الوزراء صباح الخميس الماضي بمناسبة الذكرى الأربعين ليوم الاستقلال 30نوفمبر1967م ، والذي فوجئ الصحفيون الذين حضروا لتغطيته بعدم وجود الحشد المطلوب لإقامة المهرجان، حيث لم يتجاوز عدد من وصلوا إلى الساحة أصابع اليدين والرجلين في حين كان ينتظر احتشاد الآلاف من أعضاء وأنصار المشترك في ذلك المهرجان.. (الناس) التقت برئيس مشترك العاصمة المستقيل /محمد عوض الحربي وخرجت منه بالحوار التالي الذي ينشره (التغيير) بالتزامن مع عدد (الناس) ليوم غد الإثنين: - محمد عوض ناصر الحربي - مواليد يافع محافظة أبين 1956م - متزوج وأب لثلاثة أولاد وبنتين - بكالوريوس تربية من جامعة قطر عام1988م - أمين سر فرع التنظيم الوحدوي الناصري بأمانة العاصمة -الرئيس الدوري للهيئة التنفيذية لفروع المشترك بالعاصمة # أستاذ محمد لماذا فشل مهرجان المشترك في العاصمة صنعاء يوم الخميس الماضي؟ -الحقيقة أن المهرجان فشل لعدة عوامل من أهمها عدم الإعلان في كافة الصحف وأيضاً لقصور نحن نتحمل مسئوليته بعدم إبلاغ الأخوة في الدوائر وفي المناطق باليوم المحدد وبعضهم للأسف اتضح أنه فهم خطأ بأن موعده كان الأسبوع القادم. # طيب ولماذا إذًا قدمت استقالتك؟ -لأننا لم نكن نتوقع أن فيه فهْم عند جماعتنا بهذا الشكل. # فهْم في ماذا بالضبط؟ -في أنه لم يفهمونا يعني كيف نعلن.. إحنا جلسنا معاهم واتفقنا على الموعد لكن كيف فُهِم خطأ أنه الأسبوع القادم ممكن يكون هذا المهرجان، فطبعا نحن لم ندرك أن فهمهم بالشكل هذا، لأنهم أكدوا لنا في بعض المناطق أنهم فهموا الموعد بأنه الأسبوع القادم. # من هم بالتحديد؟ -كل المناطق، من الإخوان في قيادات المشترك في الدوائر من جميع أحزاب المشترك.. # وهل استقالتك هي الحل ؟ -ممكن.. أنا بالنسبة لي أعتقد أنها هي الحل..لأني اعتبره اعترافا والاعتراف هو محاسبة للذات ونحن تربينا على أن نحاسب أنفسنا، فإذا أنا قد فشلت فربما قد أكرر الفشل مرة أخرى، وبالتالي أعتقد أن أي إنسان عاقل إذا فشل في حاجة لا ينبغي عليه أن يصر أو يكابر على أن يستمر فربما يكرر نفس الخطأ. # ومن يتحمل مسئولية الفشل لمهرجان الخميس الماضي؟ -أنا.. أنا ممكن أتحمل المسئولية عن الفشل لأني لم أستطع أن أوصل المعلومة بالشكل الصحيح.. أذكر أن أحد وزراء البحرية الأمريكية قام بزيارة إلى أحد موانئ اليابان حيث توجد القوات الأمريكية فوجد أن أحد جنوده قد شاف بنت حلوة وغمزها فقدمت شكوى إلى الوزير، فالوزير استقال على الفور لماذا قال لأني لم أستطع أن أختار أو أعين الجندي المناسب في هذا المكان. فأنا من هذا المنطلق أقول أنني أتحمل شخصياً المسئولية الكاملة تنظيمية كانت أو شعبية لفشل المهرجان وفي نفس الوقت أنا اعتبرها اعترافاً بالخطأ وتربيتنا على أن نعترف بأخطائنا دون مكابرة. # هل قُبِلتْ الاستقالة وهل هذا هو بالنسبة لك قرار نهائي؟ -حتى الآن لم تقبل ونحن إنشاء الله سوف نناقش خلال اليومين القادمين موضوع الاستقالة وموضوع المهرجان. # بعض المواقع تناقلت أخباراً حول وجود خلافات داخل أحزاب المشترك هي التي تقف وراء فشل مهرجان العاصمة. -هذا غير صحيح على الإطلاق لأنه لا توجد فيما بيننا مشاكل، وما نشر في تلك المواقع مأخوذ من ناحية سياسية ونعرف أن الكثير من هؤلاء الأخوة الذين نشروا ذلك الكلام هم ممن يحبون أن يصطادوا في الماء العكر. لكن أنا أؤكد لكم وأقول أن هذا الكلام عارياً تماماً عن الصحة ولا يوجد أي خلاف فيما بيننا والقضية واضحة وهي أنني أنا لم أرضى أو أقتنع بما كان موجوداً من حشد واعتبرت ذلك قصوراً مني وحاسبت نفسي وبالتالي قدمت استقالتي. # طيب بصراحة أكثر.. هل شعرت أنه يوجد تواطؤ أو تقصير متعمد من قبل طرف داخل المشترك أو خارجه لإفشال المهرجان أم أن الأمر كان مجرد إهمال وضعف في التنسيق؟ - أنا لا أعتقد أنه متعمد على الإطلاق لأننا حقيقة مستوى التعاون فيما بيننا على درجة عالية جداً واحترام متبادل بيننا وتفاهم. ولذلك لا أعتقد أبداً أن أي حزب من أحزاب اللقاء ممكن أن يفتعل مثل هذا الكلام الذي ذكرت.. ممكن أن يكون الأمر نتيجة تقصير غير مقصود أو سؤ فهم أو إهمال غير متعمد.أما أنه كان متعمداً أو معد له فهذا غير وارد. # كثير من الأشخاص الذين التقيناهم وسمعوا بالاستقالة اعتبروا بأنك شخص يحترم نفسه. ما تعليقك على هذا ؟ -والله أنا أشكرهم كثيراً على هذا الشعور.. والمفروض أنه كلنا هكذا والإنسان ينبغي عليه أن يحترم نفسه قبل ما يحترموه الآخرين فإذا احترمت نفسك احترمك الآخرون وأعتقد أن أخلاقنا كلنا هي بهذا الشكل.. #البعض يرى بأن مهرجان الخميس الذي فشل عكس وجود حالة(خطيرة) من ضعف التنسيق أو الترابط التنظيمي بين أحزاب اللقاء المشترك؟ -والله هذا هو تفسير خاص بأصحابه، لكن أقول أن إحنا على مدى الفترة الماضية ما حصلش عندنا أي إشكاليات في المهرجانات وفي الندوات ولا يوجد هناك أي اختلافات فيما بيننا واعتقد أن فشل هذا المهرجان يكسبنا خبرة لمرات قادمة كيف يمكن أن نتخاطب مع الآخرين وكيف يمكن نحشد. # أستاذ محمد بماذا تنصح زملاءك في قيادة المشترك في مثل هذه الظروف؟ -لزملائي في قيادة العاصمة أو في قيادة المجلس الأعلى أنصحهم بأن يكون نشاطهم أكثر وأن ينزلوا بين صفوف المواطنين ويستمدون قوتهم من خلال قضايا الشعب التي يجب عليهم تبنيها خاصة في ظل هذه الظروف والأوضاع التي وصلتها البلاد. # هل تعتقد أن أداء المشترك في هذه الأيام يرتقي إلى المستوى المطلوب؟ -أعتقد أنه وصل إلى مرحلة جيدة مقارنة بالعمر الذي تأسس فيه ومقارنة مع التوجهات –توجهات الأحزاب -التي استطاع فعلاً أن يستوعبها ،أنه قطع شوطاً كبيراً يجعله سبّاقاً على مستوى العالم العربي أو العالم الثالث على الأقل في أنه استطاع استيعاب وجهات النظر والتيارات المختلفة وفي الأخير اجمع على وثيقة الإصلاح السياسي التي يناضل من أجل تحقيقها والتي تعد باعتقادي أفضل ما أنتجه العقل اليمني ويجب أن تنزل إلى المواطن ويتبناها المواطن نفسه لأنها لا تكرس الحكم بيد شخص أو حزب. # طيب ما هي توقعاتك بالنسبة للمشترك في المرحلة القادمة؟ -توقعاتي إما أن يكون المشترك على مستوى اليمن وعلى مستوى قضايا اليمن وينقلها إلى مكانتها الطبيعية أوإما أن تظل اليمن كما هي، لأني لا أتوقع أن السلطة قادرة على أن تنقلنا إلى مرحلة أخرى نستحق أن نذكر فيها، فنحن من سيء إلى أسوأ، والكارثة هي أن السلطة لا تبالي ولا تهتم بالآخرين ولا تعترف بوجود الأزمات أو بوجود القضايا التي تهدد الوحدة الوطنية سواء في المحافظات الشمالية أو في المحافظات الجنوبية، وهذه هي المشكلة التي يجب على الجميع أن يسعى للوصول إلى حل لها، وعلى الدولة باعتبارها تمتلك السلطة أن تتبنى تنفيذ البرامج التي وعدت بها وخاصة برنامج الحزب الحاكم ويفترض أنه يكون هناك مصداقية فالشعب لا يريد كلام ولا يريد خطابات ولا يريد أزمات وما حدث منذ الانتخابات الماضية من أزمات أعادت اليمن إلى ما قبل الستينيات، فالقتل والنهب والفساد والغلاء موجود يعني ما فيش معنا حاجة من النظام إلا الإذاعة والتلفزيون، وللأسف الدولة تنقلنا من أزمة إلى أزمة، كنا نحاول إيجاد حل لمشكلة أحداث ردفان فإذا بها هذه المرة تستعمل أسلوبا آخر، وأعتقد أن ما حصل في عدن يوم الخميس الماضي في يوم الاستقلال يعطي طابع وتوجه خطير قد ينقل اليمن إلى وضع آخر أتمنى أن لا نصل إليه. # هذا يقودنا إلى السؤال باعتبارك مواطنا من أبناء المحافظات الجنوبية.. إلى تسير الأمور برأيك في المحافظات الجنوبية هذه الفترة؟ -الحقيقة نحن عقائديون أصلاً وتربيتنا هي تربية وحدوية لكن هناك فيه أخوة يختلفون معك وأحيانا قد يقنعونك سواء من منظور المصلحة أو الضرر والإضرار، كمنظور إسلامي، هل يجوز أنك ترضى بالفساد أو تتجرع المرّ من أجل الوحدة، وآخرين يقولون لك أن الوحدة ما فيش عليها مشكلة لكن يعتبرون السلوكيات التي تمارس ضدهم خاصة في المحافظات الجنوبية هي متعمدة ومقصودة.رغم أن الظلم موجود في كل المحافظات والاستبداد موجود والقصور موجود والأخطاء موجودة إلا أن إخواننا في المحافظات الشمالية أعتقد الغالبية منهم لا يدركون حقوقهم وبالتالي لا يطالبون بها، هم يتركون كل شي على الله لكن هناك في المحافظات الجنوبية ربما لديهم وعي حقوقي وبعض المعرفة من زمان وصحيح أن الحزب الاشتراكي اليمني لم يعمل لهم شي صحيح ولم يقدم للمواطن الراحة لكنه صراحة لم ينهب أرضه لم يعبث في ثرواته وظلت الثروات وظلت الأراضي وظل كل شي موجود.. #توقعاتك أنت إلى أين تتجه الأمور هناك؟ حقيقة إنها تتجه اتجاها مخيفاً، والذي يخيف أكثر هو ممارسات السلطة وسياساتها، فهي تزيد من التنفير فبدلاً من أن تواجه المشكلة وتقوم بالحل هي تزيد الأمور تعقيداً وتفاقم هذه المشاكل وتوسعها وهذا هو مكمن الخطورة للأسف. لكننا نتمنى أن لا نصل إلى وضع أسوأ مما نحن فيه هذه الأيام .