لطالما مثلت مأرب الحضارة نموذجاً يحتذا به في الأمن والاستقرار، ونموذجاً في امتزاج الثقافات والتنوع حيث تضم العديد من النازحين من المحافظات الشمالية والجنوبية ممن وجدوا في مأرب ملجأ لهم بعد أن شردتهم الميليشيات الحوثية من منازلهم. هذا النجاح وهذا التقدم الذي ظهر في هذه المحافظة ذات السمعة السيئة التي صنعت عنها سابقاً من قبل جهلا وبلاطجة صنعو لمهمة التخريب والتدمير، هذه النهضة التي صنعها أبناء مأرب ممثلة بالسلطة المحلية وأبناء المحافظة الشرفاء جعل من المتربصين بها يثورون لأعمالهم القذرة والخبيثة، فهم لا يفهمون لغة السلام والاستقرار، بل يفهمون لغة العنجهية والظلام والاستبداد، وبدأوا بشتي الطرق والوسائل الحثيثة للنيل من هذه المحافظة بصناعة الإرهاب والقتل خارج إطار القانون. ظن الجميع أن مأرب ستقف مكتوفة الأيدي، لكنها لم تكن كذلك فرجالها سطروا أروع التضحيات والبطولات في رسم طريق مستقبل آمن لهذا البلد، وما حصل بالأمس خير دليل على ذلك، فأبناء مأرب انتفضوا ضد المعتدين والطغاة، فهم يعرفون جيداً أن العودة لمسلسل اللا استقرار يعني تدمير المدينة التي أصبحت اليوم تسمى بسنغفورة اليمن، نعم هكذا تسمى، فهي تستحق أكثر وأكثر من هذه التسمية. اليوم بعدما تلقت الميليشيات الحوثية ضربات موجعة من أبناء هذه المحافظة الشرفاء تريد استهداف رأس السلطة فيها ظناً منها أنها ستقضي على مأرب وعلى تضحيات أبنائها الشرفاء الذين تخلو عن صراعاتهم واتحدوا ضد هذه الميليشيات التي أهلكت الحرث والنسل. وبما أن مأرب هي المحافظة الأولى والسباقة في مقارعة هذه الميليشيات التدميرية، وهي الحاضنة الأولى للتحرير فهذا هو الشيء الوحيد الذي جعل من الميليشيات تهيج وتثور على هذه المحافظة وتحاول استهداف محافظها بصاروخ بالستي في منزلها من جهة، ومن جهة أخرى هذا دليل واضح على الضربة التي تلقتها الميليشيات الحوثية في تجفيف منابعها وأجندتها المتخفية في هذه المدينة من قبل القوات الحكومية في المدينة. ستبقى مأرب الحضارة حاضنة السلام، وستستمر انطلاقة التحرير منها رغم كيد الكائن وتربص المتربصين.