في إطار البرنامج الثقافي للعام 2009م لمركز دال للدراسات والأنشطة الثقافية والاجتماعية أقيمت أمس الأحد 20/12/2009م بمقر المركز فعالية المركز الأسبوعية والتي كانت بعنوان ((الأزمة المالية العالمية:التداعيات:تأثيرها على اليمن))للدكتور علي الفقيه أستاذ علم الاقتصاد .. وقد بداء الدكتور الفقية حديثة بمقدمة عن طبيعة النظام الرأسمالي وذكر بعضا من خصائص هذا النظام ووظائفه وقال إن الذين يحمون الدول الرأسمالية هم رجال أعمال من الرأسماليين وأصحاب الشركات العملاقة الطبيعة الربحية للنظام الرأسمالي وهذا ما جعل أنشطته الاقتصادية تتسم بالمضاربات والمبالغات والعقود الآجلة بهدف تحقيق الربح ومن ثم فهو اقتصاد عنكبوتي سريع الانتشار وبهذه الصورة فهو اقتصاد أزمات متكررة واستعرض الدكتور علي الفقيه بعض أسباب الأزمة المالية العالمية الراهنة وقال إن احد الأسباب هو أن الاقتصاد العالمي اليوم أصبح مترابطا والأسواق العالمية مكشوفة نتيجة التطور التقني خاصة في تقنية الاتصالات وقال إن الأزمة بدأت بقيام البنوك الأمريكية بمنح تسهيلات كبيرة للإقراض العقاري خلال السنتين الماضيتين حيث اندفع الأفراد والمؤسسات للاقتراض من البنوك لشراء العقارات ومن ثم إعادة بيعها لتحقيق الربح السريع عن طريق المضاربه وهكذا أصبحت أسعار العقارات خيالية ونتيجة ذلك لم يستطع الافراد والمؤسسات سداد اقساط تلك القروض فبدؤوا يعرضون عقاراتهم للبيع ومن هنا بدات تنهار مؤسسات الإقراض العقاري وتهاوت اسعار اسهمها في البورصات . من ثم تحدث الدكتور الفقيه عن أهم آثار الأزمة المالية العالمية على كلا من الولاياتالمتحدة نفسها وعلى دول اوربا ودول العالم الثالث ومنها الدول العربية وقال الفقيه إن دول الخليج تعد من أكثر الدول تأثرا بتلك الأزمة نتيجة أن لدى هذه الدول اكثر من ثلاثة الف مليار دولار موجودة في الولاياتالمتحدة وأوربا كاموال مستثمره وإنها خسرت ما يقرب من مائتا مليار دولار نتيجة الارتباط المباشر بين اقتصاديات تلك الدول والاقتصاد الغربي . اما فيما يتعلق باثار الازمة المالية العالمية الراهنه على اليمن فقد اكد الدكتور الفقيه ان اليمن تاثرت بتلك الزمة وان كان بدرجة بسيطة وذلك نتيجة عجز بعض البنوك عن سداد مديونيتها للحكومة والتي بدورها حاولت دعم تلك البنوك لكنها تساهلت في هذا الامر .كما ان اليمن كما هو معروف لا تمتلك بورصة الا ان الخسائر المالية المباشرة للاصول والاحتياطات والاستثمارات الخارجية للبنوك في الاسواق العالمية قد ادى الى تراجع التدفقات الاستثمارية تجاه اليمن واختتم الدكتور علي الفقيه محاضرته باستعراض بعضا من المعالجات التي يجب اتخاذها لتجاوز الأزمة في اليمن ومنها تفعيل أدوات السياسة المالية النقدية ووضع خطة طوارئ والمحافظة على استقرار سعر الصرف وترشيد الإنفاق العام وعدم المساس بالإنفاق الاستثماري وأخيرا تنفيذ خطة وطنية لجذب الاستثمارات الأجنبية . بعد ذلك فتح الباب لمداخلات الاخوة الحاضرين بدأها الأستاذ عبد الرحمن العلفي المدير التنفيذي لمركز منارات والذي قال أن الأزمة المالية تعبر عن سقوط النظام الرأسمالي الذي عمل على تدمير الأنظمة الأخرى وأكد على ان الدول النامية تستطيع تجاوز أزماتها بالاعتماد على موارد بديلة ذاتية وضرب مثلا بسوريا التي استطاعت امتصاص تأثير الأزمة العالمية . بعد ذلك تحدث الاستاذ سمير مريط المدير التنفيذي لمركز دال عن أن الأزمة المالية العالمية الراهنة لا تعتبر حدثا عارضا بسبب خلل في آليات النظام الراسمالي وانما هي ازمة الفكر الراسمالي نفسه وان النظام الراسمالي بداء يترنح وتسائل ما هي امكانية استفادة الدول النامية ومنها اليمن من هذه الازمة لتفادي أي أزمة قادمة قد تحدث. الدكتور عبد الاله ابو غانم من جانبة اكد على ان النظام الراسمالي مبني على عدة اسس تصب جميعها في صنع نظم احتكارية سيئة وبغيضة تعتمد على استغلال الغني للفقير وينتج عنها ان الغني يزداد غنا والفقير يزداد فقرا ، وقال إن النظام الاشتراكي يعتبر النظام الأقرب إلى النظام الإسلامي وانه عندما أصبح النظام الدولي أحادي القطبية فقد كثرة الماسي والمصائب وتحطمت دول ومؤسسات عديدة وتضررت مجتمعات كثيرة. وانتقد الدكتور ابو غانم اذون الخزانة في اليمن وقال إنها لا تستثمر في الموارد الطبيعية وإنها تؤثر كثيرا على محدودي الدخل الذي تعتبر دخولهم هي الأموال الوحيدة التي تدور دورة مالية كاملة. بعد ذلك تحدث الاستاذ لطف المهلل عن الأسعار المبالغ فيها للقارات الاستثمارية وقال إن أسعارها لم تعد القيمة الحقيقية لها وإنما أصبحت أسعارها خيالية وغير واقعية وهذا ما أدى إلى وجود خلل كبير وهوة واسعة بين السعر الحقيقي والسعر الذي وصلت إلية . وقد اختتم المداخلات الأستاذ الدكتور حمود العودي رئيس المركز وطرح ثلاثة تساؤلات حول الأزمة المالية العالمية حيث تساءل هل ما نعيشه اليوم هو النظام الرأسمالي كما هو منظر له في الفكر الرأسمالي أم ان ما يحدث اليوم هو إدارة عالمية لاقتصاد عالمي وتساءل ايضا لماذا تخلى النظام الرأسمالي عن أهم مقدساته وهو عدم تدخل الدولة وبدأت تدخلات كبيره لمعالجة الأوضاع وفي الأخير تساءل الدكتور العودي ما مدى تأثرنا في اليمن بالأزمة العالمية وما مدى الخلط القائم بين أزماتنا المالية الداخلية والتأثر بالأزمات الخارجية العالمية . وفي ختام الندوة أجاب الدكتور الفقيه عن أهم التساؤلات المطروحة من المشاركين واختتمت الندوة الساعة السابعة مساء .حظر الندوة العديد من الباحثين والأكاديميين والمهتمين.