ووفقا لمسؤول حكومي، يعيش في اليمن حوالي 800,000 مهاجر إفريقي بنهاية 2007، معظمهم من الصوماليين وفي هذا السياق، قال القنصل الصومالي، حسين حجي، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن هؤلاء المهاجرين "خاطروا بخوض هذه الرحلة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر بالرغم من قساوة البحر. وقد فاق عدد الوافدين الجدد المسجلين لدى مفوضية الأممالمتحدة للاجئين 700 شخص في حين وصل عدد الوافدين غير المسجلين إلى حوالي 350 شخص". ووفقا لحجي، شكل الصوماليون 70 بالمائة من مجموع الوافدين، أما باقي الواصلين فهم من الإثيوبيين. وحسب تقرير صادر عن منظمة أطباء بلا حدود في شهر يونيو/حزيران، وصل إلى شواطئ اليمن أكثر من 20,000 إفريقي حتى نهاية شهر مايو/أيار 2008، وهو ما شكل أكثر من ضعف الواصلين خلال نفس الفترة من عام 2007. وأضاف التقرير أن حوالي 400 منهم إما لقوا حتفهم أو يعتبرون في عداد المفقودين. وعزى حجي ارتفاع عدد الوافدين خلال عام 2008 إلى تزايد عدد اللاجئين في مدينة بوساسو بالصومال. حيث أوضح أن "الظروف الصعبة التي يعيشونها في الصومال تدفعهم إلى اللجوء إلى المهربين. لأنهم لا يملكون خيارا آخر سوى المخاطرة بحياتهم وخوض غمار البحر أملا في الوصول إلى اليمن". وأضاف أنه لم يتم تسجيل أية حوادث رئيسية رافقت حضورهم إلى اليمن خلال شهر يونيو/حزيران. خريطة تفاعلية توضح خط العبور عبر خليج عدن من مدينة بوساسو في الصومال إلى بئر علي في اليمن عاين النسخة الأكبر على خرائط غوغل كما أضاف أن هناك تقارير تفيد بأن المهربين رفعوا تكلفة الرحلة من بوساسو إلى اليمن من 70 دولار للشخص الواحد إلى 250 دولار بسبب رداءة أحوال البحر خلال الصيف. أكثر من 600 صومالي في عداد الأموات أفاد القنصل الصومالي أن معظم المهاجرين الأفارقة يأتون إلى اليمن بهدف المواصلة إلى إحدى دول الخليج، خصوصا منها المملكة العربية السعودية، قصد العثور على فرصة عمل. وأوضح أن "اليمن لا تشكل الوجهة الحقيقية والنهائية لحوالي 85 بالمائة من الوافدين الجدد. فهم يمكثون في اليمن لحوالي ستة أشهر تقريبا يمتهنون خلالها مهنا مختلفة بغية ادخار بعض المال لتمويل الرحلة إلى السعودية". ووفقا لحجي، يواجه الأفارقة المستضعفون الذين يحاولون العبور إلى السعودية خطر الإساءة الجنسية والعنف وربما حتى الموت على أيدي مهربين عديمي الضمير. وأوضح أنه "على مدى الأربعة أعوام الماضية، فُقِد أكثر من 600 صومالي على الحدود بين اليمن والسعودية وأصبحوا يعتبرون في عداد الأموات. وهذا يشكل مصدر قلق بالغ بالنسبة لنا". وأضاف أن الغالبية العظمى من الأفارقة الذين يحاولون العبور من اليمن إلى المملكة العربية السعودية يفشلون في ذلك بعد أن تقوم السلطات السعودية بإلقاء القبض عليهم وترحيلهم. ولكن هذا لا يثني عزم العديد منهم على تكرار المحاولة مرات ومرات. حيث قال: "لقد أخبرني أحدهم أنه كرر محاولة العبور إلى السعودية ثمان مرات بعد أن قدم إلى اليمن بحرا. ولكنه كان في كل مرة يتعرض للترحيل على أيدي السلطات السعودية".