في اليمن... عندما يتم الحديث عن " الفندم" أو "الشيخ" فإن الأغلبية تحاول تخمين عمن يدور الحديث.. ولكن عندما يتم الحديث عن " الدكتور" فإن الجميع يعلم أن الحديث عن الدكتور عبدالكريم الإرياني. مثلي مثل كثير من شباب اليمن مثّل الدكتور عبدالكريم الارياني لنا رمزا للذكاء والثقافة والوطنية، تبهرنا مواقفه وقدراته وردوده المفحمة في المفاوضات والاجتماعات، ولكني كشاب يمني كان أكثر ما يلفت انتباهي ويبهرني هو مجموعة الصفات الشخصية والقيم والمثل التي أعتقد أنها تشكل رسالة الدكتور لكل اليمنيين. قدرته العجيبة على عدم اليأس او الإحباط وعدم فقدان الأمل وفي أحلك وأصعب المواقف، فعندما ينغلق أمامه طريق كان ببساطة يستدير ويسير في طريق آخر وإن لم يجد حاول شقه بنفسه، دون أن يتخلى عن الأمل والحكمة. في أوقات معينة لم يكن هناك متفائل واحد في كل اليمن إلا الدكتور، ومن البديهي أن مجموعة من المتشائمين يستحيل أن يوجدوا حلا. نشاطه وحركته المستمرة وحتى في سنوات عمره المتقدمة، كان يحرج الشباب من حوله بنشاطه و قدرته النادرة على القيام بعدة اشياء في وقت واحد دون ان يخطيء او يتشتت تركيزه حبه الفريد لليمن ولكل ماهو يمني، إلمامه بكل مايخص اليمن فكان يمنا يمشي على قدمين، وفي أنحاء العالم التي زارها كان يُنْظَر لليمن من خلاله . أثار حيرة الجميع في مواقفه غير مدركين أنه ليس كالآخرين مع هذا الطرف أو ذاك بل مع اليمن ولا احد غير اليمن.. وفي زمن الفتنة يكون هذا هو أصعب المواقف وأشجعها الأخلاق والتواضع والثقافة وحب التعلم لكل جديد وعدم التوقف عن الإطلاع معاملته للجميع بلطف شديد حرصه على أن يشعر الشباب من حوله باحترامه وتقديره، ترفعه عن الاساءات إلى درجة كانت تحرج المسيئين أنفسهم وإيمانه الكبير بالتاريخ وبأنه سيوضح كل شيء. كل هذه الصفات العبقرية التي يجمع عليها كل من عرفه تمتزج كألوان رائعه لترسم لوحة جميله للدكتور عبدالكريم الارياني.. لوحة لشخص تنفس عشقا وإخلاصا وحبا لليمن فسكنته وسكنها. هذه الصفات الجميلة تشكل بالنسبة لي وللكثيرين مثلا أعلى جدير بالإنسان أن يحاول بكل طاقته الوصول إليها .. أو على الأقل المحاولة رحم الله الدكتور عبدالكريم الارياني