أدان معتصمو ساحة الحرية اليوم الثلاثاء ما تعرضت له محافظة الضالع يوم أمس الاثنين من قصف بالأسلحة الثقيلة والمدافع مخلفة العديد من الضحايا المدنيين ,كما أدان العديد من الناشطين الحقوقيين ما " تمارسه السلطة ضد أبناء محافظة الضالع العزل ومواجهتهم بشتى أنواع الأسلحة جرأ قيامهم بتنفيذ عصيان مدني لمطالبتهم بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور" . وجاءت هذه الإدانة في الاعتصام الذي تنظمه منظمة صحفيات بلا قيود كل ثلاثاء في ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء والذي حضره العديد من الحقوقيين والمواطنين أصحاب المظالم ،وكان منهم أهالي وأسرة بسام الحيدري الذي صدر بحقه حكم بالإعدام في قضية التخابر مع إسرائيل ، مطالبين رئيس الجمهورية بإصدار قرار عفو عنه ،إضافة إلى حضور أقارب الشهيد مقدم ركن جمال الكميم مدير قسم 14اكتوبر الذي قُتل هو واحد جنوده في العام 2007م من قبل عصابة تخريب ولم يتم إلقاء القبض عليهم ،وكذا أهالي الدكتور القدسي ووائل العسيري الذي قُتل من قبل احد ضباط الجيش . كما حضر الاعتصام الصحفي المفرج عنه صلاح السقلدي الذي جاء متضامناً مع المواطنين ذوي المظالم وكذا تضامناً مع أبناء محافظة الضالع نتيجة ما تعرضوا له يوم أمس الاثنين. وخلال الاعتصام ألقى الدكتور عبدالقوي الشميري نقيب الأطباء كلمة ندد فيها بما " ارتكبته أجهزة السلطة ضد المدنيين في الضالع " وقال إن " ما تقوم به السلطة بلغة السلاح يعجل بزوالها " وإن " ما يطالب به المواطنون هي مطالب مشروعة وقد تحولت في الوقت الحاضر إلى مأساة وطنية " ، على حد قوله . ومن جانبه قال القيادي في احزاب اللقاء المشترك ، نائف القانص في كلمته إن " ما حدث في الضالع تقشعر له الأبدان ويعكر الحياة السياسية ويضع عراقيل أمام الحوار " ، وإن " استهداف المدنيين وهدم المنازل هو عائق اكبر أمام كل المناخات التي يمكن أن تهيئ للحوار الوطني ". وأعتبر القانص " ما قامت به السلطة هو حوار المدفعية المتمثل بالإبادة الشاملة وقد أطلقته السلطة في الضالع " بحسب تعبيره . وقال الصحفي صلاح السقلدي في الكلمة التي ألقاها في الاعتصام إن هناك " من يحاول أن يستدرج الجنوب إلى مربع العنف" ، وأضاف : " نحن نرفض هذا الاستدراج رفضاً قاطعاً لأن مشكلة أبناء الجنوب ليست مع أبناء تعز واب وصنعاء وإنما مشكلة الجنوب مع تلك القوى التي نهبت الشمال وسطت على الجنوب منذ 7يوليو " ، على حد قوله . وطالب القيادي في اللقاء المشترك حاتم أبو حاتم السلطة برفع " الحصار عن مديرية ردفان ورفع العسكرة عن الجنوب وإطلاق كل السجناء وإيقاف القصف الذي يتعرض له الأبرياء في الضالع " . في حين وصفت الناشطة الحقوقية توكل كرمان " ما قام به النظام الحاكم من حصار لردفان ويافع لا يقل جبروتاً عن حصار إسرائيل لغزة " على حد تعبيرها . واعتبرت " أن ما تعرض له أبناء الضالع هو لأنهم مضربين في بيوتهم احتجاجاً على وطنهم المسلوب وثروتهم المصادرة ". وأكدت كرمان أن السلطة " مستمرة بالظلم والجبروت تجاه مواطنيها و ما حدث في الضالع هو جريمة ضد الإنسانية وجريمة وحشية لا تسقط بالتقادم ولا يمكن أن يرتكبها حاكم يحترم نفسه ويرى أن بدماء مواطنيه حرمة أو أن لهم حق ". هذا وجدد المعتصمون تضامنهم مع أبناء الضالع ومطالبتهم بإطلاق جميع المعتقلين وإطلاق الصحف وإيقاف حظر المواقع الالكترونية .