تحت عنوان "احتفائية الشمع" وبالتعاون مع "جمعية مواجهة أضرار القات" و"سماء للدراسات المجتمعية" نظمت رابطة الشارع الإبداعية "العراطيط" الأحد الماضي أمسية شعرية وقصصيَّة بمقرّ جمعية مواجهة أضرار القات تضامناً مع ما يتعرَّض لهُ المواطنون من "تعسف كهربائي" بسبب الانطفاءات الكهربائية المتكررة والطويلة، واحتفاءً بالشمع الذي أصبحَ يمثلُ حالةً لازمة في حياة المواطن اليمني في الألفية الثالثة..! وفي بداية الفعالية رحب الأخ مطهَّر الشرجبي بالحاضرين وبمقدمتهم النائب الأستاذ سلطان السامعي والذي أبى إلا مشاركة العراطيط احتفائيتهم الأدبية هذه، ومن ثم ألقى الأخ أحمد شوقي أحمد عضو الرابطة ملاحظة مقتضبة حول سبب احتفاء العراطيط بالشمع وقال بأن ذلك يأتي ضمن ارتباط العراطيط بمشاكل مجتمعهم ومعاناته، وحيثُ أنّ الشمع يمثلُ أنيس الفقراء والأدباء والقرّاء في ظلامٍ لا هوادةَ فيه، فإن "العراطيط" ومريديهم قرروا الاحتفاء بالشمع والخلاص من ضجيج المواطير الكهربائية وعشر ساعاتٍ - فقط - من الكهرباء في اليوم..! وأضاف بأن احتفاءهم بالشمع يأتي كرفضٍ ساخر لساعاتٍ طويلة من الإطفاءات الكهربائية والتي أصبحت تمثلُ وجعاً دائماً للمواطنين وملوثاً جديداً يلوث حياتهم المتعبة أصلاً. ومن ثمّ استرسلت مقدِّمة الندوة الأستاذة نجاح الشامي في وصف الشمع والتغزُّل بهِ بوصفهِ المؤنس والرفيق في ليالي الظلمة التي نعيشها، وفي لزوم هذه الفعالية التي تأتي كنوعٍ من الوفاء للشمع اللصيق اللازم هذهِ الأيام بحياة اليمنيين.. بعدها تمّ إشعال شمعة لكل حاضر من الحاضرين الذينَ استعاضوا بهذه الشموع منيراً لهم خلال الفعالية والتي ألقى فيها جملة من الشعراء والقاصِّين شيء من نتاجهم الأدبي، حيثُ التقى الشاعران فضل النهاري وفاروق السامعي في التغزل ب "الشرطية" وجاءت مصادفتهما الشعرية كبداية منعشة للحاضرين الذين استمعوا إلى الشرطية "الأنثى" بعيداً عن الشرطية الجندية والضابطة. ثم انتقل المايك للشاعر المبدع علي سليمان الدبعي الذي بكى شِعراً متحسراً على بلدهِ التي تكابد جراحاً ليس تحصى لينتقل إلى الشاعرة والقاصة "أميرة عبده" التي كتبت عن دهشةٍ تنالها كثيراً ليحول الحولُ مرةً أخرى إلى أحمد شوقي في قصةٍ تحكي عن اغتيال كاتبٍ سياسي ومن ثمّ الشاعر المبدع فيصل الذبحاني والذي ألقى قصيدةً أثارت حماسة الحاضرين. بعدها انتقل الدور للنائب الأستاذ سلطان السامعي والذي ألقى كلمة مقتضبة أشاد فيها بالدور الذي يقومُ بهِ "العراطيط" وما يقدموه من نشاطات، كما أبدى إعجابه واستحسانهُ لما استمع إليه من نصوص أدبية، وأشارَ إلى "ضرورة أن تتلقى مثل هذه المبادرات الشبابية الدعم والتشجيع من قبل مختلف الأطراف"، لكنَّهُ عاد وأفاد "بأن الدعم في بلادنا يذهب للقتلة واللصوص والمهربين"، ومن جانبه فقد أعلن عن استعداده لرعاية فعالية كل شهر ضمن جدول فعاليات العراطيط. العراطيط من جهتهم حيوا النائب سلطان السامعي على خطوته النبيلة وعلى رعايته غير المشروطة، وأبدوا شكرهم وتقديرهم الجزيل لما أقدم عليه النائب السامعي من رعايته لفعالية شهرية للعراطيط والتي تعبر عن "نُبلَ ما يحمله الأستاذ سلطان السامعي من شعورٍ بالمسئولية تجاه مجتمعه وتجاه المبدعين في بلادنا عموماً" واعتبروا بأن النائب السامعي "قد أدى بهذا قسطاً من الواجب المجتمعي تجاه المبدعين الشباب، وضرورة رعايتهم من أجل الاستمرار في حمل مشاعل التنوير لخدمةِ هذا البلد، كما نحيي في النائب السامعي أسبقيَّته لهذا الفعل النبيل بمبادرةٍ شخصيَّة لا تحمل أي إملاءات سوى حبه للمبدعين ورغبته في دعم استمراريتهم".