تستعد مدينة القيروانالتونسية تسليم مشعل عاصمة الثقافة الإسلامية لمدينة تريم اليمنية بعد حيازتها له مدة عام تخلله برنامج احتفالي كبير شمل الكثير من الندوات الدولية والموائد المستديرة والمهرجانات بأنواعها والعروض الموسيقية والمسرحية والأمسيات الشعرية والمعارض والدورات التدريبية والورشات إلى جانب التظاهرات الخاصة بتنشيط المدينة في الساحات العامة. وقد ذكرت صحيفة الحرية التونسية إحصاءات لجملة ماتضمنه البرنامج الاحتفالي الذي انطلقت فعالياته في الثامن من مارس 2009 بموكب افتتاح رسمي تلاه يوم العاشر من مارس عرض استعراضي كبير، حيث بلغت الأنشطة المدرجة في البرنامج الرسمي أكثر من 70 نشاطا متمثلة بمعارض ولقاءات وندوات ومؤتمرات وعروض ومهرجانات، أما الأنشطة الإضافية فقد مثلت نسبة 38% من البرنامج بمعدل 41 نشاطا كانت لها صبغة وطنية وجهوية، بالإضافة إلى قيام العديد من المؤسسات العامة والخاصة بإصدار عدد هام من الكتب الفنية والتوثيقية حول القيروان. وقد بلغت الأنشطة الدولية في هذا البرنامج في حدود 23 تظاهرة بين معارض وورش عمل ومؤتمرات وغيرها مثلت نسبة 20% من البرنامج أبرزها الندوة الدولية الكبرى التي انعقدت حول حوار الثقافات بالتعاون مع الايسيسكو والمنظمة العالمية للفرانكفونية بمشاركة عددا من المفكرين من مختلف دول العالم، في حين كانت الأنشطة الوطنية في حدود 50 نشاطا بنسبة 45% مثلت الأنشطة الجهوية منها مايقارب 39 نشاطا بنسبة 38%. وقد كانت الأنشطة ذات الصبغة الفنية الإبداعية هي الأكثر حضورا حيث بلغ عددها 45 نشاطا تمثلت في المهرجانات والمعارض والعروض الفنية والتنشيطية وغيرها، تلتها الأنشطة ذات الصبغة العلمية والفكرية والدينية التي بلغ عددها 65 نشاطا. وكانت القيروان قد اختيرت من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009 بعد مدينة الإسكندرية تليها مدينة تريم اليمنية التي سيبدأ تتويجها بهذا الحدث التاريخي الهام مطلع شهر مارس القادم. وتنفرد مدينة القيروان الصغيرة المصنفة ضمن التراث العالمي منذ أكثر من عشرين عاماً، بمعالمها الأثرية الضاربة في القدم ، ومن هذه الآثار ''فسقية الأغالبة'' ومتحف فنون الحضارة العربية الإسلامية برقادة الذي يحتوي على مخطوطات أثرية نادرة ومسجد الأبواب الثلاثة. ويرجع تأسيس هذه المدينة التي تعرف أيضا باسم عاصمة الأغالبة إلى سنة 50ه /670م على يد القائد الإسلامي الكبير عقبة بن نافع، ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي حيث كانت تلعب القيروان دورين هامين هما الجهاد والدعوة، فبينما كانت الجيوش تخرج منها للفتح كان الفقهاء يخرجون منها يعلمون العربية وينشرون الإسلام.