قال نائب وزير الشؤون الخارجية اليمني أمام مؤتمر للدول المانحة في برلين امس الجمعة برعاية الإماراتوألمانيا، إن اليمن يجب أن يبدأ سلسلة من الاصلاحات الاقتصادية والسياسية لضمان تحقيق الاستقرار على المدى الطويل، فيما أكد مسؤولون في الحزب الحاكم ان الحوار مع المعارضة سيبدأ اليوم السبت، لكن مصادر في المعارضة اعربت عن شكوك . ومثل الدولة مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية خالد غانم الغيث وسفير الدولة لدى ألمانيا عبد الله مطر المزروعي . وقال نائب وزير الشؤون الخارجية اليمني محيي الدين الضبي إن “المشكلات في اليمن كبيرة وعميقة، ويتعين أن نغير آراءنا”، وذلك في كلمته أمام اجتماع مجموعة “أصدقاء اليمن” التي تضم قوى إقليمية تشمل الإمارات والسعودية بالاضافة إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا ومؤسسات مانحة مثل صندوق النقد والبنك الدوليين في برلين، في إطار متابعة مؤتمر موسع بشأن الأوضاع الأمنية في اليمن عقد في لندن في يناير/ كانون الثاني . وقال الضبي “هذه العملية تعطي اليمن الفرصة لإظهار خطورة مشكلاته أمام المجتمع الدولي” . وذكر وكيل الوزارة الالماني فرنر هوير أن اليمن يواجه بعض التغييرات غير الشعبية بينما شدد على أن اليمن مازال يسيطر على برنامجه الاصلاحي على الرغم من التدخل الدولي . وأضاف “سيتعين على اليمن تنفيذ الاصلاحات على الرغم من الرفض الشعبي” . وأشار الى عقد مؤتمر وزاري في وقت لاحق من العام الحالي . واقترح رئيس وفد الدولة خالد الغيث ان يسبق المؤتمر الوزاري آخر تشاوري من اجل وضع صيغ مرضية تخرج اليمن من الحالة الراهنة، وشدد على حرص الإمارات على وحدة واستقرار اليمن . وقال مندوب صندوق النقد الدولي لدى المجموعة أمام المؤتمر إن اليمن سيتعين عليه خفض الدعم الحكومي إذا كان يرغب في التغلب بشكل جاد على عجز الميزانية . وذكر حسن الاطرش ممثل الصندوق “خفض الإنفاق بشكل كبير أمر حتمي” . وأضاف الاطرش أن اليمن اتفق مع الصندوق على فرض ضرائب عامة على المبيعات ورفع الايرادات بحلول الاول من يوليو/ تموز عام 2010 وإلغاء ضريبة الدخل بحلول سبتمبر/ أيلول . من جهة اخرى أعلن مصدر مسؤول بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن عن بدء حوار مع المعارضة اليوم (السبت) . وأكد أن الأجواء والمناخات أصبحت ملائمة “للبدء بالحوار، بعد أن وعدت أحزاب “اللقاء المشترك” إثر لقائها عبد الكريم الأرياني مستشار رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام بالاستجابة والجلوس الى طاولة الحوار” . غير ان رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني المعارض عيدروس النقيب استبعد “نجاح أي دعوة للحوار ما لم تشتمل على دعوة الحوار لقيادات الحراك الجنوبي والمعارضة في الخارج، باعتبارهما طرفاً في الأزمة الذين استثناهم الحوار” . ووصف النقيب حصر الخطاب الرئاسي للحوار مع الممثلين في البرلمان بأنه يؤكد أنه “ليس هناك موقف جاد وواضح من قبل السلطة، ويعكس التناقض الكبير في خطابها الذي تحدث في البداية عن حوار لا يستثني أحدا، ثم عاد الخطاب وتكلم عن حوار مع الممثلين في البرلمان” . وطالب الرئيس صالح باعتباره الممسك بخيوط اللعبة السياسية بالابتعاد عن مستشاري السوء الذين يحرصون على ديمومة الأزمات، كما دعاه إلى أن يخطو خطوة شجاعة نحو الانفراج، بالتخلي عن خطاب التخوين والإلغاء والتشكيك والانتقاص من وطنية الناس .