نظمت السلطات اليمنية في اليومين الماضيين جولة لمجموعة من المراسلين الصحفيين لمديرية رازح في صعدة بشمالي البلاد، قطع خلالها الصحفيون مئات الكيلومترات انطلاقا من العاصمة صنعاء ومرورا بمناطق حدودية مع السعودية وسلسلة جبال شاهقة. وجاءت الجولة بعد أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار -الذي تم بين القوات الحكومية والمتمردين من أتباع الحوثي عبر وساطة رعاها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني- قضى بإنهاء التمرد وتسليم المتمردين أسلحتهم وخروج أربعة من قادتهم للإقامة في قطر شرط عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي. سيطرة الحكومة وهدفت الجولة لإطلاع الصحفيين على حالة الاستقرار التي تنعم بها المناطق والمديريات التي حررتها قوات الجيش من أيدي الحوثيين الذين سيطروا عليها لأشهر، ولإظهار ما قام به المتمردون من أعمال تخريب وتفجير للمرافق الحكومية والطرقات ومنازل المواطنين. وحرص القادة العسكريون خلال الجولة على تأكيد النجاحات التي حققتها القوات الحكومية، رغم امتلاك المتمردين للأسلحة من الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات والرشاشات ونهج تكتيكات حرب العصابات التي اتبعوها، إضافة للتحصينات التي أعدوها على الطرقات من بينها الخنادق التي حفرت في بطون الجبال الشاهقة. قائد عمليات قوات العمالقة العقيد حفظ الله السدمي تحدث عن إنشاء المتمردين من أتباع الحوثي نقطة تفتيش في منطقة طريقها صعبة وأرضها قاسية، وذلك للفصل بين مديريتي رازح وشدا، وقال إنهم كانوا يظنون أن هذه المنطقة لن تصل إليها القوات المسلحة إلا بعد سنوات. وأشار إلى أن المتمردين كانوا يعتمدون على صعوبة الأرض وعلى حفر خنادق داخل الجبال واستخدامهم للألغام والشباك الخداعية وتفجير الطرقات وتخريبها. ومن أساليب القتال التي اتبعها المتمردين، وفقا للقائد العسكري، اتخاذ المواطنين دروعا بشرية، وتفجير الجسور والطرقات في الجبال لعرقلة تقدم القوات الحكومية. نقض العهود من جانبه أكد قائد محور الحديدة العميد علي عمر سعيد أن الحوثيين نقضوا العهود كلها ولم يلتزموا بأي عهد على الإطلاق، وقال إنهم خرجوا من السجون بعد قرار العفو عنهم من قبل الرئيس علي عبد الله صالح عامي 2004 و2005، لكنهم عادوا في نفس الوقت لأعمال القتل والتخريب. ورغم التمنيات التي أبداها بأن يعود المتمردون من أتباع الحوثي إلى الصواب والرشد، فإنه اعتبر أنهم في حالة احتضار وأن الاتفاق بوقف إطلاق النار يعتبر عملية إنقاذ لمن تبقى منهم. وكشف العميد أن المواجهات لا تزال مستمرة في عدة مناطق بينها منطقة ذويب بمديرية قطابر، ولكنها تدور رحاها بين القبائل الموالية للدولة وبين المتمردين، وذلك نتيجة حالة ثأر بعد مقتل الشيخ أحمد دهباش في انفجار لغم أرضي أودى به وخمسة من مرافقيه. من جهته دعا الشيخ جبران محمد غلفان شيخ مشايخ بني عقارب في حديث للجزيرة نت جميع المواطنين والشيوخ إلى الوقوف ضد المتمردين والتعاون مع القوات المسلحة والأمن، وللقبض عليهم وتسليمهم أو قتلهم للحفاظ على أمن واستقرار محافظة صعدة. أما النائب البرلماني عبد الكريم جدبان فقد قال إن أبناء مديرية رازح استقبلوا القوات الحكومية بالورود. وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه لم يكن بإمكان المواطنين التنقل من قرية إلى أخرى في ظل سيطرة الحوثيين علي رازح، وكانوا في حالة خوف وقلق وأصيبت الحياة العامة والتجارية وحتى المدارس بشلل تام.