ارتفعت أسعار النفط الخام في المعاملات الآجلة يوم الجمعة مع استمرار القلق في الاسواق بسبب الوضع المضطرب في مصر وبانتظار بيانات الوظائف الأمريكية التي تصدر في وقت لاحق يوم الجمعة. وبحلول الساعة 1109 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي الخفيف 16 سنتا إلى 90.70 دولار للبرميل. وبعد تراجعه صباحا ارتفع مزيج برنت في عقود مارس اذار 20 سنتا الى 101.95 دولار للبرميل. وقد لمس برنت مستوى 103.37 دولار يوم الخميس مسجلا أعلى مستوى خلال جلسة تداول منذ 26 سبتمبر ايلول 2008. وقال كريستوفر باريت المحلل في كريدي اجريكول سي.اي.بي "الكل يراقب ما يحدث في مصر. يبدو أنه يوم حاسم." وارتفع برنت أكثر من سبعة دولارات منذ اندلاع الاضطرابات في مصر قبل عشرة أيام وذلك من حوالي 95 دولارا للبرميل في 25 يناير كانون الثاني. وتمثل الزيادة البالغة ثمانية بالمئة أكثر من ثلث اجمالي الزيادة التي حققها الخام في العام الماضي باكمله وهي 22 بالمئة. وقال محللون إن الاسعار ستظل مرتفعة على الارجح مع استمرار الاحتجاجات. ويحتشد مصريون معارضون للرئيس حسني مبارك بأعداد كبيرة في ميدان التحرير بالقاهرة اليوم للمطالبة بتنحيه عن السلطة. وقال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس انهم يناقشون مع نظرائهم المصريين عدة طرق للتحرك باتجاه انتقال منظم للسلطة بما يفضي الى التعجيل بتنحي الرئيس مبارك. وقال كريستوفر بيلو من باخ كوموديتيز "قال رئيس اوبك ان ارتفاع النفط عن 100 دولار ليس أمرا مرغوبا فيه ولكن مادامت الاضطرابات في الشرق الاوسط مستمرة فستظل أسعار النفط على الارجح عند هذا المستوى." واضاف "لابد أن الخوف الرهيب هو من امتدادا الاضطرابات الى دول منتجة كبرى مثل السعودية." وأحدثت اضطرابات مصر موجات من الصدمة في أنحاء منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تنتج أكثر من ثلث امدادات النفط العالمية وذلك وسط مظاهرات في اليمن واصلاحات في الاردن والجزائر بعد الاطاحة بالرئيس التونسي الشهر الماضي. لكن الاحتجاجات في مصر لم تؤثر على حركة السفن في قناة السويس أو على تدفق النفط عبر خط أنابيب سوميد. وتسيطر مصر على كل من قناة السويس وخط سوميد اللذين جرى نقل اكثر من مليوني برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات المكررة عبرهما في عام 2009 وفقا لاحدث بيانات متاحة. كما يترقب المتعاملون بيانات التوظيف الأمريكية لشهر يناير والتي تصدر لاحقا وستعطي مؤشرا لحالة الاقتصاد والطلب على الطاقة في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم. ومن المتوقع أن يكون التوظيف قد اكتسب زخما في يناير مواصلا صعوده للشهر الرابع على التوالي لكن ليس بما يكفي لمنع نسبة البطالة من الارتفاع. ومن المتوقع ارتفاع الوظائف غير الزراعية 145 ألف وظيفة لكن عواصف ثلجية عاتية ضربت مناطق واسعة من الولاياتالمتحدة خلال فترة المسح قد تسفر عن رقم أقل بكثير .