يصادف اليوم الثلاثاء الخامس من يوليو ذكرى الثامن عشر لرحيل الثائر المفكر محمد علي الربادي الملقب ب "غاندي إب ". وقد أقيم مساء اليوم ندوة في ساحة خليج الحرية بمحافظة إباليمنية أحياها الأستاذ الدكتور فؤاد البعداني وادارة اتحاد الادباء والكتاب فرع المحافظة وجمع غفير من الحاضرين . واكد الدكتور فؤاد البناء ان المفكر الاسلامي محمد علي الربادي كان قامة من قامات اليمن واحد رواد التغيير الفكري والسياسي ومن ابرز المخلصين للمبادىء والقيم والاخلاص ، وكان مؤمنا بالمساواة والعدالة والحرية والشورى ويتلمس معاناة الناس ويناصر المظلومين . وقال الدكتور البعداني ان الربادي كان ينشد الحرية وكان الصوت الابرز والمدوي في جعل الحرية هي قيمة الانسان وقيمة المجتمع. وقد مثل الحرية على انها التخلص من الاستبداد وعلى انهاالتخلص من الظلم وعلى انها عدوة الحكام والمرض الخبيث لهم، واكد ان كلمته التي قيلت في استراحة منتزة مشوره امام الرئيس كانت مدويه وظل الناس يرددها لسنوات وكانت رسالة اثبتت انها من مفكر ومصلح ومثقف وعالم وهؤلاء لا يطالبون لانفسهم شيء وانما يطالبون لمجتمعهم واصلاح اوطانهم واوضح الدكتور البعداني ان المفكر الربادي مات ولكن فكرة الثوري مازال حيا لان شباب الثوره اليوم ينشدون الحرية والعدالة والمساواة والشورى وقد تحدث رئيس اتحاد الادباء والكتاب عبد الاله البعداني ان المفكر الربادي كان عادلا عندما يتولى أي منصب حكومي وكان ثورة مضيئة لكل من حوله وكان يتالم لان مجتمعه يعاني الفقر والظلم فكان خطيبا بارعا يلامس الواقع ومعاناته ولا يخاف في الله لومة لائم انتقد الحاضرين الاعداد المتدني للندوه في ساحة الحرية من حيث انعدام صور للمرحوم او عرض فلم وثائقي او احدى خطاباته او التعريف به وان الندوه قامت بها حركة الحريه للتغيير"خلاص " وتنصل اتحاد الادباء للفعالية كعادتة بحيث لم يصدر منه أي بيان او نشره تعرف بشخصية المفكر الربادي ولم يصدركتاب عنة كما وعد عدة مرات في السنوات السابقة سيرة الربادي وُلد الثائر الربادي وتوفي ودفن في مدينة إبّ، وفيها تلقى بعض مبادئ القراءة والكتابة في بعض كتاتيبها، ثم التحق بحلقات العلم في الجامع الكبير في مدينة إبّ، فدرس عددًا من العلوم الشرعية واللغوية، ولازم القراءة والاطلاع، فنمت ثقافته، وتوسّعت معارفه. بدأ العمل تاجرًا في دكان صغير لبيع القمح، ثم عمل بالتدريس فترة، ثم إداريًّا في دار المعارف، وبعد قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي عام 1382ه/ 1962م تنقّل في أعمال عديدة إذ تعيّن عام 1385ه/ 1965م نائبًا لوزير التربية والتعليم، ثم عمل في المجال الإعلامي، وتعيّن مديرًا لمكتب الإعلام في مدينة تعز، ثم تعيّن وكيلاً لوزارة الإعلام عام 1386ه/ 1966م، ثم رئيسًا لمصلحة الإذاعة، ثم وكيلاً لوزارة الإعلام للمرة الثانية، ثم رئيسًا للجنة النشر والتأليف في وزارة الثقافة، وكان آخر عمل رسمي له تعيينه وكيلاً للمجالس المحلية. وبعد قيام الوحدة اليمنية عام 1410ه/ 1990م انتخب رئيسًا لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ثم رشح نفسه بصفة مستقلة في الانتخابات النيابية عام 1413ه/ 1993م عن إحدى دوائر مدينة إبّ، ففاز، واختير رئيسًا للجنة المستقلّين في مجلس النواب. عُرف باتجاهه القومي، واشترك في بعض المظاهرات المناصرة لبعض التكتلات القومية، فسجن بسبب ذلك، ووقف إلى جانب الثورة الجمهورية، وشارك في مؤتمرات عديدة لمناصرتها مثل: مؤتمر (عمران)، ومؤتمر (الجند)، ومؤتمر (حرض)، وجعل من خطبته الأسبوعية التي يلقيها على منبر الجامع الكبير بمدينة إبّ محاضرة تنويرية، يعرض فيها العديد من حقائق الإسلام برؤى عصرية، كما شارك في كثير من الفعاليات الشعبية بكلمات سياسية، وعمل وكيلاً لوزارة البلديات لشئون المجالس البلدية وعُرف بصراحته وجرأته، وتناقل الناس بعض شعاراته الثورية مثل قوله: (لاحرمة لثراء غير مشروع). كان محبًّا للقراءة والاطلاع، ينزع منزعًا صوفيًّا، مجالسه مجالس علم وأدب، وقد توفي إثر ذبحة صدرية ألمّت به، وصدر عنه كتاب بعد وفاته بعنوان: (الربادي الشجرة الطيبة) أصدرته كتلة المعارضة في مجلس النواب، والأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. وكان الاستاذ الربادي نموذج للمثقف الايجابي الذي استطاع أن يستخدم ثقافية النضالية من أجل وطنه ومجتمعه، حتى أصبح صاحب قضية ورجل أفكار ومبادئ بذل طوال حياته الجهد لتحقيقها قدر استطاعته،ومثل كل الجهود البشرية فقد أصاب وأخطأ ، وأثر وتأثر وحقق ايجابيات ووقع في سلبيات وفي كل الأحوال أصبح واحدا من صناع الحياة ورواد التغيير ورجال النضال ويسمى اليوم غاندي إب.