إبان الحروب الست الظالمة والعبثية التي شهدتها صعدة والتي أحرقت الأخضر واليابس لم يسلم حينها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأركان نظامه من النقد والتعاطف مع مدينة السلام من كثير من الكتاب والصحفيين... جاري كان حوثيا وتعرض للإعتقال أكثر من مرة وزج به في سجن الأمن القومي... أسرته كانت تأتيني وتطلب مني مناشدة صالح إطلاق سراح عائلها... كنت أتعاطف معهم باكثر من مادة مابين خبر ومقال. ...وكذلك بعض زملائه من جماعة الحوثي الذين تعرضوا للإعتقال أكثر من مرة أمثال زعيم الشيعة في الجوف الشيخ مبخوت هادي كرشان ويحي طالب الشريف الذين أجريت معهما حوارا لصحيفة الديار بعد أن افرجت السلطات الأمنية عنهما وغيرهم كثير.. .ولم توجه لي تهمة من نظام صالح بأنني حوثي أو إثنا عشري أو غيرها من التهم... أيا كان نظام صالح فعلى الأقل أنه كان يتقبل النقد ولم يعلن الحرب على الكتاب والصحفيين سوى بعض الممارسات والإعتقالات لبعض وليس كل الصحفيين ممن كانوا يتجاوزون حدود اللياقة في نقد الحاكم ومع ذلك كان صالح يستجيب لتدخلات نقابة الصحفيين ويطلق سراح كل من دخلوا معه في خصومة مباشرة وحادة أمثال المرحوم الزميل عبدالكريم الخيواني وغيره.. .اليوم وبعد أن تحولت جماعة الحوثي من موقع المظلوم إلى موقع سلطة الأمر الواقع وبدلا من أن تستغل وسائل الإعلام لصالحها انتهجت سياسة مغايرة وعمدت إلى إغلاق كثير من وسائل الإعلام و ضايقت كل من لم ينتم للجماعة...وأمعنت في تكميم الأفواه ورفض النقد البناء.. .وبدأت تمارس إلصاق التهم بكل من يخالفها الرأي في بعض التصرفات. ..ماحدث للزميل المذيع بقناة اليمن الفضائية صدام حسن من إعتداء من قبل بعض عناصر أنصار الله ووصفه بكلمة أنت داعشي...يؤكد بأن هذه الجماعة والتي ترى كل تصرفاتها مقدسة إلى زوال..نعم صدام حسن داعشي لأنه رفض الذهاب إلى الرياض واعتبر ذلك خيانة للوطن. ..صدام حسن داعشي لأنه اكتفى براتبه الزهيد بعد أن حرم من كافة الإمتيازات والعلاوات التي كانت تصرف للمذيعين في عهد صالح. ..صدام حسن داعشي لأنه عرض سيارته للبيع ليدفع ايجار ثمانية أشهر متأخرة لصاحب البيت. . صدام حسن ونحن لم نفق من صدمة أنت داعشي لولا تدخل الشيخ عبدالغني المعافا و بعض عقلاء أنصار الله أمثال الأستاذ عبدالخالق المداني ومجدي الحسني والذين كان لهم موقف مشرف وإلا للحق صدام بزملائه في المعتقل وبتهمة.. داعشي ..وداعا حرية الرأي.