طرح الوضع «المتأزم» في اليمن الكثير من التساؤلات حول خيارات الحل المحتملة للأزمة التي يعيشها هذا البلد منذ فبراير الماضي على وقع احتجاجات تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج منذ أكثر من شهر في السعودية من جروح أصيب بها في هجوم على مسجد دار الرئاسة بصنعاء في الثالث من يونيو الماضي. وبين هذا وذاك، يقفز شبح الحرب الأهلية إلى الواجهة اليمنية مع انسداد أفق الحل السياسي وهو السيناريو الذي يرفضه اليمنيون. ويقول الدكتور على مطهر العثربي عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم والخبير في السياسة الدولية والداخلية ان «المؤتمر لا يزال متمسكا بخيار المبادرة الخليجية لحل الازمة اليمنية والأخذ بها كمنظومة متكاملة والتعامل الايجابي مع كافة بنودها». ودعا «كافة القوى السياسية في اليمن الى احترام الارادة الدستورية والشعبية وعدم الانقلاب على هذه المبادئ الاساسية». واشار اليوسفي الى ان الاطراف الدولية، وبحسب معلومات، غضبت من هذا التحرك وسط أنباء عن تعديلات في المبادرة الخليجية. ومضى اليوسفي قائلا «ان ذلك يعني انه ربما لا يوجد غير هذين الخيارين إما المبادرة أو المجلس الانتقالي الذي تعتبره كثير من الأطراف إعلان حرب»، لافتا الى أنه «في أرضية مثل اليمن ربما لن ينجح المجلس الانتقالي لكنه رسالة سياسية تشير إلى أن احزاب اللقاء المشترك وصلت إلى قناعة بأن مضي الوقت يخدم أولاد الرئيس وبالتالي يجب التسريع في خلق تحرك جديد». وفيما تخرج مسيرات حاشدة في عدد من المدن اليمنية باستمرار للمطالبة بتشكيل «مجلس انتقالي» لادارة البلاد فان ذلك يمثل لقطاع من شباب الساحات من الاكثر الخيارات ايجابية وملائمة للوضع الذي تمر به اليمن. وأشار الى ان إعلان «المجلس الانتقالي» يعني تغليب الحسم الثوري على الخيارات الأخرى والتي من بينها المبادرات الإقليمية والدولية وسيمثل المجلس الانتقالي طوق النجاة للاقتصاد المنهار كون استمرار بقايا النظام في الحكم سيزيد من حدة المشاكل الاقتصادية ويفاقم من الازمات المتعددة في الخدمات الاساسية كالوقود والغذاء. واعتبر ان الظروف غير مهيأة الآن لأفكار من قبيل الدعوة لتشكيل «مجلس انتقالي» لمثل هذه الافكار. وعن احتمال الحرب في اليمن قال المحلل العسكري اليمني حامد ابو البدرين «ان الحل العسكري ومنذ مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح للعلاج في السعودية بعد محاولة اغتياله مع كبار رجال الدولة أصبح هو السائد». وأشار ابو البدرين الى ان «ما يحدث حاليا في محافظة تعزجنوباليمن وكذلك في منطقتي نهم وأرحب شمال العاصمة صنعاء من مواجهات هو دليل واضح على ان خيار الحرب هو اللغة الأقوى».