أكد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن 90% من الشعب المصري يتعاطف مع فكرته في التغيير، مشيرا الى أن" ذلك يشعر به كلما ذهب إلى أي مكان، وقال:" لم أجد أحداً ضد فكرة التغيير، ولكن ما أتمنى حدوثه أن تتحول هذه النسبة إلى واقع ملموس حتى نستطيع أن نوجه رسالة إلى النظام بأن التغيير حتمي". ونفى البرادعي، خلال حديثه ل "بي بي سي" مساء أمس الاثنين، ما تردد بشأن محاولته التنصل من الجمعية الوطنية للتغيير بسبب إدراكه صعوبة تحقيق أهدافها، وقال إن عدد أعضائها وصل إلى 70 ألفا، وإنه كلما زاد العدد، كان ذلك إشارة واضحة إلى النظام بأن الشعب يريد التغيير. وأضاف:"عندما يصل العدد إلى مليون أو مليونين لا يستطيع النظام الوقوف أمام الإرادة الشعبية"، منوّها بأن الشعب المصري راغب في التغيير وقادر عليه، لكنه مُطالَب بكسر الخوف والخروج من حالة اليأس التي يمر بها منذ عقود". وقال الدكتور محمد البرادعي، إنه لا يستطيع تغيير مصر بمفرده، معلقاً علي تحوله من صدارة عناوين الأخبار كمفتش نووي إلي أحد رموز المعارضة في دولة بوليسية: «لم أكن أعرف ماذا ينتظرني، فأنا لست سياسياً محترفاً، وقد كتب البعض أنني سياسي مهجن مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكنني في كل مكان أذهب إليه أري تأييدا هائلا». وتابع البرادعي في حوار مع صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية: «أنا مستمر في إبلاغ المصريين أنه لا شيء سيتغير في بلد تعداده 80 مليون نسمة عبر شخص واحد، فهذه أسطورة، والتحدي هو بطل هذه الأسطورة وهم بحاجة إلي الفهم والنضج». وقالت الصحيفة الأمريكية إن شهرة البرادعي منحت الجمعية الوطنية للتغيير المصداقية، لكن المظلة الرئيسية للمعارضة غير موجودة، فالبرادعي بحسب ناقديه بعيد ومحبط كما أنه ينزع إلي السفر للخارج بسبب التزاماته الدولية. وقالت الصحيفة إن المنشقين السياسيين في مصر غالبا ما ينتهون إلي السجن في ظل حكم الطوارئ، مشيرة إلي أن البرادعي لن يحظي باعتراف الحكومة ما لم يسر بمظاهرات تستمر لأسابيع في الشوارع، وهو ما قد يخلق مواجهات دامية مع الشرطة. وأشار جيفري فليشمان الذي أجري الحوار إلي أن البرادعي تنتابه إيماءات وحركات غاضبة عندما يتحدث عن الفساد في مصر والحياة في ظل حكم الرئيس مبارك. وتساءل البرادعي: «لماذا لا نواكب بقية العالم؟ فنحن نحتاج إلي ديمقراطية حقيقية كقاعدة للعدالة الاجتماعية، وأقول دائماً إن الفقر أكثر الأسلحة فتكاً حتي إنه أخطر من أسلحة الدمار الشامل». فشل ذريع لدعوة البرادعي إلى مقاطعة الانتخابات وقد رفضت الأحزاب والقوى السياسية التقليدية دعوة محمد البرادعي إلى مقاطعة انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان)، المقرر عقدها أواخر سبتمبر المقبل. وكان البرادعي أكد أن المشاركة تعطي الشرعية للحزب الحاكم، الذي يراه فاقداً للشرعية، كما أكد أنها «مسرحية معدة سلفاً ونتائجها معروفة للجميع». الأحزاب والقوى التقليدية مثل «الوفد» و»التجمع» و»غد نور» و»الإخوان» رفضت الدعوة تماماً، مثلما رفضتها الأحزاب الصغيرة التي توصف ب»الورقية»، بينما وافق على المقاطعة حزب الجبهة الديمقراطية برئاسة أسامة الغزالي حرب.