يهدف الى قلب المعادلة السياسية في الوطن العربي، وأصبح من يطالبون بعزل النظام تغيرت خطاباتهم وطريقة كلامهم وأسلوب مهاجمتهم للأسد. دخول الدب الروسي غمار التحدي هو امتداد للعلاقات الأقتصادية المتينة التى تربطه بالنظام السوري، وبأن تتغير على الفور خطابات الدول الاوربية وأمريكا من المستحيل إلى السهل، والعجز الذي لحق بأمريكا في محاربتها للإرهاب متمثل بداعش الصناعة الأمريكية جعل المخطط ينكشف أمام الرأي العام. أصبح ملك الغابة الأسد تعاد لة قواة بعد تدخل الدب الروسي، وهنا كشفت لنا العديد من المخططات الامريكية والإسرائيلية اتجاة تقسيم الشرق الأوسط الجديد، وما تلك الأعمال الا بالقيل مقارنة بالقادم في المنطقة.
قد تشهد المنطقة العربية برمتها في القادم اضطرابات وتحولات سياسية بقيادة روسية كما يتغير المناخ من فصل الى فصل، البلدان المرشحة التى يتغير المناخ السياسي فيها هى بوجة الخصوص اليمن لاعتبارات اقتصادية. الواضح الجلي بأن دول الخليج وما يطلق عليهم التحالف العربي ضد العربي في تخبط بعد بدء الإنسحاب التكتيكي الأمريكي الحليف الأبرز للسعودية وحلفائها جعل موازين القوة في كفة الروس وحلفائهم. السعودية تبحث بكل الطرق لترويض الدب الروسي عبر مسئوليها، لتستمر على قمة الهرم العربي، وبهذا يحقق الروس أهدافهم الاقتصادية دون عناء كون هذا ما يجعل من السعودية صيد ثمين سهل لدب الروسي لإشباع رغباتة الاقتصادية. قد نشاهد في القريب العاجل تحالف روسي يمني مع القوي اليمنية بالداخل والتى تشير كل المؤشرات على ذلك زيارة الرئيس السابق لليمن علي صالح لسفارة الروسية وما تبع تلك الزيارة من إختراق الأجواء وكسر الحصار الجوي بقدوم طائرة مساعدات روسية في خطوة تحمل فى جوفها العديد من التساؤلات ما هى الا أيام قليلة وتكشف مضمون الزيارة. نختم هنا بأن الرئيس السابق لليمن يمتلك رؤية سياسية ثاقبة وأوراق يستطيع إستخدامها وقت ما يشاء، ننتظر رد التحالف الغازي ماذا يصنع هل ترضخ للتحاور لتجنب مزيد من الاستنزاف المالي وفقدان السعودية مكانتها من القيادة العربية في تفريق العرب.. صحيفة رأي اليوم اللندنية