استهداف مطار اللد "بن غوريون" بصاروخين فرط صوتي وذي الفقار    بعد زرع الفتنة والفرقة بين الأهل.. حضرموت نحو التدمير الذاتي    "بلو سكاي" التابعة ل "عبدالحافظ العليمي" تستولي على قطاع S2 عقلة شبوة (وثيقة)    من وادي عومران إلى وادي حضرموت.. مشروع جنوبي لتفكيك بؤر الإرهاب بالمنطقة    موقع بريطاني: الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات في حرب هزمت فيها    وفاة 8 أشخاص إثر اختناقهم داخل 2 أبار في اب    أبو عوذل: لا مجال للمزايدة على وطنية ونضال عبدالعزيز الشيخ    الفقيد صالح علي السعدي.. من الرعيل المؤسس لنادي شعب حضرموت    إب .. اختناق جماعي داخل بئر يودي بحياة 6 اشخاص    الاردن تعلن سقوط صاروخ مجهول المصدر بمحافظة معان    الرأسمالية المتهالكة تواجه أعمق أزماتها: هل ينقذها "عرّاب الصفقات" ترامب؟    فرنسا ردا على إسرائيل: لا أحد يملي علينا موقفنا من الاعتراف بالدولة الفلسطينية    مكتب زراعة الأمانة يكرم مركز الشهيد "هاني طومر" الصيفي ب200 شتلة من الأشجار المثمرة    علماء روس يطورون طريقة للتنبؤ بالأمراض الوراثية والمناعية    تحديات أمام مستقبل الجنوب    الفريق الوطني يطالب بزيارة اممية لسجون المجرم "طارق عفاش"    الوطنية توضح حول أسعار منتجاتها من مادة الاسمنت    الكلمةُ شرفٌ لا يُباع.. ومسؤولية لا تُزوَّر    إسرائيل تعترض صاروخا حوثيا.. وتوقف مؤقت للملاحة في مطار بن غوريون    النفط يتراجع من أعلى مستوى له في أسبوعين    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 13 مايو/آيار 2025    السعوديّة وأمريكا توقّعان صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار هي الأكبر في التاريخ    ميلان يواجه بولونيا في نهائي كأس إيطاليا غدا    "البكري" يستقبل السفيرة البريطانية "شريف" ويبحثان سبل التعاون ودعم الشباب    مناقشة أوجه التعاون بين وزارة النفط والمركز الوطني للوثائق    إنتخاب اللاعب طه المحاقري رئيساً للجنة الرياضيين باللجنة الأولمبية اليمنية    مصر تستعيد 25 قطعة أثرية من واشنطن    برعاية وزير الأوقاف.. وكالات الحج والعمرة تقيم اللقاء السنوي مع الحجاج في العاصمة عدن    وزير النقل يعلن جهوزية مطار صنعاء لاستقبال الرحلات    حكيمي رابع مغربي يتوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي بالدوري الفرنسي    مليشيا الحوثي تختطف عمال محلات تجارية ك"رهائن" لإجبار أصحابها على دفع جبايات    البغدادي يكشف عن اخفاء قسري لمحامي في صنعاء ويطالب بالاسراع في كشف مصيره    مركز نهم الجمركي يحبط محاولة تهريب كمية من الزبيب الخارجي    البعثات الطبية الصينية في وادي حضرموت    كفى عبثًا!!    وزير داخلية مصر يصدر أمرا ببحث شكاوى اليمنيين والافراج عن المحتجزين    علماء يحققون اكتشافا مذهلا عن الأصول الحقيقية لليابانيين    ألونسو يطلب صفقات لترميم دفاع الريال    تدشين دليل الخدمات المرورية في مركز الإصدار الآلي الموحد    الترب: بحكمة أبناء اليمن سنتجاوز تدخلات دول العدوان    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تتضامن مع الصحفي عدنان الأعجم    "اليونيسيف" تطلق مبادرة للحد من نقص التغذية في اليمن    المناخ الثوري..    اللواء ناصر رقيب يشيد بإنجازات القوات الخاصة في مأرب    فتاوى ببلاش في زمن القحط!    اللجنة الأولمبية اليمنية تجري انتخابات الطيف الواحد للجنة الرياضيين        قراءة نقدية في كتاب موت الطفل في الشعر العربي المعاصر .. الخطاب والشعرية للدكتور منير فوزي    الكشف عن شعار كأس العالم للناشئين 2025    وداعاً...كابتن عبدالله مكيش وداعاً...ايها الحصان الجامح    صبحكم الله بالخير وقبح الله حكومة (أملصوص)    حقيقة استحواذ "العليمي" على قطاع وادي جنة5 النفطي شبوة    نساء عدن: صرخة وطن وسط صمت دولي مطبق.!    أمريكا.. وَهْمٌ يَتَلَاشَى    مرض الفشل الكلوي (4)    شركات أمنية رافقت نساء المنظمات والشرعية يوم أمس    تسجيل 17,823 إصابة بالملاريا والأمراض الفيروسية في الحديدة منذ بداية 2025    - كيف ينظر وزير الشباب والرياضة في صنعاء لمن يعامل الاخرين بسمعه اهله الغير سوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البيضاني: الحوثيون حركة تمرد ودم هدفهم إعادة جمهورية اليمن إلى " الحكم الإمامي "
نشر في التغيير يوم 02 - 06 - 2008

يحمل المشهد اليمني الكثير من المعضلات السياسية, وتبدو التطورات علي ساحته الامنية مليئة بالتدعيات والالغاز. فهناك حرب ضارية في صعدة (شمال) عجزت الحكومة عن وضع حد لنهايتها, واصبح تمرد الحوثيين رقما صعبا في كل المعادلات السياسية والامنية والاقتصادية. وهناك اتجاهات تململ في الجنوب تذكر بما جري من صدامات مسلحة بين (اليمنيين) الشمالي والجنوبي في العام 1994 والرغبة في فصل عري الوحدة. لذلك تتزايد مساحة الاشواك علي طريق الاصلاحات السياسية, وتتعطل معظم الخطوات التنموية. »السياسة« حاورت مع الدكتور عبدالرحمن البيضاني, الذي كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ونائبا لرئيس الجمهورية ورئيسا للوزراء, في محاولة لفهم ما يجري علي الساحة اليمنية من احداث وفك الشفرات التي تكتنف الكثير من تطوراتها.
* بصفتكم من اوائل الداعين الي اقامة الجمهورية في اليمن ومن واقع خبراتكم السابقة في الحكم كيف ترون الازمة المعقدة في اليمن الان?
كان الهدف الرئيسي والحضاري من اقامة الجمهورية اليمنية هو العودة الى شريعة الاسلام الحقة, بعد ان اهدرها الائمة السابقون خلال الالف والمئة عام الماضية وتطبيق العدالة والمساواة بين جميع ابناء الشعب, وذلك بازالة الاحقاد بين جميع عناصر الامة, والغاء التفرقة العنصرية بين »الهاشميين« وابناء الشعب و»الزيود« و»الشوافع« واصدار قانون يوضح حقوق المواطنين وواجباتهم, فلا جريمة الا بنص ولا عقوبة الا بعد محاكمة عادلة, تتم على اساس قانون ينظم الاجراءات الجنائية ويكفل حرية الدفاع واقامة الجمهورية اليمنية والتمهيد لاجراء انتخابات حرة في جميع انحاء اليمن لانتخاب المجلس النيابي الذي يختار رئيس الجمهورية, واقامة جيش وطني قوي يكون درعا لليمن وللامة العربية, ورفع مستوي معيشة الشعب بالبدء فورا بوضع وتنفيذ خطط اقتصادية لاستثمار جميع موارد الدولة البشرية والطبيعية وتحسين حالة جميع رتب الجيش والشرطة والموظفين كي تندفع الدولة بكل قواها نحو العمل والانتاج والبناء, واصدار النظم والقوانين التي تعيد اليمنيين المهاجرين, وايجاد عمل لجميع العاطلين مع صرف معاشات لكل منهم حتي توجد الدولة اعمالا كافية للجميع والعمل تدريجيا على ان تعتمد الدولة على مواردها من استصلاح وزراعة المساحات الشاسعة من الاراضي الصالحة للزراعة والمهجورة حاليا وغير المملوكة لاحد ودخل الموارد البترولية والمعدنية والمائية والمشروعات التي تنشئها الدولة الجديدة .
هذه هي ابرز الاهداف التي قامت من اجلها »الثورة اليمنية« والتفت حولها الغالبية الساحقة من ابناء الشعب, وهي لا تتحقق كلها بين عشية وضحاها وانما يلزمها استقرار سياسي, يتفق مع توفير الاسباب التي تحقق النتائج المرجوة منها. ولذلك فان الخروج من المأزق السياسي يتطلب توفير اليات جيدة للاستقرار. وهذا يعني توسيع دائرة الحوار بين اغلبية المفكرين المصلحين في اليمن مع تنفيذ ما يستقرون عليه من خطوات تنفيذية متعاقبة ملتزمين تحقيق اهداف الثورة اليمنية الحضارية التي التفت حولها فئات الشعب يوم 26 سبتمبر 1962, وهذا هو السبيل الوحيد وليس غيره لتحقيق النهضة الحضارية اليمنية.
* ما اسباب الشكوك المتبادلة بين الشمال والجنوب وهل يمكن ان يتكرر مشهد الحرب الاهلية مرة اخرى?.
تعلمنا من التاريخ انه كلما التام شمل اجزاء من الوطن, اي وطن, كانت منفصلة حينا من الدهر فانه لابد ان تعقب هذا الالتئام اعراض مرضية سياسية كثيرة. لذلك فانه اذا كانت لدي اخواني الجنوبيين في اليمن اي شكاوي فانها بالضرورة ستعالج حتما وفي اسرع وقت. وانا لا اتصور اطلاقا تورط شمال اليمن او جنوبه في حرب اهلية, علاوة على ان الحرب التي للاسف وقعت في اليمن بعد الوحدة سنة 1994 لم تكن حربا اهليا وانما كانت مكافحة رسمية لقمع من فكروا في انفصال الوحدة بعد التوقيع عليها بصرف النظر عن الاسباب التي دفعتهم الى العدول عن الوحدة اليمنية الخالدة والتي كنت اتمني ان تعالج هذه الاسباب بطرق سلمية لا يراق فيها اي دم يمنى.
* كيف تقرأ الهوة الشاسعة بين الحكومة وقوي المعارضة? .
قادة احزاب اللقاء المشترك المعارضة وقادة الحزب الحاكم كلهم يمنيون يستهدفون تحقيق المصلحة العليا للشعب اليمني ويسعون الى تحقيق اهداف الثورة اليمنية الحضارية, والخلاف بينهم ينحصر في وسائل تحقيق هذه الاهداف. وبطبيعة الحال لابد من ظهور اختلاف في وجهات النظر حول وسائل تحقيق هذه الاهداف. وهذا الاختلاف في الدول النامية حديثة التطور الديمقراطي عادة ما يشوبها بعض الصراعات التي لا تلبث ان تتم معالجتها عندما يسود الاحتكام الى المنطق والتركيز على المصلحة العامة والمستقبل الافضل. وحيث ان النظام الديمقراطي الذي هو احد اهداف الثورة اليمنية يستهدف اقامة ديمقراطية حضارية كاملة بجميع اركانها, ولذلك فانه من المفروض على الحزب الحاكم واحزاب اللقاء المشترك ان يشتركوا جميعا في اقامة هذا النظام الديمقراطي بصورة عقلانية ليس فيها غالب ولا مغلوب, وان يكون تطور الوطن نحو الافضل هو الهدف الرئيسي لجميع هذه الاحزاب. وفي هذه الحالة يمكن ان يكون اي حزب من هذه الاحزاب او اي تجمع بين اكثر من حزب هو الحزب الحاكم مع استمرار تعاون جميع الاحزاب في تحقيق تطور الشعب اليمني وترسيخ دعائم نظامه الجمهورى.
أصابع مجهولة
* ما دلالات تعثر التسوية السياسية مع »الحوثيين« وهل هناك اطراف خارجية تعمل على تغذية الازمة?
الحوثيون يستهدفون اسقاط النظام الجمهوري في اليمن والعودة الى »النظام الامامي« بكل مخلفاته وعوراته التي قامت ثورة 26 سبتمبر 1962 لاستئصال جذورها. ومعني ذلك ان هدف الحوثيين لا يمكن ان يتحقق في خضم غالبية شعبية ساحقة ترفض نظام الامامة, وان حركة الحوثيين ليست سوى عملية تمرد وسفك دماء, فيما بينها وبين رجال الحكومة, واغلبية افراد الشعب, وهذا ما يصيبني بالحسرة مما يجري على ايديهم, لان كل قطرة دم تسيل من اي فرد من الحوثيين تسيل من دمي شأنها شأن اي قطرة دم تسيل من رجال الحكومة والشعب لانها ايضا تسيل من دمى. ولذلك فانني اصلي وادعو الله العلى القدير ان يعود الحوثيون الى رشدهم ويكفوا عن هذا التمرد حقنا لدماء جميع الاطراف, وحتي تتفرغ الدولة الى استثمار مواردها البشرية والطبيعية لنهضة اليمن. وانا اتساءل عن المصادر التي تغذي الحوثيين بالمال والسلاح طوال الفترة الماضية والاحتمالات المستقبلية.
* هل تقصد ان ايران تلعب دورا في الازمة بين النظام والحوثيين? .
توجد شائعات حول هذه المسالة, والذي دفع لانتشارها ان ايران تلتزم المذهب الشيعى, والحوثيون يتبنون هذا المذهب ايضا. وجري الربط بين الجانبين من هذا المنطلق. وانا لا املك دليلا يؤكد وجود روابط بين الحوثيين وايران.
* وما رايك في ما يتردد بشأن وجود دور للنظام الليبي ايضا في الازمة ذاتها?
سمعت هذا الكلام من جهات عدة, لكنني استبعد مضمونه. فلا توجد مصلحة حقيقية للجماهيرية الليبية في اثارة مشكلات للدولة اليمنية.
* ما دواعي القلق السعودي الكبير من استمرار ازمة الحوثيين?.
هناك حسابات كثيرة تفرض على السعودية الشعور بالقلق من اي اضطرابات تقع داخل اليمن وحسب معلوماتي ان الحكومة السعودية تسعى جاهدة لاخماد هذا التمرد, لان انعكاساته ستكون سلبية على مصالحها. فضلا عن رغبتها في ان يكون اليمن دولة امنة ومستقرة, الامر الذي سوف تكون له مردودات ايجابية على كثير من دول المنطقة.
* في ظل انتفاء الدعم الخارجي, من اين اذن يحصل الحوثيون على السلاح الذي يقاتلون به منذ اربع سنوات متواصلة?.
هذا هو السؤال الكبير الذي يحتاج لبحث طويل للاجابة عنه. معروف ان الشعب اليمني بطبعه مسلح, لكن السلاح الذي ظهر في ايدي الحوثيين بعضه غير تقليدى. ومع ذلك لا استطيع القطع بان هناك اسلحة تأتي من الخارج لهم بصورة تمكنهم من الصمود لفترة طويلة. ومعلوماتي تقول ان مصادرهم الاساسية داخلية.
* على من تقع مسؤولية الفشل في تنفيذ »اتفاق الدوحة« بين الحكومة والحوثيين?.
على الحوثيين بالطبع لانهم اصحاب التمرد. وهم الذين تقاعسوا عن تنفيذ بنود اتفاق الدوحة. واذا لم تتحقق التسوية السياسية فمن واجب الحكومة ان تنهي الازمة بكل الوسائل الممكنة.
* هل الازمة مع الحوثيين لها مكاسب وقتية للنظام, بمعنى يتخذها ذريعة لتبرير تقاعسه عن الاقدام على اصلاحات سياسية?.
بالقطع لا توجد مكاسب وقتية للقيادة السياسية اليمنية القائمة الان فهذه الازمة الحوثية ليست اكثر من تمرد لا يعوق النظام السياسي عن الاقدام على اصلاحات سياسية. فالاصلاحات السياسية هي حركة عقلانية مستمرة في جميع انظمة العالم. فضلا عن ان القيادة السياسية اليمنية الحالية اكتسبت شعبية بارزة من تصديها الحاسم للحوثيين لانها اثبتت لاغلبية الشعب الساحقة انها تدافع عن الغاء التمييز العنصري والطائفي الذي قامت الثورة الجمهورية من اجل القضاء عليه. اما اذا كانت للحوثيين مطالب اخرى غير العودة الى الامامة وتميزها العنصري الطائفي بين سائر ابناء الشعب اليمني فان وسيلتها الى تحقيق هذه المطالب هي ابرازها واثبات احقيتها فيها بوسائل سلمية, سواء عن طريق المجالس النيابية او الصحافة واجهزة الاعلام فاذا كانت ذات مصالح عامة او حتى جهوية فانها ستلقي تأييدا من اولي الفكر في اليمن وهذا ما يساعدها على احقيتها في تحقيقها. وكذلك امامها صناديق الانتخاب المحلية والرئاسية فلهم ان يرشحوا من يرغبون لرئاسة الجمهورية لان دستور اليمن لا يفرق بين »زيدي» و»شافعي« فاذا اختارت اغلبية الشعب في صناديق الانتخابات الرئاسية اي »هاشمي« من اتباع الحوثي او من غيرهم اصبح رئيسا للجمهورية فله علينا السمع والطاعة.
* تبدو معالم الانتخابات البرلمانية القادمة غامضة, فهناك خلافات حول التعديلات المقترحة, كيف يمكن استثمارها سياسيا في اعادة التوازن للعلاقة بين الحكومة والمعارضة?
اي تعديلات يجب ان تكون محل موافقة اغلبية القوى السياسية اليمنية سواء كانت هذه القوى السياسية حاكمة او معارضة. ومن خلال موافقة هذه الاغلبية على اي مقترحات فانها تحقق مصلحة الشعب اليمني فالاختلاف الضروري الذي يمكن ان يؤدي الى اتفاق ممكن فانه يكون اختلافا حيويا مفيدا ديمقراطيا.
* هل لا تزال القبائل تلعب دورا محوريا في المعادلة اليمنية ام تراجع دورها?
اغلبية القبائل اليمنية ايدت النظام الجمهوري منذ ميلاده وهي لا تزال حتى الان تقوم بدور نشيط في تسوية المشكلات الاجتماعية والمادية بين افرادها داخل كل قبيلة ولذلك فانها تقوم بدور داعم للحكومة المركزية كما تنشط في مجال المطالبة بنشر التعليم في القري والمدن في سائر المحافظات وتشجع الاستثمارات في ربوعها وهي التي رحبت بنظام الحكم المحلي الذي يعتمد على انتخاب المجالس المحلية التي تنتخب المحافظين.
* لماذا تفضل بعض قيادات المعارضة البقاء في الخارج, وهل هناك ممانعات رسمية لعودتها?.
بالقطع لا توجد اي جهة رسمية تمنع اي قيادة سياسية من العودة الى الوطن ويمكن سؤال اي قيادة سياسية مقيمة في الخارج عن سبب اختيارها الشخصي الاقامة خارج الوطن فيكون جوابها هو الخبر اليقين.
* الاقتصاد يمثل احدى المعضلات الحالية, فكيف يمكن الاستفادة من تزايد مصادر الدخل الطبيعية لتصحيح الخلل الراهن?
الاقتصاد هو المعضلة الاساسية الاولى بعد الديمقراطية في اي دولة من دول العالم, ذلك ان اي دولة عصرية متحضرة تلتزم باصول علم الاقتصاد التي تفرض على الدولة ان تضع خطة تنموية اقتصادية شاملة بعضها خبراء اقتصاديون وطنيون ولهم ان يستعينوا بخبراء اجانب من اجل دراسة جميع امكانات الدولة البشرية والطبيعية لتنفيذها على سنوات متعاقبة, وينبثق من هذه الخطة النهضوية العلمية احتياجاتها التخصصية وبذلك تتحدد مناهج التعليم في جميع مراحله لتوفير التخصصات التي تقتضيها الخطة الاقتصادية على مدى مراحل تنفيذها. ولان هذا الاسلوب العلمي يصعب استيعابه في كثير من الدول النامية في المرحلة الاولى لنموها الحضاري ولذلك فانه من الطبيعي ان تعاني الدولة من معضلة الاقتصاد حتى ينمو وعيها الحضاري فتحتكم الى العلم والعلماء الى جانب الرفقاء والاصدقاء. وعندئذ فقط يبدا تصحيح اي قصور في الاستفادة وتنمية جميع مصادر ثروات الدولة البشرية والطبيعية. واليمن كدولة في اولى مراحل نموها لا يمكن ان تخرج عن نطاق هذا السياق العلمي.
علاقات طيبة ولكن !
* لماذا لم تتقدم العلاقة مع دول الخليج ويصبح اليمن عضوا كاملا في مجلس التعاون?.
مجلس التعاون الخليجي يشترط مؤهلات معينة لعضويته, وفي مقدمتها الاستقرار والازدهار, وهما شرطان يحتاجان في اليمن جهودا مكثفة ومنظمة تربط الغاية بالوسيلة, وهذا ما ارجح ان القيادة السياسية اليمنية تتوجه اليه من اجل تحقيقه. واذكر ان اليمن في الماضي كان مصدرا لتوريد العمالة لدول الخليج, وعندما تطورت دول الخليج استغنت عن اعداد كبيرة من هذه العمالة عندما اصبحت غير مناسبة للتطورات الهائلة التي نمت في دول الخليج في وقت لم تفكر فيه الحكومات اليمنية المتعاقبة في تدريب العمال اليمنيين على المهارات الجديدة التي تتناسب مع احتياجات المشروعات المتطورة في دول الخليج مما ضاعف نسبة البطالة في اليمن في مناخ عدم الاهتمام بنظام التعليم بصفة عامة حتى يتناسب مع احتياجات الاستثمارات المتطورة ليس فقط في زمن العولمة وانما عندما تطرق الحكومة اليمنية ابواب النهضة والازدهار في خطة اقتصادية تنموية حضارية شاملة.
* كيف ترى الان حال العلاقات بين الجانبين?
لا يستطيع اي منصف يمني ان ينسى المساعدات الخليجية الهائلة لبلاده, والتي لا تزال شامخة وعلى رأسها اعادة الحياة لسد مأرب العظيم الذي كاد ان يصبح اثرا بعد عين عبر مئات السنين بتمويل من الراحل الشيخ زايد ال نهيان. وهناك مستشفى الكويت في صنعاء الذي يؤكد عمق الصداقة بين البلدين. واذكر انني كنت في زيارة للمغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز العام 1974 وكنا نتحدث عن وسائل مكافحة الشيوعية التي بدأت تنتشر في جنوب اليمن, فوافق على اعتماد المملكة تمويل مشروعات حضارية في اليمن وخصص مئات الملايين من الريالات السعودية سنويا, وترك للحكومة اليمنية اختيار المشروعات التي تريد تمويلها. وكان ذلك في حضور الامير سلطان بن عبدالعزيز. هذه الاشارات تعني ان علاقات اليمن بدول الخليج ممتازة ومتطورة والعبرة بكيف يستفيد اليمن من هذه العلاقات.
* الارهاب يهدد مكانة اليمن الاقليمية فما طريقة القضاء على عناصر »القاعدة« التي اعطت مبررات لبعض التدخلات الاميركية في الشأن اليمني?.
وسيلة القضاء على الارهاب هي النهضة الحضارية التي تؤدي الى رفع مستوى المعيشة للشعب بصفة عامة فحيث تتحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع ابناء الشعب, اي شعب, فان اي جريمة تقع في مثل هذا الشعب المستقر المزدهر تصبح جريمة عادية وليست ارهابا, فجميع المجتمعات في العالم تحدث فيها جرائم لها عقوبات في القانون الجنائي وهذا موضوع يطول شرحه.
* كيف لدولة تعاني من ازمات هيكلية ان تتدخل للمصالحة بين حركتي فتح وحماس قبل اسابيع?.
تعد المقاربة اليمنية لاتمام التسوية السياسية بين الفلسطينيين عملا عربيا مهما في اجندة الرئيس علي عبدالله صالح, الذي يسعي لتأكيد اقترابه من المشاكل العربية واهتمامه بتنقية الاجواء التي تخيم على السماء الفلسطينية باعتبار ان هذه القضية من القضايا المركزية في العمل العربي المشترك وتؤثر بقوة على الامن القومي العربي. لذلك ارى ان الرئيس صالح سوف يواصل جهوده في هذا المجال, لان لديه رغبة صادقة في اتمام هذه المصالحة, على الرغم من العثرات التي تواجهها.
* متى يعود الدكتور عبدالرحمن البيضاني الى اليمن?.
انا مقيم فعلا في صنعاء وعندي مكتب في مقر اقامتي تحرسه مجموعة عسكرية من رجال الامن السياسي بموجب قرار من رئيس الجمهورية اصدره منذ اربعة عشر عاما. ولذلك فانني اتردد بين بيتي في صنعاء وبيتي في القاهرة حسبما اشاء وبموجب اهتماماتي العلمية والثقافية فقد اختارتني جامعة بنها المصرية استاذا لحضور جلسات مجلس ادارة كلية التجارة, حيث اشترك في جلساته الشهرية فضلا عن انشغالي بالشؤون الثقافية في مصر, مما يساعدني على حسن اختيار مقالتي الصحافية التي انشرها في مصر واليمن.
* لماذا تنازلت عن فكرة الترشيح للانتخابات الرئاسية السابقة?.
اوضح اولا لماذا اقدمت على الترشيح , حيث فكرت فيه عندما اعلن الاخ الرئيس صالح قراره بعدم ترشيح نفسه لدورة قادمة, وكان احمد صوفان نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط قد اعلن في مارس 2002 في صحيفة »الايام« ان اليمن بلغ ذروة الفقر بحيث لم تعد اي دولة فقيرة تنافسه في طلب المنح والهبات والمعونات, ثم اعلن عبدالقادر باجمال رئيس الحكومة في صحيفة الراي العام اليمنية في نوفمبر 2002 ان حكومته وجميع حكومات الحزب الحاكم التي سبقت حكومته قد فشلت في تحقيق برامج الاصلاح الاقتصادي التي نفذتها هذه الحكومات منذ العام 1995, فانشطر قلبي على وطني الذي قضيت عمري اعمل على نهضته سواء عندما كنت وزيرا للشؤون الاقتصادية في عهد الامام احمد او نجاحي في الدعوة الى الثورة ضد النظام الامامي المتخلف وتوليت ارفع المناصب فور قيام الثورة, فوجدت انه من واجبي ان اتقدم للترشيح للانتخابات الرئاسية لعلي انجح في انقاذ اليمن اقتصاديا مستندا على خبرتي الدولية ثم فوجئت بعدول الاخ الرئيس عن عدم ترشيح نفسه فنويت الانسحاب من الترشيح امامه تقديرا له لاسيما بعد ان اعلن انه ينوي نهضة اليمن واستئصال جذور العجز والفساد.
»دعما للأخ الرئيس«
* هل تدخلت شخصيات يمنية لاقناعك بالتراجع عن الترشيح?
بعد ان قدمت اوراق ترشيحي اتصل بي صديقي الاخ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى ورئيس الهيئة المكلفة بالاشراف على الانتخابات الرئاسية وطلب مني التنازل عن الترشيح, فقلت له انني قررت ذلك فعلا بعد ان تأكدت من عدول الرئيس عن قراره بعدم ترشيح نفسه لدورة اخرى لكنني حين اعلنت ترشيح نفسي ثم قدمت اوراق ترشيحي استحسنت الانسحاب من الترشيح بعد ان تعلن لجنة الانتخابات قبول ترشيحي حتى ابرر انسحابي بانه لصالح الرئيس فيصبح ذلك دعما لحملته الانتخابية من داعية الثورة الجمهورية وابرز مؤسسيها الذي تولى قيادتها في مهدها بين الاعاصير المحلية والدولية.
* لكن قيل ان لجنة الانتخابات رفضت اصلا قبول ترشيحك?.
فوجئت برفض الهيئة قبول ترشيحي فعلا, مدعية ان والدتي مصرية وانني اتصل بمخابرات اجنبية. والغريب ان يقال ذلك عن اهلية من قام بالثورة التي دعا اليها وخطط لها, فقامت الجمهورية على كتفه, فاين كانت جنسية والدته عندما تولى منصب الرجل الثاني فور قيام الثورة, فهل هذا الرجل غير امين على استمرارها وازدهارها ومعالجة افاتها وحمايتها, وهو الذي دعا الى قيامها واشترك بابرز الادوار في حمايتها في مهدها?
* ماذا كان ردك على هذه الاتهامات?.
كان ردي عن والدتي انها تحمل الجنسية اليمنية وقد سلمتها جوازا يمنيا يوم 5 ديسمبر 1962 لانه في الاسبوع الاول من ديسمبر 1962 اي في الشهر الثالث من قيام الثورة اشتد حصار المتمردين على العاصمة صنعاء واخذ اهالي صنعاء يغادرونها خوفا من المصير المظلم الذي عانوه بعد فشل ثورة 1948 فاقتحم بعض رجال القبائل صنعاء ونهبوها وعاثوا فيها فسادا فخشي السلال على سلامته وسلامتي وسلامة الثورة اذا بقينا في العاصمة صنعاء واطلعني على قرار جمهوري بتوقيعه يقضي بنقل العاصمة الى مدينة تعز فاخذت منه القرار ورفضت تنفيذه اصرارا مني على سمعة الجمهورية امام القبائل المتمردة واحتفاظا بروح المقاتلين الجمهوريين الذين اذا سمعوا اننا ونحن القادة قد هربنا الى تعز.
...اسهبت للاخ السلال في شرح العواقب السيئة التي سوف تسيطر على المناخ الجمهوري اذا خرجنا من صنعاء العاصمة, فاقتنع بكل هذه المحاذير ونقل العاصمة الى تعز ووافقني على المجازفة بارواحنا والبقاء في صنعاء مدافعين عنها ومستعدين للشهادة من اجلها, وبدلا من التماسي الامان في تعز ارسلت برقية الى الرئيس السادات اطلب فيها وصول والدتي وزوجتي واطفالي من القاهرة الى صنعاء وارسلت اليه جوازا باسم والدتي وبتوقيعي بصفتي نائبا لرئيس الجمهورية ورئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية, اما زوجتي فهي تحمل معي جوازا ديبلوماسيا بامر الامام احمد منذ العام 1950.
* ماذا عن مضمون الاتهام الخاص بالاتصال بمخابرات اجنبية?.
مضمونه انني التقيت بالسفير الامريكي في صنعاء بعد تقديم اوراق ترشيحي. وقصة ذلك انني كنت بدات في تاليف كتاب بعنوان »قصة عمري ̄ وثائق ثورة اليمن وكارثة 1967) واردت ان اختمه بوثائق اميركية عن دوري الرسمي في علاقتنا مع الولايات المتحدة الاميركية فور قيام الثورة, مما ادى الى حصولنا على الاعتراف الاميركي وقيام الولايات المتحدة بحشد العدد اللازم من الدول لقبولنا في الامم المتحدة وطرد مندوب الامام المخلوع. والمعروف ان وثائق الولايات المتحدة تصبح قابلة للاطلاع عليها وتصويرها بعد مضي ثلاثين عاما, فكان هذا هو سبب لقائي مع السفير الامبركي في صنعاء علما بانني بحكم تاريخي ومركزي الادبي التقي دائما بمعظم سفراء العالم وليس من المعقول لمثلي ان يضر بوطنه اذا لم يستطع افادته. ومع ذلك حرصت على ان يكون اللقاء امام الناظرين فلا يكون في السفارة ولا في بيتي وانما في بهو فندق عام وعلى الملأ.ومع ذلك لم تكن لديه الوثائق المطلوبة مما اضطرني بعد عودتي الى القاهرة الى زيارة السفير الاميركي في مصر فحصلت منه على الوثائق التي طلبتها ونشرت اهمها في ختام كتابي.
* ما حكاية القضية التي رفعتها ضد الهيئة الانتخابية ثم سحبتها?
فور صدور قرار الهيئة المكلفة بالاشراف على اجراءات الانتخابات الرئاسية برفض ترشيحي قدمت قضية ضد رئيس واعضاء هذه الهيئة الى المحكمة الجنائية المختصة في صنعاء لما تضمنه قرار الهيئة من سب وقذف يعاقب عليهما القانون الجنائى, مع الاشارة الى انني اذا لم الق الانصاف القضائي في اليمن سوف الجأ الى المحكمة الجنائية الدولية التي تنصف من يمتنع عليه الانصاف في بلده. واثناء ذلك تلقيت من الرئيس صالح كلمات تقدير وانصاف بخط يده وبتوقيعه ونشرت في الصحف اليمنية, فسحبت قضيتي من المحكمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.