أكثر من 50 في المائة من البريطانيات، بعضهن مازلن في مقتبل العمر ولا تتعدى اعمارهن السابعة عشرة عاما، غير راضيات على مظهرهن الخارجي ويرغبن باجراء عمليات التجميل الجراحية، حسب آخر دراسة اجريت على 25 الف امرأة. ويرى 31 في المائة من العينات، من مقاس 12، انهن بدينات وفي حاجة الى تخسيس اوزانهن، رغم ان مقياس 16 هو الأكثر شيوعا في بريطانيا. وفي الاستطلاع الذي اجرته «القناة الأولى التابعة ل «بي.بي.سي» (راديو وان) قالت إن 50 في المائة من النساء يحاولن قدر الإمكان تجنب الطعام، فيما اعترفت 8 في المائة منهن بتعمد التقيؤ من اجل انزال اوزانهن. اضف الى ذلك ان واحدة بين كل عشرة نساء تمقت شكلها. كما ان اكثر من 50 في المائة من الفتيات، 12 16 عاما، يعتقدن انه وبسبب اشكالهن فشلن في ان يكون عندهن اصدقاء من الذكور، وغير قادرات ان ينخرطن في علاقات طبيعية. الكثير من المراقبين، بما في ذلك كبير اساقفة الكنيسة الأنجليكانية الدكتور روان وليامز، هاجموا وسائل الاعلام التي تروج لثقافة النجوم والمشاهير، اذ أصبحت كل كبيرة وصغيرة في حياتهم توضع تحت الضوء، بدءا من الأمور الشخصية إلى شكل الأنف، هذا عدا عن تأثيرهم المباشر على الذوق العام. أكبر دليل على هذا العارضة البريطانية كايت موس، التي عرضت لها صورا في المدة الأخيرة تقارن بين شكل أنفها الأفطس وهي صغيرة، وشكله المستقيم الآن، وتفتح جدلا جديدا حول ما إذا كانت قد أجرت عملية ترميم له ام لا. القسم الأول يقول ان شكله الحالي، المائل إلى الطول والنحافة يختلف تماما عن الشكل الذي كانت تتميز بها عندما ظهرت اول مرة على ساحة الموضة، بينما القسم الثاني يرجع التغيير إلى تعاطيها المخدرات، وبالذات «شم» الكوكايين الذي لم يعد سرا بعد فضيحة التقاط صور لها وهي تشم في العام الماضي والتي كادت تودي بمسقبلها العملي لولا ان عالم الموضة كان وراءها وتعاطف معها بقوة، من باب «أن من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة». لكن المرجح هو أنها أجرت عملية جراحية ربما قد لا تكون موفقة تماما بالنظر إلى أحد جوانبه (جهة اليمين) الذي لا يبدو مستقيما بشكل جيد، رغم إنكار المتحدثة باسمها. بطلة السلسلة التلفزيونية «فراندز» جينفر أنستون هي الأخرى انكرت تماما إجراء عملية ترميم لأنفها بعد أن شوهدت متلبسة بجرم التردد على عيادة تجميل. جينفر تقول انها كانت تعاني من زوائد لحمية تعيقها عن التنفس، وأن العملية افضل شيء عملته لأنها باتت تنام مثل الطفلة، لكن الخبثاء لهم رأي آخر طبعا. إنكار بعض النجوم هذا يثير التعجب في زمن لم تعد فيه عمليات التجميل أمرا يستوجب الإخفاء، وأصبح بالإمكان القيام بها خلال ساعة واحدة، تكون في الغالب فسحة الغذاء. فواحدة من بين كل عشر نساء بريطانيات يجرين عمليات تجميل ويتعاملن مع مبضع الجراح مثلما يتعاملن مع فراشي وضع ماكياجهن أو صبغات الشعر، حسب إحصائية اجريت مؤخرا، تفيد بأن سبعة من بين 10 نساء مستعدات للاعتراف بإجرائها لشريك الحياة، و53% لأصدقائهن المقربين، 50% لآبائهن، 16% لزملاء العمل، فقط 8% قلن انهن يفضلنها ان تبقى سرية. وتقول جاين بروتن، محررة مجلة غراتسيا: «أصبحت عمليات التجميل في العقد الأخير، أمرا عاديا وتشبه إلى حد كبير عملية قص أو صبغ الشعر... كما لم يعد هناك أي حرج أو خجل من الاعتراف بالخضوع لها». الإحصائية التي قامت بها المجلة، تناولت نساء من شرائح وأعمار مختلفة، اعترفت فيها 54% منهن عن استعدادهن الخضوع لمبضع الجراح في المستقبل إذا كانت النتيجة ستكون شباب وجمال النجمة ديمي مور، التي تبدو أصغر من سنواتها الأربعين بعشر سنوات على الأقل، مع العلم أن هذه الأخيرة لم تترك جزءا من جسدها لم تجر عليه تغييرا بما في ذلك ركبتيها، لأن مظهرهما لم يكن يروق لها، حسب قولها. لكن إذا كانت العمليات التي أجرتها جد موفقة فهناك حالات اخرى لم ينفعها الجاه والمال، ولا الاستعانة بجراحين مشهورين، مثل فرح فاوست، بطلة السلسلة التلفزيونية الأصلية «ملائكة تشارليز» وميلاني غريفيث وغيرهما. لكن المقلق هو ما جاء في دراسة تفيد بأن 96% من البريطانيات غير سعيدات تماما بأشكال وأحجام أجسادهن، بدءا من خصورهن وأذرعهن واياديهن إلى أسنانهن واقدامهن، وأكدن فيها أن المرأة تكون في قمة جمالها وشبابها إلى حد بلوغها الثلاثين، قبل أن يبدأ كل شيء في مظهرها يتدهور. وأعربت 8 من بين 10 عن أمنيتهن بأن يصبحن نحيفات، وبالتالي فإن العملية التي جاءت على قائمة اولوياتهن، هي شفط الدهون بنسبة 42% ، تليها حقن البوتوكس (39%)، ثم تقشير البشرة (37%) وشد الجفون والتخلص من الجيوب تحت العين (29%)، بينما اعربت 33% منهن عن رغبتهن في تكبير الصدر، و27% في شد البطن، 23% شد الوجه، 21% نفخ الشفتين، 19% التخلص من الدهون المحيطة بالفك، 19% ترميم الأنف، 18% شد العنق، 10% تصغير الصدر و9% شد الجبين. لكن اكثر العمليات التي قامت بها النساء فعليا كانت ترميم الانف، تكبير أو تصغير الصدر، نفخ الشفاه وإزالة جيوب، والخطوط المحيطة بالعين. المتهم الأول في هذا الجري المحموم للحصول على الجسم الرشيق والمظهر الحسن هن عارضات الازياء والنجمات، خصوصا الفئة الأخيرة، التي يبدو من صورهن انهن تعودن عليها، إن لم نقل أدمن عليها، إلى حد انه اصبح بالإمكان التمييز ليس بين من خضعت لها ومن لم تخضع، بل التمييز عن عدد المرات التي أجرينها. فليست كل العمليات ناجحة، مثل تلك التي قامت بها كل من ديمي مور، والبريطانية آن روبنسون، مقدمة برنامج «الحلقة الأضعف» والنجمة غولدي هون وباميلا اندرسون وداني مينوغ، اخت كايلي، فهناك أخريات، يبدون اكثر قبحا وشيخوخة مما كن عليه قبل العملية، ونذكر منهن على سبيل المثال جاكي ستالون (والدة سلفستر ستالون) ميلاني غريفيث وفرح فاوست. لكن هل يمكن ان تخفف هذه النتائج السلبية والخوف منها، من حماستهن لها؟ أبدا، بل إن البعض منهن يشجعن ازواجهن على القيام بها، وما علينا إلا ان نتذكر الصور التي التقطت للنجم مايكل دوغلاس منذ أكثر من سنة وهو ما زال يتعافى مما يبدو وكأنه عملية شد وجه. برلسكوني، وزير الوزراء الإيطالي السابق، من جهته كان أكثر شجاعة واعترف بأنه قام بها بإيعاز من زوجته. ومن جانب آخر اظهر مسح «ريديو وان» ان 49 في المائة من الرجال راضون عن مظهرهم الخارجي و10 في المائة منهم على قناعة تامة به. وقال 25 في المائة منهم انهم يفكرون في اجراء عمليات جراحية تجميلية. الشرق الاوسط جميلة حلفيشي